في ذكرى مئوية الحرب العالمية الأولى.. بكاء على الدم المسكوب

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

يشارك رؤساء دول وحكومات سبعين بلدًا تقريبًا في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأحد، في مراسم إحياء ذكرى توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى التي استمرت 4 سنوات خلال الفترة من (1914- 1918)، مخلفة ملايين القتلى وأضعافهم من المشردين والجرحى والامبراطوريات المنهارة.

إنها واحدة من الكوارث التي تتربع على عرش مآسي القرن العشرين واستمرت نتائجها السيئة على قارة أوروبا ودول العالم التي ألقاها حظها السيئ على خط مواجهة الدول المتقاتلة، انتهت الحرب العالمية الأولى، التي تسببت لاحقًا في ميلاد البلشفية الروسية والفاشية الإيطالية والنازية الألمانية والديموقراطية الويلسونية وكلها اتجاهات وصراعات فكرية شمولية ولدت من رحم الحرب الشاملة الأولى في العصر الحديث، حسب ما يرى جون هورن من معهد ترينيتي في دبلن.

وهذه “الكارثة الأصلية” على حد قول الألمان، أدت بعد عشرين عامًا إلى نشوب الحرب العالمية الثانية بين معسكري الحلفاء ودول المحور في أربعينيات القرن المنقضي، والتي كرست غياب “القارة العجوز” التي دمّرت للمرة الثانية لمصلحة قوة عظمى تتحكم في العالم حتى الآن هي الولايات المتحدة.

التعددية في العلاقات الدولية

وفي تجمع كبير يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتهاز فرصة تنظيمه للتأكيد على التعددية في العلاقات الدولية. بحضور الرؤساء الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ونظيره الكندي جاستن ترودو وملك المغرب محمد السادس وآخرين.

ويصل عشرات القادة اعتبارًا من الساعة الثامنة بتوقيت جرينتش إلى قصر الإليزيه الرئاسي حيث يستقبلهم “ماكرون” الذي نظم هذا التجمع الدولي في باريس حيث انتشر حوالي عشرة آلاف من عناصر الأمن.

18 مليون قتيل

ويتوجهون بعد ذلك إلى قوس النصر الذي يشرف على حي الشانزيليزيه الشهير والذي أقيم تحته قبر الجندي المجهول وشعلة لا تنطفىء للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أودى بحياة 18 مليون شخص.

وبعد مراسم عسكرية، سيتجمع الحشد تحت قوس النصر حيث أعد مكان مغطى بينما تتوقع الأرصاد الجوية هطول أمطار.

وبعد مقطوعة موسيقية ليوهان سيباستيان باخ سيعزفها عازف التشيلو يو يو ما، ثم أغنية تؤديها أنجيليك كيدجو تكريمًا “للقوات الاستعمارية” الفرنسية، يتلو طلاب في المرحلة الثانوية شهادادت من الحرب تعود إلى 1918.

رسالة “ماكرون”

وبعد أن يعيد ماكرون إيقاد الشعلة. يتحدث الرئيس الفرنسي في هذا التجمع عن الماضي، لكنه سينتهز الفرصة أيضًا ليعلن رسالته السياسية المؤيدة للتعددية في الحكم الدولي، بينما تبدو دول عدة تميل إلى الابتعاد عن ذلك وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وفى قاعة لا فييت بشرق باريس، يناقش عدد من رؤساء الدول والحكومات وكذلك ممثلين عن منظمات غير حكومية ومتعهدين وأعضاء في المجتمع المدني مسألة الحوكمة العالمية.

وأيضًا، يتم إيصال رسالة سياسية واضحة من أجل التعددية- المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية-.

ربما يعجبك أيضا