سداسي الوزراء العرب في البحر الميت.. طاولة تشاور حول مقعد سوريا ونفوذ إيران ‎

علاء الدين فايق
رؤية – علاء الدين فايق
عمّان – في منطقة البحر الميت “50 كم غربي العاصمة الأردنية عمّان” حيث انعقدت القمة العربية عام 2017، يلتقي الخميس المقبل وزراء خارجية ست دول عربية لبحث أزمات المنطقة ووضع حد لمحاولات التوسع الإيراني في الإقليم.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية حصلت “رؤية” على نسخة منه سيجتمع “وزراء خارجية كل من دولة  الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والبحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ومصر سامح شكري”، ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير.
سيبحث اللقاء بالإضافة لأزمات المنطقة سبل التعاون فيما بينها، وسيكون أقرب ما يكون “اجتماعًا تشاوريًا” تدعمه الولايات المتحدة بما يحقق الهدف المشترك ويخدم المصالح العربية بحسب بيان الخارجية الأردنية.
ومن وجهة يصف مراقبون هذه الدول المجتمعة بدول “الناتو العربي”، وتريد أن تعمل على رفع مستوى التنسيق فيما بينها في محاولة للحد من صوت إيران وتركيا في المنطقة.
وبتقدير الكاتب الأردني عمر العياصرة سيبحث المجتمعون مواضيع متعددة وعناوين مختلفة، في مقدمتها عودة سوريا للجامعة العربية، ناهيك عن ملف الأزمة السورية برمته والذي انتهي بفرض دمشق سيطرتها على جميع مناطق الدولة بعد سبع سنوات من حرب دامية.
ويرجح العياصرة، أن يكون السبب في اجتماع هذه الدول في عمّان، “قلقًا إيجابيًا” تشعر به هذه الدول، بعد الجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الشرق الأوسط، التي دعا خلالها  لإنهاء صراعات دول الشرق الأوسط والتصدي للنفوذ الإيراني.
“هناك ما يقلق العواصم العربية المجتمعة في عمّان، ولعلي اجتهد قائلا إن زيارة بومبيو الأخيرة للمنطقة كانت السبب في ذلك، وإن ما تريده واشنطن من الدول الست يحتاج إلى مراجعة وتشاور عميق” بحسب العياصرة.
البحرين التي تشارك في هذا الاجتماع الأقرب من وصفه” خلوة عربية على نحو ضيق”، أكد المستشار الإعلامي لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أن هذا الاجتماع هدفه الأول بحث أزمات المنطقة.
وقال في تغريدة له عبر تويتر “وزراء خارجية الدول الست سيعقدون لقاء تشاوريا في قصر الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت وذلك لبحث أزمات المنطقة”.
عمّان عاصمة الالتقاء العربي
ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال الشلبي، أن اجتماع البحر الميت الخميس، يتجاوز مسمى “الناتو العربي” ويحمل في طياته إجماعًا عربيًا على أن عمّان غدت عاصمة للالتقاء العربي.

ويدلل الشلبي بذلك في تصريح لرؤية، على الزيارة الأخيرة التي أجراها الملك عبدالله الثاني إلى العراق، وكذلك زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ولقائه العاهل الأردني في عمّان مؤخرًا.

ولفت إلى أن الدول العربية المقرر اجتماعها، تمثل “دولًا متعارضة في لحظات ووسط ظروف معينة، فيما عمّان توحدها أمام المنافسين الإقليميين المتمثلين بتركيا وإيران”. 

وقال الشلبي إنه وفي ظل التحزبات الدولية والانقسام العربي، فمن الممكن أن تكون الأردن نقطة الالتقاء برعاية ودعم أمريكي أكدته زيارة وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة للمنطقة.

وما يثبت هذا الأمر، قرار  مجلس الشيوخ الأمريكي الذي أعاد تأكيد الدعم لحلفاء في الشرق الأوسط و نص قراره الصادر الثلاثاء على ضمان المساعدات الأمنية للأردن .

وأوضح الشلبي خلال حديثه لرؤية أن “كل ذلك يؤشر لرغبة أمريكية من أجل مواجهة الخطرين الإيراني المباشر والتركي غير المباشر لكن إشاراته قد تظهر مستقبلًا”.

وحول ما سيفضي عنه الاجتماع بشأن مقعد سوريا وعودتها للجامعة العربية، يبدو الشلبي واثقًا هذه المرة أن عودة دمشق إلى كرسيها بجامعة الدول العربية باتت محتومة. 

وقال “المسألة مسألة وقت وترتيب أوراق عربية، وستعود سوريا لمكانها الطبيعي وسيكون لها الدور الكبير خاصة وأنها خرجت منتصرة في المعادلة الإقليمية التي حاولت أن تفرض على المنطقة العربية والإقليم”.
وقبل أيام، أعلن الأردن تعيين قائم بالأعمال جديد برتبة مستشار في سفارة عمّان في دمشق، وهي خطوة من شأنها تضييق فجوة العلاقات بين الجانبين.
وتسعى عمّان التي لم تقطع علاقاتها كاملة مع الدولة السورية لحضور دمشق وتمثيلها في القمة العربية التي تستضيفها تونس في آذار /مارس 2019.
وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها مع بداية الأزمة عام 2011.
وفي الوقت الحالي، تكثر الأصوات العربية، المنادية بعودة سوريا إلى الحاضنة العربية، وفي مقدمتها العراق ولبنان، ناهيك عن إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.

وينظر مراقبون إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في البحر الميت “أخفض نقطة على وجه الأرض” الخميس المقبل، على أنه جهد دبلوماسي عربي مكثف لإقناع الرياض المترددة بشأن تطبيع العلاقات مع سوريا.

ربما يعجبك أيضا