“السترات الصفراء” تٌشعل الشانزليزيه.. وماكرون في ورطة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

في الأسبوع الثاني من احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا، احتشد الآلاف من المتظاهرين في شوارع باريس، السبت، مجددا للاحتجاج على ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

والسبت الماضي، شارك نحو 300 ألف شخص في أول مظاهرات “السترات الصفراء” في عموم البلاد، ما أدى إلى تراجع الإيرادات اليومية لتجار التجزئة بنسبة 35%، بحسب جماعات للمستهلكين.

أسباب خروج التظاهرات

ارتفعت أسعار الديزل، وهو الوقود الأكثر استعمالا في السيارات الفرنسية، بنسبة تقارب 23 في المئة على مدى الشهور الاثني عشر الماضية، بحيث بلغ سعر اللتر 1.51 يورو، وهو أعلى سعر يصله منذ عام 2000.

وكانت أسعار الوقود قد ارتفعت في الأسواق العالمية ثم عادت للانخفاض، لكن حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سنت للتر الواحد للديزل و3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع استخدام السيارات الأقل تلويثا للبيئة.

وينظر المحتجون إلى قرار فرض زيادة أخرى بقيمة 6.5 سنت على سعر الديزل و2.9 سنت على سعر البنزين على أنه القشة التي قصمت ظهر البعير.

احتجاجات الشارع تتواصل

بحلول منتصف النهار، تجمع اليوم نحو خمسة آلاف محتج في شارع الشانزليزيه حيث وقعت اشتباكات مع الشرطة التي تم إرسالها لمنعهم من الوصول إلى قصر الإليزيه القريب.

وردد بعض المحتجين النشيد الوطني ولوحوا بعلم البلاد، بينما رفع آخرون لافتات كُتب عليها “ماكرون، استقالة” و”ماكرون، لص”.

وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن تجمعات السبت الثاني تجمع خلالها حوالي 80 ألف شخص عبر كامل فرنسا.

وشوهد محتجون آخرون وهم يقتلعون حجارة الأرصفة والطرقات أو يقيمون حواجز فيما أكدت الشرطة وجود أفراد من عدة جماعات سياسية متطرفة في أحد أشهر شوارع العاصمة.

الشانزليزيه.. منطقة النار

واندلعت اشتباكات في منطقة الشانزليزيه حيث حاول متظاهرون اختراق طوق أمني فرضته الشرطة حول مواقع حساسة، ما دفعها لاستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.

وتجمع نحو 5000 متظاهر في المنطقة واعتقلت السلطات 18 شخصا على الأقل بعد الاشتباكات. ووصف المنظمون احتجاجات اليوم بأنها “المرحلة الثانية” من حملتهم المتواصلة.

واصطدم آلاف المتظاهرين في الشانزليزيه بحواجز معدنية ومتاريس نصبتها الشرطة، بهدف منعهم من السير باتجاه مواقع حساسة، مثل المقر الرسمي لإقامة رئيس الحكومة.

وعلى الفور بادرت سفارتي السعودية والإمارات لدى فرنسا، بدعوة مواطنيها إلى تجنب الذهاب إلى منطقة الشانزليزيه والمناطق المحيطة بها في الفترة الحالية، نظرا لتطور الأوضاع هناك.

مطالبات بإقالة ماكرون

وأقام بعض المحتجين متاريس ورشقوا أفراد الشرطة بالحجارة والألعاب النارية، وهم يرددون شعارات تطالب الرئيس إيمانويل ماكرون بالاستقالة. وقالت وزارة الداخلية: إن عدد المتظاهرين بلغ 81 ألفا.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستنير، إن المتظاهرين متأثرون بمارين لوبان زعيمة حزب “المسيرة الوطنية” اليميني المتطرف. لكن لوبان اتهمت وزير الداخلية بعدم الأمانة.

بحلول المساء، كان الوضع في الشانزليزيه ما زال فوضويا، حيث ظلت عدة حرائق مشتعلة. وخرجت مظاهرات في مدن أخرى بأنحاء فرنسا، منها ليل وليون وبوردو. وأفادت تقارير باندلاع عدد من الاشتباكات.

ربما يعجبك أيضا