في يومها العالمي.. هل أفل نجم “الإذاعة”؟

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

من 113 عامًا سمع العالم أول أصوات بثت عبر موجات هوائية، وأنشئت إذاعات صغيرة يديرها أفراد وتبث في طاقات ضيقة محدودة، حتى عام 1922 عندما أُسست “هيئة الإذاعة البريطانية”، وكانت في البداية تحت مسمى “شركة الإذاعة البريطانية” من قبل مجموعة من الشركات الخاصة التي تعمل في مجال الكهربائيات والإلكترونيات وخاصة صناعة أجهزة المذياع اللاسلكية، من ضمنها شركات أمريكية كانت تعمل في بريطانيا، وكان الهدف من تأسيسها تجارياً بحتاً، وذلك في سبيل حرص الشركات على وجود إذاعة لتسهيل بيع المذاييع التي تنتجها.

بدأت الشركة بثها اليومي من استوديوهات “ماركوني” في العاصمة البريطانية لندن يوم 14 نوفمبر 1922، وفي اليوم التالي بدأ البث من بيرمنجهام ومانشستر، وخلال أشهر قليلة انتشرت محطات تقوية الإرسال في الكثير من المدن، ومع نهاية عام 1925 كان بث بي بي سي يسمع في جميع أنحاء إنجلترا تقريباً.

حددت المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم 13 فبراير من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال بالراديو، ويرجع ذلك الاختيار إلى اليوم الذي بدأ فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة في عام 1946.

وتقول اليونسكو “أن البث الإذاعي يمكن أن يوفر منبرًا للحوار والنقاش الديمقراطي حول قضايا مثل الهجرة أو العنف ضد المرأة أن يساعد على رفع مستوى الوعي بين المستمعين ويلهم الفهم لوجهات نظر جديدة ويمهد الطريق لعمل إيجابي.

ويمكن للبرامج الإذاعية أيضًا أن تبني التسامح وتتجاوز الاختلافات التي تفصل بين المجموعات عن طريق توحيدها في إطار أهداف مشتركة، مثل كفالة التعليم للأطفال أو معالجة الشواغل الصحية المحلية”.

وتهدف اليونسكو من وراء تحديد يوم عالمي للإذاعة إلى زيادة الوعي بين عامة الناس، وبين العاملين في وسائل الإعلام بأهمية الراديو.

الإذاعة العربية

ظهرت الإذاعة المسموعة في الوطن العربي في فترات مختلفة، وفي ظروف متباينة، ففي بعض الأقطار ظهرت الإذاعة بمبادرات فردية من بعض المهتمين بهندسة الراديو، كما حدث في مصر، وظهرت في دول أخرى على يد المحتلين الذين أنشأوها لخدمة أغراض عسكرية محتلة، كما حدث في الجزائر.

وتعتبر مصر والجزائر أول دولتين عربيتين تعرفان “الإذاعة” عام 1925.

هنا القاهرة

هي جملة شهيرة قالها المذيع المصري أحمد سالم وكانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية في افتتاحها عام 1934 وهي عبارة جميلة تتألق بها إذاعة البرنامج العام وخاصةً عندما يقولها المذيعون والمذيعات قبل بداية البرامج وفي الفواصل بكل حماس وبكل إنتماء ومن أعماق قلوبهم يهتفون هنا القاهرة.

ومن الأحداث التي لاتنسى حول تلك العبارة، عندما قامت إحدى غارات العداون الثلاثي بتدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة صحراء أبو زعبل، وتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال، انطلقت إذاعة دمشق بالنداء “من دمشق.. هنا القاهرة“.


ثم تتابعت موجات الإذاعات العربية في أرجاء الوطن العربي.

وبتلك المناسبة تصدر هاشتاج “يوم الإذاعة العالمي” قائمة التغريدات الأبرز في الإمارات ومصر والعالم العربي، واستذكر الإماراتيون أول مذيعة إماراتية “أم الإعلام الإماراتي” حصة العسيلي.

وحمل الهاشتاج مشاعر وفاء وحب تؤكد أنه رغم تكالب وسائل الاتصال الحديثة إلا أن بريق “الإذاعة” لم يخبت، ونورها لم ينطفئ، ونجمها لم يأفل، ولا تزال حية في قلوب عشاقها، ويستمع لها نحو ملايين البشر كل يوم في أرجاء الأرض، وهي الوسيلة الوحيدة التي يتمكن متابعوها من الاستاع إليها وقت انخراطهم في أعمالهم اليومية أو قيادتهم للمركبات والسير في الشارع.

ومن أبرز الهاشتاجات التي تؤكد عمق حب الإذاعة في النفوس:

جدير بالذكر أن اليونسكو حددت موضوع احتفالية هذا العام 2019 هو “الحوار والتسامح والسلام“.

ربما يعجبك أيضا