في دراما “البريكست”.. تيريزا ماي “يائسة” تصارع الوقت

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

يبدو أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قررت الانحناء أمام عاصفة الانتقادات التي طالت صفقتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، حتى من داخل حزبها المحافظ، فالأمس أعلنت تأجيل جلسة التصويت على اتفاق بريكست التي كانت مقررة اليوم، بمجلس العموم البريطاني.

وقالت ماي: سنؤجل التصويت المقرر غدا، من الواضح أنه رغم وجود دعم واسع للكثير من الجوانب الأساسية في هذا الاتفاق، فإنه لا يزال هناك قلق واسع وعميق بخصوص مسألة واحدة، مشيرة إلى معارضة النواب بشكل خاص للحل الذي تم التوصل إليه لمنع عودة الحدود فعليا بين إقليم آيرلندا وجمهورية آيرلندا، المعروف باسم “شبكة الأمان”.

ويتخوف النواب من أن يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى عودة التوتر بين الآيرلندتين وقيام حدود جديدة، وهذا تحديدا سيدفعها للعودة إلى بروكسل مجددا للحصول على ضمانات أكبر من طرف الاتحاد الأوروبي ترضي النواب، ومن جانبه دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عبر تغريدة، إلى قمة حول “بريكست” الخميس المقبل، قائلا: لن نتفاوض مجددا حول الاتفاق ويشمل ذلك الجانب الأمني، لكننا مستعدون لمناقشة كيفية تسهيل المصادقة البريطانية.

إذن ماي في ورطة حقيقية، وهي نفسها أٌقرت -أمس في كلمتها أمام البرلمان- أن خطوتها -تأجيل التصويت- تفاقم الضبابية المحيطة بشروط انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في مارس 2019 بعد أربعين عاما من انضمامها إلى الاتحاد.

وقالت: كلما فشلنا في المصادقة على الاتفاق يزداد خطر الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، موضحة أنها طلبت من حكومتها تسريع الاستعدادات تحسبا للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، وهو أمر تخشاه الأوساط الاقتصادية.

إلا أن ماي حذّرت النواب البريطانيين من المطالبة بإلغاء البند برمّته، وقالت: ما من اتفاق مطروح لا يشمل شبكة الأمان، ما يعني أن مستقبل الاتفاق وماي كذلك لا زالا في خطر.

ماذا قالت الصحافة عن “السيدة ماي”

 دراما مجلس العموم البريطاني، هيمنت على عناوين الصحف الصادرة اليوم، وسط تنبؤات سيئة لمستقبل رئيسة الوزراء السياسي مع تأزم صفقة الانفصال، تقول صحيفة “الجادريان”، في تقرير رصد ردود أفعال الصحافة المحلية حيال خطوة إرجأء التصويت على البريكست.

وعنونت الجادريان “اليائسة ماي.. تكشف عن خطتها البديلة لشراء مزيد من الوقت” قائلة: ومن المقرر أن تشرع تيريزا ماي في جولة من الدبلوماسية الأوروبية في محاولة أخيرة لإنقاذ صفقة الخروج ومنصبها.

صحيفة “تلغراف” نشرت على الصفحة الأولى، صورة لتيريزا ماي في سيارتها بعد جلسة مجلس العموم أمس، تحت عنوان “السيدة تتحول عن مسارها”، في إشارة إلى مقولة مارجريت تاتشر الشهيرة: “تحولوا إذا أردتم.. أنا سيدة لا تبدل موقفها مطلقا”، والتي قالتها عام 1980 أمام مؤتمر حزب المحافظين.

وأضافت الصحيفة اليومية، أن ماي بدا وكأنها تتشبث بالسلطة بأطراف أصابعها، بعد أن لاقت معارضة من نواب المحافظين الذين قالوا إنهم لم يعد بإمكانهم الوثوق بها وإنها كانت تقودهم إلى”الذبح”.

فيما كتبت “الإندبندنت” على صفحتها الأولى مانشيت “دعنا نطلق الأمر برمته”، وتقول الصحيفة: ماي غاضبة من الجميع، في وقت يتهم فيه نواب المعارضة حكومتها بفقدان السيطرة، وينزلق فيه الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له منذ 20 شهرًا.

أما الـ”ديلي ميرور”، فأطلقت على تيريزا ماي “الرئيسة البائسة” قائلة”: ربما أجبرت على الذهاب إلى الوراء، والعودة إلى بروكسل، لإنقاذ صفقتها.

لكن “ديلي ميل” فضلت دعم رئيسة الوزراء، معتبرة أنها أتخذت خطوة تكتيكية بتأجيل التصويت فكتبت على صفحتها الأولى تحت عنوان “لعبة ماي الأخيرة بحجر النرد”: لمواجهة هزيمة مهينة بمجلس العموم في تصويت كان من الممكن أن تطيح بها، اضطرت رئيسة الوزراء إلى التراجع وبدء جولة أخيرة في بروكسل لإنقاذ صفقتها.

تقول “فاينانشيال تايمز”: ماي تحاول الحصول على مساعدة الاتحاد الأوروبي، لتمرير صفقتها داخل بريطانيا، بعد أن بات منصبها معلقا في الهواء بخيط.

صحيفة التايمز قالت في افتتاحيتها: إن ماي تحاول كسب المزيد من الوقت، لو أنها خسرت التصويت اليوم لكانت حصدت تصويتاً بسحب الثقة عنها من حزبها ومن البرلمان أيضاً، وفي الحالتين ستجد نفسها خارج داونيج ستريت، لذا اختارت أن تؤمن نفسها لبضعة أسابيع في محاولة لإجراء بعض التعديلات على الاتفاق كي يتقبله البرلمان وليحميها من تصويت سحب ثقة.

ربما يعجبك أيضا