من مخيمات اللاجئين إلى الكونجرس.. “إلهان عمر” تحتفل على إيقاعات أفريقية

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

قبل 28 عامًا، استطاعت “إلهان عمر” الفرار من الحرب الأهلية في الصومال، والعيش لسنوات طويلة في مخيمات اللاجئين في كينيا، بينما اليوم تحقق “عمر” إنجازًا كبيرًا، لفوزها بمقعد في مجلس النواب الأمريكي “الكونجرس” عن ولاية مينيسوتا، في الانتخابات النصفية لتكون بذلك أول مسلمة محجبة تفوز بمقعد في الكونجرس.

من مخيمات اللاجئين إلى الكونجرس

بعد الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، هربت أسرة “عمر” كلها من البلاد، وعاشت لسنوات طويلة في معسكرات اللاجئين في كينيا، وفي عام 1995 هاجرت إلهان مع أسرتها إلى مينيسوتا وهي في سن المراهقة، وفقدت والدتها عندما كانت صغيرة، لذا تولى جدها ووالدها تربيتها، وهي أصغر إخوتها البالغ عددهم سبعة، كان جميع أفراد أسرتها في الصومال من المتعلمين، فقد كان والدها مديرا للنقل البحري الوطني.

كانت “عمر “متفوقة وتعلمت الإنجليزية في غضون ثلاثة أشهر، وعملت أثناء دراستها كمترجمة وهي في سن الـ 14 فقط، تخرجت من كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة “نورث داكوتا” الأمريكية في عام 2011، بدأت حياتها المهنية كمعلمة تغذية في جامعة مينيسوتا من عام 2006-2009، وبعد إنهاء دراستها، عملت مديرة حملة إعادة انتخاب “كاري دزييدزيتش” لمجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا لعام 2012، ثم عملت منسقة للتوعية بتغذية الأطفال في وزارة التعليم بين عامي 2012 – 2013.

وفي عام 2013، أدارت حملة المرشح “أندرو جونسون” لمجلس بلدية مدينة مينيابوليس، وبعد فوز الأخير، عملت مساعدة سياسية له، وفي عام 2015، أصبحت مديرة السياسات والمبادرات الخاصة بشبكة تنظيم النساء التي نادت فيها “عمر” النساء المهاجرات من شرق أفريقيا لتولي أدوار القيادة المدنية والسياسية في البلاد.

وكانت عمر تعرضت لهجوم من قبل خمسة أشخاص في أواخر عام 2015 في اليوم السابق لحضورها إحدى مؤتمرات حزبها.

إلهان عمر.. أول محجبة في الكونجرس

لم يكن وصول إلهان إلى هذا المنصب سهلاً، فقد واجهت هجمات عنصرية بسبب إسلامها، واتهمتها لورا لومر، وهي صحفية من اليمين المتطرف بصلتها بـ “الإرهابيين المسلمين”، وعلى الرغم من ذلك دخلت إلهان عمر – البالغة من العمر36 عامًا – التاريخ، بعد أن أصبحت أول عضو بالكونجرس ترتدي الحجاب، وثاني امرأة مسلمة في الكونجرس، بعد الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، التي فازت قبلها بساعات، بالتالي، سيضفي فوز إلهان لونًا ديمقراطيًا على الكونجرس حيث نسبة النساء لا تزال عند حدود الـ 20 في المئة ونسبة الأقليات لا تتجاوزالـ 19 في المئة.

وقبل عامين أصبحت عمر أول أمريكية من أصل صومالي تفوز بمقعد في مجلس تشريعي للولاية في نفس الليلة التي فاز فيها ترامب بالرئاسة بعد حملة دعا فيها إلى منع كل المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وخلال حملتها الانتخابية، احتضنت عمر أفكار اليسار الأمريكي، مثل التعليم المجاني بالجامعات، والتأمين الصحي للجميع، ورقع الحد الأدنى للأجور.

وتعد عمر من المعارضين لسياسة ترامب، وقالت في وقت سابق إن “سياسة التخويف” التي يتبعها الرئيس الأمريكي، شجعتها على خوض الغمار السياسي والسعي للتغيير.

احتفالات على أنغام إفريقية

احتفلت إلهان برقصة خاصة على أنغام صومالية مع مقربين منها، إثر تأكد فوزها، بحسب النتائج الأولية، ونشرت على حسابها على تويتر، مقطعاً مصوراً وهي ترقص مع أنصار لها احتفالاً بالفوز.

وفي أول تصريح لها بعد فوزها في الانتخابات تشكرت ناخبيها، قائلة إنها تقف أمامهم كعضوة في مجلس النواب سجلت سوابق عدة في التاريخ الأمريكي، وأضافت قائلة “أنا أول امرأة ذات بشرة سمراء تمثل ولايتنا في الكونجرس وأول امرأة تلبس الحجاب وتمثل ولايتنا وأول لاجئة تم انتخابها في الكونجرس وإحدى أولى النساء المسلمات اللواتي يصلن إلى مجلس النواب”.

ووعدت عمر جمهورها بالنضال من أجل احترام حقوق الإنسان والمهاجرين وقالت “سنقاتل من أجل إلغاء وكالة الشرطة الجمركية لشؤون الهجرة (ICE) والإبقاء على أسر اللاجئين مجتمعة وحماية حقوق النساء والكفاح ضد التغيير المناخي”.

وأشارت عمر إلى أنها ستقف دائماً إلى جانب ناخبيها مضيفة “سنقاتل من أجل حماية أسرنا المهاجرة وجيراننا وأطفالنا وكوكبنا ومجتمعاتنا (المهاجرين) وأتعهد بدعمكم دائماً”.

 

ربما يعجبك أيضا