“درع الشمال”.. محاولة صهيونية أخيرة لإنقاذ نتنياهو

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لم تتوقف عمليات “درع الشمال” التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية مع لبنان للبحث عن أنفاق لحزب الله وتدميرها.

نفق ثان

القوات الإسرائيلية أعلنت العثور على ما أسمته نفقًا هجوميًا ثانيًا لحزب الله عابرا للحدود في الجليل الغربي وقامت بتفخيخه بالمتفجرات خشية استخدامه من حزب الله.

وهذا النفق هو الثاني من أصل 3 أنفاق حددتها إسرائيل وتجري عمليات هندسية لتدميرها، وبحسب قوات الاحتلال الإسرائيلية فإن النفق الثاني انطلق في قرية الرامية اللبنانية تحت عدد من المنازل وعبر إلى الجانب الإسرائيلي.

تهديد إسرائيلي

وظل الموقف هادئاً على جانبي الخط الأزرق بعد إعلان إسرائيل عن أنفاق حزب الله، لكن حادث إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي، ربما يسلط الضوء على المنطقة التي شهدت حربا عام 2006.

الحادث وقع عندما أطلق جنود إسرائيليون النار على 3 أشخاص يشتبه بأنهم من نشطاء حزب الله اقتربوا حسب الروايات العسكرية من وحدات إسرائيلية كانت تستهدف أنفاقاً للحزب، لكن الوكالة الوطنية للإعلام بينت أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار  في الهواء عندما رأوا دوريات للجيش اللبناني قرب خط الحدود المعروف بالخط الأزرق.

الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتبر  أن حزب الله حفر الأنفاق لاستخدامها في تنفيذ هجمات داخل الأراضي المحتلة، هدد بأنه قد يمد نشاطه للبحث عن أنفاق داخل لبنان إذا اقتضى الأمر.

وهدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصفته وزير ا للدفاع، حزب الله بدفع ثمن باهظ، مؤكدا ” استمرار عملية درع الشمال حتى تحقيق جميع أهدافها.

وقال إنها عملية متواصلة وواسعة النطاق للبحث عن أنفاق حفرها حزب الله من لبنان وتحييدها .

رد لبناني

وفي أول رد فعل لبناني، قال نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله اللبناني، إن “كل مكان في إسرائيل في مرمى صواريخنا”.

وتابع نائب أمين عام حزب الله: “الآن الجبهة الداخلية الإسرائيلية معرضة حتى تل أبيب، ولا توجد نقطة في الكيان الصهيوني إلا وهي معرّضة لصواريخ حزب الله”.

وادعى الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي “ديبكا”، أن حزب الله اللبناني أجرى أول رد فعل على العملية العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، التي قام بها الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء الماضي.

وذكر الموقع الاستخباراتي العبري أن قيادة حزب الله اللبناني نشرت قوات إضافية له شمال نهر الليطاني، والمقدرة بـ7000 جندي، وهو ما اعتبره الموقع بمثابة أول رد فعل حقيقي للحزب اللبناني على عملية “درع الشمال”.

أهداف أخرى

يرى المراقبون الإسرائيليون أن هناك أهداف أخرى لهذه العملية العسكرية، والتي تأتي مباشرة بعد لقاء نتنياهو بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بروكسل، فهى ليست درع للشمال ولكنها من الناحية الفعلية “درع نتنياهو” في مواجهة كافة الاستحقاقات المتعلقة بأزمة الحكومة وملفات التحقيقات الثلاثة الأخيرة، بحسب تصريحات أعضاء الكنيست.

ويؤكد المراقبون أن “درع الشمال” قد تعيد الاحتلال الإسرائيلي لفتح جبهة جديدة، وهذا الاحتمال ارتفاع بشكل ملحوظ مع بدء تحركات عسكرية بحجة الكشف عن أنفاق مفترضة، وبالتالي قد ينفجر المشهد إلى حرب مباشرة بين الجانبين.

ويحسب محللون إسرائيليون فإن “نتنياهو” اختار توقيت العملية العسكرية لكى يكسب ود الإسرائيليون ويثبت أنه يستحق أن يسند لنفسه الوزارة بعدما وجهت له انتقادات عدة بأن الرجل الأوحد فى إسرائيل يستحوذ على المناصب الهامة .

جدل داخل إسرائيل

وجهت أوساط إسرائيلية مختلفة فيها انتقادات لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو باستغلالها لتحقيق علاقات عامة فيما اعتبرت أوساط أخرى أن سلوك إسرائيل بهذا المضمار يعكس خوفها وتراجع قوة ردعها داعين لعملية واسعة في لبنان “لاقتلاع الشوكة” من أساسها في إشارة لحزب الله وتهديد الصواريخ.

وقال الجنرال بالاحتياط عميرام لفين قائد سابق للواء الشمال في الجيش إن الوقت قد حان لحل المشكلة من جذورها وذلك من خلال عملية واسعة تستهدف لبنان وحزب الله معا.

أما المحلل العسكري في القناة العاشرة ألون بن دافيد، فقد أكد أن إسرائيل تكتفي بمعالجة الموضوع هندسيا من الجليل فقط ولا تجرؤ على  مهاجمة حزب الله لافتا إلى أن تسمية ما تقوم به إسرائيل “عملية” جاء ليغطي قصورها بهذا الخصوص.

بالمقابل اعتبر الوزير تساحي هنغبي في حديث لإذاعة الجيش أن اجتياح لبنان مجرد هراء لأن التجربة تدلل على أن الحرب مكلفة جدا ولابد من أخذ تبعاتها بالحسبان.

ربما يعجبك أيضا