تحت سماء هامبورج.. أنغريت كرامب تتسلم الشعلة من ميركل

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

“يجب أن نتحلى بالشجاعة لمواصلة المسيرة”، بهذه الكلمات أسدلت أقوى سيدة بالعالم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الستار على مسيرة 18 عامًا قضتها على رأس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وسط عاصفة من التأييد والاحترام من أعضاء الحزب الذين احتشدوا أمس في هامبورج لانتخاب خليفتها.

وبعد انتخابات درامية، فازت أنغريت كرامب كارينباور 56 عامًا أمس، برئاسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، بحصولها على 51.7% من الأصوات، مقابل 48.3% لمنافسها المحامي فريدريك ميرز 63 عامًا صاحب التوجهات اليمنية.

أنغريت كرامب كارينبور أو AKK كما يروق للصحافة الألمانية أن ترمز لها، هي شخصية مقربة من ميركل التي اختارتها في فبراير الماضي لمنصب الأمينة العامة للحزب، قبل ذلك كانت حاكمة ولاية سارلاند الغربية خلال الفترة من 2011 إلى فبراير 2018، وكانت أول سيدة تصل إلى هذا المنصب بالولاية التي تعد مسقط رأسها، وهي عضو بالحزب منذ العام 1980.

ولدت كارينبور عام 1962 لعائلة كاثوليكية، وفي عام 1984 التحقت بجامعة سارلاند لدراسة العلوم السياسة والقانون، وفي عام 1990 حصلت على درجة الماجستير في العلوم السياسية، وخلال الفترة من 1991 إلى 1998 عملت بجامعة سارلاند، ومن ثم انتخبت كعضو بالبرلمان عام 1998، وبين عامي 2000 و 2004، شغلت كرامب منصب وزيرة الدولة للشؤون الداخلية في حكومة بيتر مولر، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب في ألمانيا.

ينظر إلى كارينبور باعتبارها شخصية محافظة اجتماعيًا، تنتمي إلى الجناح الليبرالي داخل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لكنها تتمسك بمواقف متشددة تجاه بعض القضايا، مثل المهاجرين وزواج المثليين، فمنذ يومين دعت في خطاب انتخابي إلى ترحيل السوريين الذين يدانون بأعمال إجرامية، في موقف يتعارض مع حكومة ميركل نفسها.

وتعتبر كارينبور من الصقور المدافعين عن توجه الحزب المحافظ، باعتباره حزب الشعب الوسطي، والرافضين لمحاولات جرفه إلى معسكر اليمين، وخلال خطابها الانتخابي دعت إلى إعادة تشكيل سياسة الحزب، ليظل حزباً شعبياً قوياً، وقالت: إن النقطة الأساسية في صناعة السياسة، هي حزب الشعب، كما دعت إلى أوروبا قوية، منفتحة على الداخل وآمنة خارجياً، وذلك بالتعاون مع مجلس الأمن الأوروبي والجيش الأوروبي.

كانت ميركل أعلنت نهاية أكتوبر الماضي عدم ترشحها لرئاسة حزبها أو لمنصب المستشارة مرة أخرى بعد نهاية ولايتها الحالية في 2021، وذلك بعد أن منيت بهزيمة ثقيلة في الانتخابات المحلية في معقلها الرئيس ولاية بافاريا،  والآن تنتظر أنغريت كرامب كارينبور معركة قاسية لاستعادة شعبية الحزب أمام صعود “الخضر” و”البديل”، وربما تكون هذه المعركة مقدمة لخلافة ميركل فيما هو أكبر.

ربما يعجبك أيضا