بعد 13 دقيقة.. طائرة إندونيسية تُنهي رحلتها بكارثة

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي
 

رغم قصر رحلة الطائرة الإندونيسية، إلا أنها لم تكتمل، وبعد 13 دقيقة من انطلاق الرحلة “JT 610” التابعة لشركة طيران “ليون إير” سقطت الطائرة وعلى متنها 189 شخصًا.

وأقلعت الطائرة في الساعة 6:20 صباح اليوم الإثنين، من مطار العاصمة جاكرتا متجهة إلى مطار بانجكال بينانج، المدينة الواقعة في الشمال والتي كان من المقرر الوصول إليها الساعة 7:20 صباحا، أي في غضون ساعة.

وتظهر البيانات أن الطائرة، وهي من طراز “بوينج 737 ماكس 8″، وهو طراز جديد تم إطلاقه عالميًا فقط في العام الماضي، ووصلت إلى ارتفاع 5000 قدم (1524 مترا) قبل أن تفقد الارتفاع ثم استعادته قبل أن تسقط باتجاه البحر في نهاية المطاف.

وتشير المعلومات إلى أن الطائرة أقلعت من جاكرتا متّجهة نحو الجنوب الغربي، ثم تحولت وجهتها إلى الشمال الشرقي، قبل أن تختفي فوق بحر جافا في مكان غير بعيد عن الساحل، بحسب موقع “فلايت رادار” المتخصّص بتعقب مسارات الطائرات حول العالم.

قال المتحدث باسم الوكالة الإندونيسية لبحث والإنقاذ يوسف لطيف: إن الطائرة، كانت تحمل على متنها 189 شخصا، عندما تحطمت في البحر على عمق 30 إلى 40 مترا، ومن بين الركاب، 179 راكبا بالغا وطفل ورضيعان وطياران وطاقم مضيفين مكون من خمسة أفراد.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطيران “ليون” إدوارد سيريت: إن الطائرة واجهت “مشكلة فنية” خلال رحلتها السابقة من بالي إلى جاكرتا، لكن المشكلة تم إصلاحها بالكامل.

ومع بدء جهود البحث والإنقاذ، عثر رجال الإنقاذ على أجزاء من الحطام والممتلكات الشخصية للركاب كالهواتف الذكية والكتب وحقائب اليد، والملابس، وبطاقات الهوية ورخص القيادة.

ويشارك في البحث نحو 300 شخص من بينهم ضباط شرطة وصيادون وجنود، وقال المسؤولون إنهم لم يعثروا بعد على أي جثث، فقط الممتلكات الشخصية وحطام الطائرة.

وقال رئيس وكالة البحث والإنقاذ محمد سيوجي: إن حطاما يعتقد أنه من الطائرة ويشمل أجزاء من مقاعد الطائرة عثر عليه بالقرب من منشأة تكرير بحرية في بحر جاوة، قرب المكان الذي فقدت فيه الطائرة الاتصال بمسؤولي الملاحة الجوية على الأرض، مضيفا: “لا نعلم ما إذا كان هناك أي ناجين”.

وأضاف سيوجي، إنه لم ترد أي إشارة استغاثة من جهاز تحديد المواقع في حالات الطوارئ بالطائرة، مضيفا أن أستراليا لم تتلق أي إشارات من الطائرة أيضا.

وقال بول لويس -المتحدث باسم “بوينج”- إن شركة الطيران كانت “تراقب الوضع عن كثب” ولكنها لم تقدم تفاصيل عن الطائرة المعنية، وهي 737 ماكس 8 التي تم تسليمها في أغسطس وبدأت الطيران خلال أيام.

وقال متحدث باسم سلطات الملاحة الجوية الإندونيسية، إن الطيارين طلبوا العودة إلى القاعدة قريبا قبل فقد الاتصال مع مراقبة الحركة الجوية، لكن لا يمكن تأكيد سبب تحطم الطائرة، لحين انتشال الصندوقين الأسودين للطائرة وهما مسجل صوت قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة.

وستمثل جهود تحديد موقع الحطام وانتشال الصندوقين الأسودين ثاني أكبر التحديات في أعماق البحار للمحققين الإندونيسيين، بعد تحطم طائرة إيرباص تابعة لشركة طيران “إير آسيا” في بحر جاوة في ديسمبر 2015.

وقال كميل رضوان، حاكم جاوة الغربية، في تغريدة على تويتر، إنه يأمل أن تمضي عملية البحث والإنقاذ “بسرعة وسلاسة”، مضيفًا: “نأمل أن تُعطى عائلات المسافرين الذين يصابون بهذه الكارثة الثبات والصبر على هذا الحادث”.

وصلى أصدقاء وأقارب من كانوا على متن الطائرة بينما كانوا ينتظرون في مطار بانجكال بينانج، بينما كان أفراد أسر آخرين يترددون على مقر الوكالة الوطنية للبحث والإنقاذ في جاكرتا، آملين في الحصول على أخبار.

وقالت أحد الأقارب المنتظرين في مطار بانجكال بينجانج، أن أختها كانت على متن الطائرة، “نحن هنا للعثور على أي معلومات عن أختي الصغيرة وخطيبها ووالدتها وصديقها، ليس لدينا أي معلومات، نحن مرتبكون ونأمل أن تبقى عائلتنا حية”، بحسب “الأسوشيتد برس”.

وكان ما يقرب من 20 شخصا من أصل 189 شخصا هم مسؤولون في وزارة المالية الإندونيسية، كانوا قد سافروا إلى جاكرتا لحضور مؤتمر.

وأصدرت السلطات الأسترالية، تعليمات إلى المسؤولين الحكوميين الأستراليين بعدم الطيران على متن “إير ليون” حتى يتم تحديد سبب الحادث.

وبموجب القواعد الدولية، سيقوم المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة تلقائيا بالمساعدة في التحقيق في تحطم الطائرة، بدعم من مستشارين فنيين من شركة “بوينج” وشركة “سي.إف.إم” إنترناشونال الأمريكية الفرنسية لصناعة المحركات.

ويعتبر الطيران المدني وسيلة نقل أساسية في إندونيسيا، الأرخبيل المكوّن من 17 ألف جزيرة وجُزيرة، ولكن القطاع يسجّل نسبة حوادث مرتفعة.

ربما يعجبك أيضا