أجندة تميم في تركيا.. الشاورما والقمع وماذا بعد؟

كتبت – علياء عصام الدين 

في لقاء شابه تكتم شديد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة بعض القضايا المختلفة حسب ما أعلنت مواقع تركية.

بيد أن اللقاء “المريب” طرح تساؤلات عدة، لاسيما أن الرئاسة التركية لم تنشر صورًا أو أية بيانات حول اللقاء، واكتفى المكتب الإعلامي للرئاسة التركية بإعلان موعد اللقاء مشيرًا أنه سيتضمن مناقشة العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الحاصلة في المنطقة دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتأتي هذه الزيارة في وقت يستعد فيه الرئيسان لزيارة العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في منتدى السلام وإحياء مئوية الحرب العالمية الأولى.

درس الشاورما

ظهر تميم بن حمد، الخميس، في مطعم تركي شهير بإسطنبول، حيث تداول نشطاء مقطعًا مصورًا له نشره “الشيف براق” عبر حسابه على الانستجرام يقدم فيه الطعام للأمير.

ويطرح حرص الرئاسة التركية الكتمان على الزيارة الأسئلة حول ما إذا كان تميم قد اكتفى بأكل الشاورما في المطعم التركي ؟

ولم تتعرض الرئاسة التركية إلى ذكر اللقاء، حدث أو لم يحدث، ولم تتطرق وسائل الإعلام التركية أو القطرية للموضوع من قريب أو من بعيد.

درس الحب

طار أردوغان أمس إلى باريس للمشاركة في إحياء الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، ومن المقرر أن يلحق به تميم بن حمد اليوم للمشاركة في منتدى السلام.

وفي رحلته لباريس استخدم أردوغان هدية تميم طائرة (طراز بوينج 747-8) للمرة الأولى بعد أن ضمها للأسطول التركي، والطائرة التي يقدر ثمنها بـ400 مليون دولار قد أهداها تميم لأردوغان سبتمبر الماضي تعبيرًا عن حبه وثقته في أردوغان وتركيا.

وعلى الرغم من نزيف الاقتصاد القطري عقب المقاطعة، حرصت قطر على دعم أنقرة بمليارات الدولارات، فلم يبخل تميم بن حمد بأي شيء على النظام التركي في الوقت الذي يعاني فيه الشعب القطري الأمرين.

ومن الجانب الآخر لم يكن ما قدمته أنقرة للدوحة على مختلف الأصعدة على خلفية المقاطعة الخليجية لقطر بسبب دعمها للإرهاب بالأمر القليل، فقد سيرت تركيا عشرات رحلات الشحن الجوية إلى قطر ووقفت معها جنبا إلى جنب وقفة الأخ المحب مع صديقه.

درس القمع

في كلمة له في افتتاح دور الانعقاد السابع والأربعين لمجلس الشورى، الثلاثاء، أكد تميم بن حمد أن الدوحة ستظل طرفًا فاعلا وداعمًا لجميع الجهود المبذولة لتسوية الخلافات ومواجهة التحديات والمخاطر في المنطقة.

ويبدو أن أمير قطر يُصر على استكمال نهجه في المنطقة العربية بالتحالف مع أردوغان في شراكة “شيطانية” تكشف عن طبيعة العلاقات بين النظامين وعمق النفوذ التركي في الدوحة.

وفي تحليلها للخطاب السنوي الذي دام 17 دقيقة، أكدت شبكة بلومبيرج الأمريكية:” أن خطاب تميم بن حمد آل ثاني في المجلس افتقد للعديد من النقاط أهمها خلوه من ذكر أي جهود مبذولة من طرف الدوحة لإنهاء المقاطعة”.

وتساءلت الشبكة حول حقيقة الإجراءات التي اتخذها الأمير القطري الأسبوع الماضي بتغيير الحكومة وبعض المسؤولين فيها، وما وراء إخفاءه لأسباب هذه التغييرات خلال كلمته في المجلس.

فتصعيد عدد من أفراد العائلة المالكة الأصغر سنًا والمديرين التنفيذيين البارزين إلى المناصب القيادية في أكبر تغيير في القيادة منذ توليه السلطة في 2013، كان بحاجة إلى تفسير واضح يرد في خطابه.

ويتخذ أمير قطر من أردوغان -المتربع على عرش إقصاء الخصوم- قدوة له على مستوى السياسة القمعية، فلم يرغب تميم بإرهاق نفسه بالتفكير واكتفى بالحصول على دروس متخصصة في القمع من معلمه وصديقه أردوغان .

دروس برع فيها أردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، والتي كانت الذريعة الكبرى لشن أكبر حملة قمع حكومية في البلاد.

تلك الدروس المتعلقة بإزاحة الخصوم والمتمثلة في (الحاشية) المحيطة بقائد البلاد، استقاها تميم من أردوغان – العقل المدبر- وطبقها في سلسلة من التغييرات على مستوى المناصب دون إبداء أي أسباب .

ربما يعجبك أيضا