من كابول إلى جوبا.. الإنسانية تحترق في زمن الحرب

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

حرب على الإنسان في قوت يومه وبقائه على قيد الحياة، وناقوس الخطر يتربص به أينما كان جنوبا أو شمالا في الشرق أو الغرب، فاستمرار النزاعات أدى إلى تدهور العديد من بلدان العالم بشكل مخيف، ما يتسبب في انعدم الخدمات الأساسية التي يحتاجها السكان، فضلا عن غياب حكومات تكفكف دموع الجياع والثكالى وتعالج المرضى، كلها عوامل ساعدت في تفاقم المأساة.

ونشرت مصورة صحيفة “الجارديان” البريطانية، لينزي أداريو صورا التقطتها لكتابها الجديد الذي يضم أكثر من 200 صورة للمناطق النائية في عالمنا، يهدف للكشف عن العواقب المدمرة للصراع البشري في العالم من أفغانستان إلى جنوب السودان.

وتقول أداريو -الحائز على جائزة “بوليتزر”- أمضيت العقدين الماضيين شاهدةعلى أكثر الأزمات الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وسافرت إلى أكثر المناطق خطورة لتوثيق اللحظات المهمة، مثل أفغانستان تحت حكم طالبان قبل وبعد هجمات 11 سبتمبر مباشرة، والعراق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وتفكيك حكم صدام حسين، وغرب السودان في أعقاب الإبادة الجماعية في دارفور.

صور “أداريو” هي شهادة حية، ليس فقط للحرب والظلم بل أيضًا للإنسانية والكرامة والصمود، وتشمل مواضيع أداريو حياة النساء المجندات في الجيش، بالإضافة إلى الصدمة والإيذاء الذي تتعرض له النساء في المجتمعات التي يهيمن عليها الذكور.

“في البداية لم أكن متحمسة لفكرة “كتاب الصور”؛ لأن الكتب بطريقة ما تبدو وكأنها نهاية، لكن قصصي عن الناس والأماكن لن تنتهي أبداً، أنا دائمًا أبحث عن قصص جديدة وأعيد النظر في القصص التي قمت بها في الماضي”، الأمر الجميل في التصوير الفوتوغرافي، هو أنه يُمكنك من الجلوس مع الصور بمرور الوقت واكتشاف أي منها دائمًا، وأيها يلقى صدى، وأيها يلفت انتباهك”.

“آمل أن ينقل ما اخترته لهذا الكتاب تلك الأشياء التي ظلت ثابتة في عملي وفي حياتي: الحب والعاطفة والحساسية للظلم والرغبة في تقديم الأدلة والالتزام بإنصاف قصص الناس الذين -لأسباب لا أستطيع أن أفهمها- فتحوا أبوابهم وقلوبهم لي”.

ربما يعجبك أيضا