في عام 2018 .. اغتيالات ودماء تناثرت على الهواء

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

تمتلئ صفحات التاريخ بتفاصيل دامية إثر تعرض العديد من المشاهير سواء زعماء أو سياسيون أو شخصيات فنية لاغتيالات أو محاولات اغتيال اختلفت دوافعها، غير أن قلة منهم كان لرحيلهم وقع كبير بسبب حضور تلك العدسة التلفزيونية التي وثقت لحظات رهيبة لم تعتمد على روايات متباينة لمؤرخين أو ذاكرة من عاصروها، وإنما على شريط التخزين في الكاميرا، في حين أن الكثير منهم لم توثق عدسات التلفزيون لحظة مقتله، فبعضهم قتل في السر وبعضهم قتل في الشوارع ولم توثقه سوى كاميرات مراقبة عادية، تناقل النشطاء بعد وفاته بعض مقاطع الفيديو، وفيما يلي أبرز حوادث الاغتيال التي شاهدها العالم خلال عام 2018 .

اغتيالات الموساد

تعرض العديد من العلماء العرب في علوم مختلفة لعمليات اغتيال بأشكال مختلفة، بالخنق والحرق، والقتل بالرصاص، وبالقنابل اللاصقة والمغناطيسية والتفجيرات عن بعد، إضافة إلى حوادث المرور المفتعلة، في داخل وخارج بلدانهم.

أولى هذه الاغتيالات كان الطالب اللبناني في كندا، حسن علي خير الدين، بتاريخ 25-2-2018 بسبب أطروحة الدكتوراه حول سيطرة اليهود على الاقتصاد العالمي، وقد تم تهديه قبلها إن استمر في بحثه حول اليهود.

 وبتاريخ 28-2 -2018، اغتيل الطالب اللبناني، هشام سليم مراد، المتخصص في مجال الفيزياء النووية، والذي تم اغتياله في فرنسا.

كما اغتيلت النابغة الفلسطينية إيمان حسام الرزة، ووجدت جثة هامدة بتاريخ 25-3-2018، وتعمل مستشارة في الكيمياء، قد ابتزها ضابط مخابرات إسرائيلي قبل قتلها بفترة وجيزة.

وفي 21 أبريل 2018، تم اغتيال المهندس فادي البطش، والذي تخصص في الهندسة الكهربائية، وتم اغتياله فجراً، أثناء توجهه للصلاة في ماليزيا، وهو حاصل على جائزة أفضل باحث عربي.

ووفقا للصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رونين بيرغمان والخبير في شؤون الاستخبارات الإسرائيلية ومؤلف كتاب “انهض باكرا واقتل أولا”، يقول إن عملية قتل البطش تحمل كل بصمات الموساد.

وذكر أن “حقيقة استخدام القتلة للدراجة النارية لقتل هدف، والتي استخدمت في عمليات للموساد في السابق، وتنفذ بطريقة نظيفة ومحترفة بعيدا عن إسرائيل، تشير إلى أن الموساد متورط”.

نساء العراق بأي ذنب قتلن

حالة من الجدل سيطرت على المجتمع العراقي بعد حملة الاغتيالات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، والتي استهدفت 4 من نساء العراق على فترات متقاربة.

كان آخرهم عارضة الأزياء وملكة جمال بغداد السابقة تارة فارس، التي لقيت مصرعها، في عملية اغتيال هي الرابعة على التوالي بحق المرأة في العراق، ضمن عمليات وصفها ناشطون بـ”التصفية”.

ولقيت تارة فارس شمعون، عارضة الأزياء العراقية وصيفة ملكة جمال العراق السابقة، حتفها إثر تعرضها لثلاث طلقات نارية داخل سيارتها بالعاصمة بغداد.

وقبلها شهدت البصرة، أقصى جنوبي العراق، عملية اغتيال استهدفت الناشطة المدنية سعاد العلي، وكانت في الطريق إلى سيارتها.

كذلك كان هناك حالتين أخريين، حيث توفيت صاحبتا مركزي تجميل وهما رفيف الياسرى ورشا الحسن، في ظروف غامضة، وتوفيت رشا الحسن مديرة مركز للتجميل حظي بشعبية في بغداد، في 23 أغسطس الماضي، وحاز خبر وفاتها على اهتمام شعبي واسع لوقوعه بعد أيام من وفاة خبيرة التجميل المعروفة رفيف الياسري، التي كانت تدير مركزً آخر للتجميل، والتي توفيت قبل أسبوع من وفاة رشا الحسن.

وتناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حملة الاغتيالات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، وبينت الصحيفة أن “مقتل هذه العارضة جاء بعد قتل أربع شابات بارزات في العراق مؤخراً، كان يُنظر إليهن من قبل فئة من المجتمع العراقي، وخاصة المتشددين، بأنهن خارج مألوف عادات المجتمع العراقي المحافظ، وكانت عمليات اغتيالهن على ما يبدو ضمن إطار حملة منسقة لإسكاتهن وتخويف الأخريات، وهي على ما يبدو ليست أعمال عنف عشوائية”.

محاولات اغتيال

تسببت محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال، في احتدام الأزمة الدبلوماسية بين روسيا وبريطانيا، حيث سمم العميل البريطاني السابق سيرغي سكريبال، بتسممه علاقات كانت بحاجة للإنعاش أصلا بين البلدين.

وتم العثور على يوليا وسيرغي سكريبال (66 عاما) فاقدي الوعي على مقعد في مدينة سالزبري جنوبي إنجلترا.

واتهمت بريطانيا روسيا بالوقوف وراء عملية التسميم وأشارت إلى أن غاز الأعصاب الذي استخدم هو من نوع “نوفيتشوك” الذي طُور في الاتحاد السوفياتي. وأكد خبراء الأمم المتحدة أنه تم استخدام غاز أعصاب بدرجة عالية من النقاء دون تحديد اسم المادة أو الإشارة إلى الجهة المسؤولة.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن المملكة المتحدة سترد “بقوة” في حال ظهور أي دليل على تورط روسيا في تدهور الحالة الصحية للعميل السابق للاستخبارات البريطانية في روسيا، سيرغى سكريبال.

وأعربت يوليا ابنة الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال، الثلاثاء، عن دعمها لسجن الرئيس فلاديمير بوتن.

أما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، فقد وصف الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال، بأنه “حثالة وخائن”.

وتحدت موسكو لندن لتقديم أدلة في القضية وطالبت بالسماح لجهات دبلوماسية بالوصول إلى سكريبال الذي يحمل الجنسية الروسية.

وكان سكريبال يعمل لدى الاستخبارات العسكرية الروسية برتبة كولونيل قبل أن يسجن في بلده لكشفه عملاء روس لجهاز الاستخبارات البريطاني “إم آي6”. وانتقل إلى بريطانيا لاحقا في إطار صفقة لتبادل الجواسيس أبرمت عام 2010.

ونجا سكريبال وابنته من الموت من هجوم بمادة سامة قالت بريطانيا إن من نفذه عميلان من الاستخبارات الروسية.

وأثارت عملية التسميم أزمة دبلوماسية بين موسكو والغرب أدت إلى طرد مئات الدبلوماسيين من كلا الطرفين.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

فشلت محاولة الاغتيال، حيث هرع الحراس بسرعة وتجمعوا حول الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بألواح واقية من الرصاص، بينما كان الحظ الجيد يقف خلفه، لينجو من محاولة اغتيال كانت على وشك أن تضيف اسمه إلى قائمة من الزعماء والسياسيين الذين رحلوا برصاصة قناص أو تفجير مدبر أمام أعين العالم.

 

ربما يعجبك أيضا