محمد بن سلمان إلى باكستان.. زيارة تاريخية لتوثيق العلاقات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بين السعودية وباكستان علاقات وطيدة؛ فالأولى قلب العالم الإسلامي وفيها قبلته، والثانية ثاني أكبر الدول الإسلامية وأقواها بقنبلتها النووية الوحيدة.

زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى باكستان تؤكد متانة العلاقات التي تجمع البلدين، وعدم تأثرها أو ارتباطها بتغيير السلطة في إسلام آباد، خصوصاً لما للمملكة من ثقل وريادة في العالم الإسلامي.

إسلام تتزين لـ”بن سلمان”

تتزين العاصمة الباكستانية إسلام آباد بصور ولي العهد السعودي وأعلام المملكة العربية السعودية احتفالاً بزيارة الأمير الشاب وسط ترحيب حكومي وشعبي بالضيف الكبير.

فرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان استبق الزيارة بمقابلة مع قناة “العربية” أشاد فيها بولي العهد السعودي قائلاً: “الأمير محمد بن سلمان يسعى لعصرنة المملكة العربية السعودية، وهذا يحتاج لإصلاحات كثيرة، ونحن نتقاسم الأفكار نفسها، وما يقوم به ولي العهد يستحق الإشادة حقا، لأننا نريد أن تكون السعودية قوية، ونأمل في مشاركة الجامعات والمدارس والشباب السعودي في عملية الإصلاح هذه، لمنافسة الدول”.

كما أثنى خان على الدعم السعودي لبلاده خلال محنتها الاقتصادية بقوله: “كنا في وضع اقتصادي سيئ، لم يكن لدي مال كافٍ لتصريف شؤوننا وسداد وارداتنا..وعندما وصلنا إلى هذه الوضعية فكرنا في اللجوء إلى أصدقائنا: السعودية والإمارات والصين أيضا.. قلنا هؤلاء الأصدقاء لن يتركونا نسقط، وفعلا قدمت هذه الدول الثلاث لنا المساعدة، هذا هو معنى الصداقة”.

شراكة اقتصادية

يرتبط البلدان بعلاقات استراتيجية قوية، فهما يتعاونان على المستوى الدولي من خلال منظمة التعاون الإسلامي، والسعودية هي أكبر مصدر للنفط لباكستان، كما أن السعودية سوق رئيسي للمنتجات الباكستانية، وهي تستضيف 1.9 مليون باكستاني يعملون بها.

والسعودية هي المصدر الرئيسي لتحويلات الباكستانيين في الخارج من العملة الصعبة، والتي تقدر بنحو 4.5 مليار دولار سنوياً، كما تحتفظ باكستان -وهي صاحبة أحد أقوى الجيوش في العالم والدولة النووية المسلمة الوحيدة- بعلاقات تعاون وثيقة مع الرياض.

على الصعيد التجاري تستورد باكستان من السعودية النفط الخام ومشتقاته، وفي المقابل تصدر للمملكة الأرز والنسيج والكيماويات والمنتجات الجلدية والأحذية والسلاح (المتوسط والصغير)، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 2.5 مليار دولار.

وفي يناير/ كانون ثاني 2018 تعهدت السعودية وباكستان بتعزيز علاقتهما الاقتصادية باتفاقية تجارية تفضيلية تتماشى مع رؤية ولي العهد السعودي 2030، وسط توقعات بعقد عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار خلال الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي.

مواجهة إيران

السعودية وباكستان ظلا معاً في معظم المحطات خلال العقود الماضية مؤسسة لمظلة عسكرية للعالم الإسلامي، وإيران تسعى لتعزيز نفوذها داخل باكستان، خاصة وأن 900 كم من الحدود تجمع باكستان  مع إيران، الأمر الذي قد يضطر باكستان لمواجهة قريبة ضد الجار الفارسي.

فباكستان لم تسلم من التدخل الفارسي في شؤونها الداخلية، منذ تمكنت ثورة الخميني من الاستيلاء على الحكم في إيران عام 1979. وكالعادة تضرب إيران على الوتر الطائفي على الرغم من عدم ظهور نغمة السنّة والشيعة في باكستان وتعايش الطائفتين فيما بينهما على مدار التاريخ.

على الصعيد الأمني تطمح السعودية إلى تطوير برنامج نووي للاغراض السلمية لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية.

ففي مارس/ آذار الماضي حذر ولي العهد السعودي، من أن بلاده ستطّور وتمتلك سلاحا نوويا إذا امتلكت منافستها الإقليمية إيران قنبلة نووية. وقال بن سلمان -في حوار مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي إس” الأمريكية- إن السعودية “لا تريد الحصول على الأسلحة النووية”، لكنه استطرد موضحاً: “لكن دون شك إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أسرع وقت ممكن”.

ربما يعجبك أيضا