اليمن.. عراقيل “حوثية” أمام مفاوضات السلام في السويد

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أعلنت واشنطن عن إجراء مفاوضات سلام يمنية مطلع كانون الأول/ ديسمبر في السويد، وتسعى الأمم المتحدة كذلك، من خلال مبعوثها مارتن غريفيث، إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات، ويرافق ذلك دعم ورغبة من التحالف العربي بشأن السلام.

وتصاعدت الدعوات لعقد محادثات سلام تنهي النزاع المتواصل في هذا البلد من 2014 مع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة غرب اليمن بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، قبل أن توقف قوات الجيش اليمني محاولة تقدّمها فيها قبل أيام.

في حين زار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء والتقى زعيم المليشيا الانقلابية الموالية لإيران، وتعهد غريفيث بالتزام الأمم المتحدة بعقد جولة مشاورات بين أطراف النزاع الرئيسية في السويد أواخر العام الجاري، داعيًا جميع الأطراف إلى الاستمرار بممارسة ضبط النفس لخلق مناخ موات لعقدها.

الحكومة اليمنية

أعلنت الحكومة اليمنية، موافقتها على المشاركة بالمشاورات المقرر عقدها في السويد.

وأوضحت وزارة الخارجية اليمنية، أنه تم إبلاغ المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أن توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، قضت بتأييد جهوده، ودعمه لعقد المشاورات القادمة”.

وقال البيان إنه سيتم إرسال “وفد الحكومة للمشاورات بهدف التوصل لحل سياسي للأزمة، مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، والمتمثلة في: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216”.

وشدد على أهمية الضغط على المليشيات الحوثية للتجاوب مع الجهود الأممية والحضور إلى المشاورات دون قيد أو شرط.

كما دعا البيان، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من أي تعطيل قد تقوم به المليشيات الحوثية لتأخير أو عدم حضور المشاورات في موعدها المحدد.

عراقيل أمام مفاوضات السويد

وقد وضع زعيم ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، عبدالملك الحوثي، عددا من الشروط للمشاركة في محادثات السلام اليمنية المقررة في السويد بداية الشهر المقبل، في سعي لعرقلة أحدث محاولة دولية لحل الأزمة.

وبذلك يكرر الحوثيون ذات الشروط التي وضعوها أمام مشاركتهم في محادثات جنيف، التي فشلت في الالتئام وكان مقررا لها الانعقاد في الأسبوع الأول من سبتمبر الماضي.

الحوثيون كاذبون

من جهته، قال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إن بلاده تدعم الحلول السياسية في الأزمتين اليمنية والسورية

وتابع: “وقوفنا إلى جانب اليمن لم يكن خياراً بل واجباً اقتضته نصرة الشعب اليمني بالتصدي لعدوان ميليشيات انقلابية مدعومة من إيران”.

وأكد دعم بلاده “للوصول إلى حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل”.
فيما أكد سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، أن المملكة والإمارات ماضيتان بدعم “أشقائنا الشعب اليمني العزيز”ـ واصفا الجماعة بـ”الكاذبة”، وأضاف: “ميليشيا الحوثي التابعة لإيران أعلنت عن وقف الهجمات الصاروخية على دول التحالف والقوات اليمنية المدافعة عن الشرعية، وبعد أقل من 13 ساعة، أطلقوا صاروخًا على ميدي … أمر غير مستغرب ومنسجم مع نهجهم الذي يقوم على الكذب ومخالفة التعهدات”.

وتابع: “هذا النهج الحوثي ينسجم مع أسلوب رُعاتهم الإيرانيين … نرى من جهة وزير الخارجية (الإيراني محمد جواد) ظريف ينكر أي تدخل إيراني في اليمن، في حين يفاخر أصحاب القرار الحقيقي مثل نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي بالنفوذ الإيراني الخبيث من البحر الأحمر وصولًا للبحر المتوسط”.

الموقف الإماراتي

فيما أكد وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبدالله بن زايد أن المفاوضات اليمنية المرتقبة فى السويد تعد خطوة أولى على طريق الحل السياسى بين الشرعية والمتمردين، شريطة أن تتحلى ميليشيات الحوثى بالجدية اللازمة لحل الأزمة.

وأضاف :”نعمل بجهود مخلصة لتهيئة هذه الأجواء المناسبة، لكنها تحتاج إطارا يمنيا مدعوما من دول الإقليم ومن الأمم المتحدة التى ندعم جهودها ونعتقد أن المبعوث الدولى يقوم بجهد بارز فى ذلك، ونتطلع إلى محادثات ستوكهولم، قد لا تكون الجولة النهائية لهذه المفاوضات، لكن نأمل أن تكون أساسا لمفاوضات أكثر جدية من طرف الحوثى إذا كان جديا فى حل الأزمة اليمنية”.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد، إن موقف تحالف دعم الشرعية، هو الدفاع عن حقوق اليمنيين وحمايتهم وتقديم أفضل السبل للمعيشة.

مضيفا::”فى نهاية الأمر القضية اليمنية أو أى قضية فى العالم يجب أن تحل على طاولة المفاوضات، أى مسعى إقليمى أو دولى هو لتهيئة البيئة المناسبة لإعطاء عناصر الحوار للوصول إلى الغاية المطلوبة.. ولولا التدخل الإيرانى فى اليمن، لرأينا الأزمة اليمنية منتهية منذ وقت طويل بخسائر أقل وأيضا وضع مستقر لأشقائنا فى اليمن”.

إنهاء النزاع

وفي هذا السياق جدد بيان للمتحدثة بوزارة الخارجية الأميركية دعوة الولايات المتحدة كل أطراف النزاع في اليمن لدعم جهود المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث من خلال وقف المعارك فورا، والانخراط في محادثات مباشرة لإنهاء النزاع.

ورحبت وزارة الخارجية ببيان المبعوث الخاص الذي جاء فيه أن جماعة الحوثي والحكومة اليمنية ملتزمتان بحضور المشاورات في السويد.
وحثت جميع المقاتلين على الالتزام بوقف الأعمال العدائية، وعدم استخدام الهدنة لتعزيز المواقع العسكرية.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في تصريحات صحفية “يبدو أننا سنرى في مستهل ديسمبر/كانون الأول في السويد المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة”.

ربما يعجبك أيضا