آخرهم “الروهينجيا”.. إنجلينا ترسم البسمة على وجوه اللاجئين

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

بملابس سوداء ووشاح أشبه بالحجاب وبدون مؤتمر صحفي، زارت نجمة هوليوود “أنجلينا جولي” كونها تعمل مبعوثة خاصة في وكالة الأمم المتحدة للاجئين، مخيم الروهينجيا للاجئين في بنجلاديش، في حملة جديدة من الأمم المتحدة لتوفير مبلغ مليار دولار لرعاية اللاجئين، بعد وصولها إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا، توجهت “جولي” إلى معسكر تكناف بالقرب من الحدود مع ميانمار لتتحدث مع 720.000 مسلم فرو من حملة عسكرية في الولاية المجاورة عام 2017.

تتواجد انجلينا جولي في بنجلاديش بهدف تقييم الاحتياجات الإنسانية للمليون روهينجيا في مخيمات حول مدينة كوكوس بازار، وقد اجتمعت سابقا من النازحين الروهينجيا أثناء وجودهم في ميانمار في عام 2015 و في الهند عام 2006.

نداء دولي

وتحدثت نجمة هوليوود أمام حشد من اللاجئين من فوق قمة تل في مخيم كوتابالونج، وقالت: “أشعر بالتأثر والفخر بالوقوف معكم اليوم، لكم كل الحق في ألا تكونوا بلا وطن وأسلوب التعامل معكم عار علينا جميعًا، الأكثر مأساوية في هذا الوضع هو أننا ليس بمقدورنا القول إننا لم نتلق تحذيرا بشأنه”.

ظلت بنجلاديش تعاني استنزاف في الموارد منذ أن وصل أكثر من 730.000 روهينجيا عام 2017، إضافة إلى 620.000 من المسلمين يعيشون في مخيم كوتوبالونغ, أكبر مستوطنة اللاجئين في العالم، لذا قررت الأمم المتحدة إطلاق نداء دولي جديد قريبًا بقيمة 920 مليون دولار لتلبية احتياجات لاجئي الروهينجيا والمجتمعات التي تستضيفهم.

في بيان للمفوضية: “أن بنجلاديش تأثرت بشدة نتيجة تدفق اللاجئين من ميانمار منذ أغسطس عام 2017، وأن دكا تستضيف اليوم نحو مليون لاجئ يعيشون في كوتابالونج، في الوقت الذي تعتبر فيه حكومة ميانمار الروهينجا “مهاجرين غير نظاميين” من بنجلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة ” الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.

صدمة في الموصل

في يونيو الماضي، أدلت الفنانة الأمريكية “أنجلينا جولي” بتصريحات صادمة، بعد زيارتها إلى مدينة الموصل بصفتها المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

تقول “جولي”، إن ما رأته هو أسوأ دمار شهدته خلال عملها في مفوضية شؤون اللاجئين، واصفة الوضع بأنه مروع، فبعض العراقيين لا يزالون محاطين بالدمار.

وأكدت خلال تفقدها مشاريع لإعادة الإعمار بالمدينة، أن الوضع الذي رأته في الشطر الغربي من الموصل مروع، مشيرة إلى أن نزوح السكان لا يزال مستمرًا، قائلة إنهم فقدوا كل شيء، فمنازلهم مدمّرة، ولا يستطيعون توفير الدواء لأطفالهم، كما لا يجدون المياه النظيفة أو الخدمات الأساسية.

وحثت “جولي” المجتمع الدولي على دعم الموصل وأهلها، وتمكينهم من العودة وتحقيق الاستقرار في المدينة.

رائدة العمل التطوعي

منحت “جولي” مليون دولار لكل من معسكرات اللجوء الأفغاني في باكستان، ومؤسسة أطباء بلا حدود، ومنظمة الطفل العالمي، ومنظمة جلوبال إيدز أليانس، وأيضاً لمنكوبي دارفور السودانية”، وتبرعت أيضا بخمسة ملايين دولار لأطفال كمبوديا، ومئة ألف دولار لمؤسسة دانيال بيرل، وبذلت مساعدات إنسانية للضحايا السوريين في مخيمات الأردن في عام 2012.

الأزمات العالمية

في العام الماضي نشرت أنجلينا جولي مقالًا حول أزمة اللاجئين في مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، قالت فيه: “إن عدد اللاجئين ارتفع حول العالم للعام السادس على التوالي، ويعيش ما يقرب من 68 مليون شخص في أماكن لا ينتمون إليها بسبب العنف أو الاضطهاد، وهو ما يساوي خمس تعداد سكان الولايات المتحدة، وأكثر من عدد سكان المملكة المتحدة بأكملها”.

وتابعت جولي، في نفس الوقت الذي يزداد فيه عدد اللاجئين، تقل فيه بشكل ملحوظ نسبة المساعدات، حيث تلقت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشركائهم أقل من 17٪ من الأموال التي يحتاجونها هذا العام لتقديم المساعدة الأساسية لملايين اللاجئين والنازحين السوريين، وتوجد نفس تلك الحالة الصعبة في أماكن أخرى أيضًا، مع تمويل أقل من نصف الأموال المطلوبة في الغالبية العظمى من البلدان المتأثرة بوجود صراعات.

ليس غريبًا وجود حالة من القلق بين الناس، ليس لأن الناس بلا قلب، ولكن لأن هذا ليس وضعًا مستدامًا، ولا يكمن الحل في تبنى إجراءات أحادية الجانب تستهدف اللاجئين، وتتعارض مع قيمنا ومسؤولياتنا، فلن يؤدي هذا إلا إلى تأجيج المشكلة.

وبدلًا من ذلك، كما تقول أنجلينا جولي، يجب علينا أن نجد طرقًا لخفض عدد النازحين حول العالم من خلال منع وحل النزاعات التي تبعدهم عن منازلهم، ويجب علينا أن نحاول حشد الناس والأمم للعمل معًا على أساس المصالح المشتركة والطموحات العالمية في الأمن والكرامة والمساواة، وفهم أن هذا لا يأتي على حساب سلامتنا ورفاهيتنا الاقتصادية، ولكنه مطلب أساسي عندما تواجه مشاكل ذات أبعاد دولية.

واختتمت جولي مقالها بالقول: “نحن نعيش في أوقات الخلاف الآن، لكن التاريخ يظهر أيضًا قدرتنا على التوحد والتغلب على الأزمات العالمية وتجديد إحساسنا بالغرض من المجتمع والتعاون مع الدول الأخرى، هذه هي أعظم قوة في مجتمع مفتوح، يجب ألا نترك النقاش مفتوحًا لأولئك الذين يستغلون القلق العام من أجل ميزة سياسية، يتم اختبارنا بهذه الأزمة اليوم، وستكون استجابتنا هي المقياس الذي يحدد إنسانيتنا”.

ربما يعجبك أيضا