في ليلة الوادع الأخيرة لزعيم “الثعالب”.. حزن ووفاء وتكريم

دعاء عبدالنبي

كتبت – أميرة رضا

ليلة حزينة عاشها كل عشاق ومحبي فريق ليستر سيتي الإنجليزي، مساء أمس السبت، حيث الوداع الأخير لمالك النادي فيتشاي سريفادانابرابا، الذي راح ضحية تحطم مروحيته قبل أسبوعين بجوار معلب “كينج باور ستاديوم”، أثناء رحيله من الاستاد بعد مباراة الفريق أمام وست هام يونايتد في الجولة الـ10 من الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

الأمس وفي أول مباراة يخوضها فريق الثعالب على ملعبه “كينج باور ستاديوم” بعد الحادث، قامت إدارة النادي بتكريم التايلاندي فيتشاي ورئيس مجلس إدارته، على هامش استضافة ليستر لمنافسه بيرنلي ضمن مباريات المرحلة الثانية عشرة من منافسات البريميرليج، وسط مشهد مؤثر وحزين للغاية.

مراسم الوداع الأخير

اللحظات المؤثرة التي امتلئت بها أجواء الوداع الأخير لمالك النادي، رصدتها الكاميرات خارج وداخل معلب “كينج باور”، حيث شكل لاعبو الفريقين دائرة في منتصف الملعب ووقفوا دقيقة صمت مع المشجعين قبيل صافرة البداية، بينما رفعت على الشاشات في الملعب صور المالك الراحل.

وارتدى لاعبو الفريق، الذين بدا عليهم التأثر، خلال عملية الإحماء، قمصانًا قطنية سوداء عليها صورة سريفادانابرابا وعبارة “ذا بوس” أي الرئيس أو الزعيم.

وعرضت عبر الشاشات صور سريفادانابرابا وعبارة “في قلوبنا إلى الأبد”، ورفع المشجعون أوشحة بيضاء كتب عليها “السيد رئيس مجلس الإدارة”.

ومن ناحيتهم، سار الآلاف من مشجعي النادي، في وقت سابق من ذات اليوم، بصمت وحزن شديد، تحت الأمطار في اتجاه المعلب، حاملين أعلام النادي، بينما ارتدى بعضهم قميصه الأزرق، الذي يحمل اسم عليه “فيتشاي” من الخلف.

وشارك في المسيرة آلاف المشجعين، وأطلق عليها مسيرة “الخمسة آلاف لواحد” نسبة لأن مكاتب المراهنات كانت ترشح ليستر عام 2016 لإحراز اللقب بنسبة خمسة آلاف لواحد.

كلمات مؤثرة

وتابع: “نحن على التزام بتكريم ذاكرته والحفاظ على إرثه، إن نمونا المستمر كنادي، وأرض تدريباتنا الحديثة، وتوسع ملعبنا المخطط سيساعد في تحقيق رؤيته لمدينة ليستر سيتي”.

يذكر أن فيتشاي التايلاندي ولد عام 1957 وتحديدًا في الثالث من أبريل، وهو من أثرياء العالم بحسب مجلة “فوربس” الأمريكية، وتحديدًا تاسع أغنى رجل في تايلاند كلها، حيث قيمته المجلة الأمريكية بحوالي مليار جنيه إسترليني، وذلك من خلال امبراطورية كينج باور الخاصة به، والتي بدأت منذ 25 عامًا بمتجر واحد للسوق الحرة، حتى صار علامة تجارية في كل مطارات تايلاند.

فيتشاي سريفدانابرابا الاسم الذي افتقده كل عشاق كرة القدم، كانت إداراة النادي قد أعلنت الجمعة، عن عزمها إقامة تمثال له خارج المعلب، تكريمًا لذكراه.

وقال أياوات توب سريفادانابرابا -ابن المالك الراحل- في هذا الصدد إنه قرر إنشاء نصب تذكاري خارج ملعب كينج باور تكريمًا لوالده الملياردير فيتشاي، بعد أن أقيمت له مراسم جنازة ملكية في بلاده.

وأضاف الابن في تصريحات لموقع النادي: “أخطط لتشييد تمثال لأبي، خارج استاد كينج باور، كإشادة دائمة وملائمة للرجل الذي جعل كل شيء ممكن”، متابعًا: “سيظل في قلوبنا إلى الأبد، ولن ينسى أبداً، ولن نتمكن أبدًا من سداد ما فعله لنا”.

تحول ملعب “كينج باور ستاديوم” منذ حادث رجل الأعمال التايلاندي فيتشاي، إلى مقصد للآلاف من المشجعين الذين وضعوا أكاليل الزهر ورسائل الوداع.

وفي إطار التكريم الذي تم بالأمس، اعتبر المدرب الفرنسي كلود بويل أن روح المالك الراحل حاضرة في المكان قائلًا: “لن يكون موجود شخصيًا اليوم، إلا أنه حاضر بروحه وسنحمل ذكراه في قلوبنا”.

وفي وقت سابق، قال حارس المرمى الدنماركي كاسبر شمايكل، الذي حضر مراسم جنازة مالك النادي التي أقيمت في تايلاند على مدى أيام: “كنت على المستطيل الأخضر ولوحت له مودعًا.. رأيت كل ما حصل.. هذا أمر سيرافقني للأسف دائمًا”.

وكان شمايكل من أكثر المتأثرين برحيل سريفادانابرابا، لاسيما وأنه شاهد بعينه إقلاع المروحية من أرض الملعب قبل تحطمها بعد لحظات.

وفي سياق متصل، كانت بعض التقارير الإعلامية، قد نقلت بعض الكلمات المؤثرة لأحد مشجعي الفريق الذي شارك في مسيرة “الخمسة آلاف لواحد”، والذي يدعى “جايك تيلسون” قائلًا: “لم يحقق أي رئيس مجلس إدارة ما حققه التايلاندي مع ليستر سيتي، أنا أحترم كل ما قام به، وليس فقط لصالح النادي، بل أيضا على الصعيد الخيري”.

وأضاف المشجع، البالغ من العمر 35 عامًا: “المالك الراحل أسطورة.. وأعتقد أن كرة القدم يمكن أن تتعلم منه ومن الطريقة التي أفاد فيها المجتمع المحلي”.

تمثال ونصب تذكاري

ربما يعجبك أيضا