اليوم الوطني الكويتي.. 58 عامًا من الدبلوماسية الراقية والتنمية الواعدة

حسام السبكي

حسام السبكي

بأجواء كرنفالية، ومشاركة عربية، تحتفي دولة الكويت بيومها الوطني الـ58 منذ استقلالها عن الاحتلال البريطاني، في ستينيات القرن الماضي، والـ28 منذ تحريرها من قبضة العدوان العراقي، إبان حقبة الرئيس الأسبق “صدام حسين” في عام 1991، ومنذ استقلالها، باتت الكويت تنتهج حالة “من الدبلوماسية الراقية”، في دعم دول منطقة الشرق الأوسط، والمساعدة على حل الخلافات والنزاعات الناشئة بينهم، فضلًا عن خطط تنموية طموحة، تضع الدولة الخليجية العريقة في مصاف الأمم المتقدمة، ممثلة في الخطة الطموحة “2035”.

اليوم الوطني الكويتي

يشير اليوم الوطني الكويتي، إلى الذكرى الرسمية لاستقلال دولة الكويت عن الاحتلال البريطاني، والذي تحتفل بها الدولة الخليجية في الـ25 من فبراير في كل عام.

ورغم أن الكويت قد نالت استقلالها رسميًا في 19 يونيو 1961، خلال عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، لتقام أول احتفالية بالمناسبة في العام التالي، وذلك كذلك حتى العام 1964، والذي صدر في الـ 18 مارس منه مرسوم أميري، تم خلاله دمج “عيد الاستقلال” بـ”عيد جلوس الأمير عبدالله السالم الصباح” على العرش، في 25 فبراير، ليصبح الأخير هو يوم الاحتفال الرسمي بـ”اليوم الوطني الكويتي”، بعيدًا عن الاحتفالية السابقة في يونيو، والذي يصعب خلاله تدشين أية فعاليات، جراء الحر الشديد في الكويت خلال الصيف.

توازن داخلي.. وعلاقات إقليمية متميزة

منذ استقلالها رسميًا في عام 1961، احتاجت دولة الكويت إلى أقل من عامين، لترتيب البيت الداخلي، والسعي إلى تدشين حياة سياسية سليمة، فنظمت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963، وعمدت على المستوى الخارجي على انتهاج سياسة معتدلة ومتوازنة، آخذة من الانفتاح والتواصل والسلام مبدأها في السياسة الخارجية.

وخلال فترة قصيرة، نجحت دولة الكويت في إقامة علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة، وعمدت إلى تطوير التعاون المشترك، فكان لها دور مميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ودعمت الجهود الدولية نحو إقرار السلم والأمن الدولي والإقليمي، من خلال هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.

الكويت حرصت أيضًا منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوي الحاجة، حتى بات العمل الإنساني، شعارها، وسمة من سماتها، فتم منح أمير الكويت لقب “قائد العمل الإنساني” في سبتمبر 2014.

وعلى ذكر التواجد الإقليمي، فقد كان في طليعة أنشطة الكويت الخارجية، حيث انضمت في يوليو 1961 إلى جامعة الدول العربية، وأنشأت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ليكون دعماً وعوناً للدول العربية في بناء مشاريعها المختلفة، أعقبه في 14 مايو 1963 الانضمام إلى الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، فقدمت مساهمات كبيرة وجليلة لخدمة الإنسانية، لتكسب احترام المجتمع الدولي وتعاطفه أثناء محنة الاحتلال العراقي عام 1990.

وعن موقفها من قضايا المنطقة، فإسهامات الكويت لا تعد ولا تحصى في هذا الإطار، فمن الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي، سخرت الكويت أراضيها لتنطلق منها عمليات دول التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، قبل أن تسمح أنقرة لواشنطن باستخدام قاعدة “انجرليك” التركية.

أما عن دورها في الأزمة السورية، فقد تعددت أشكال المساعدات وبرامج الإغاثة التي نفذها أبناء الكويت للاجئين السوريين في المجتمعات المستضيفة، بين تجهيز المخيمات وبناء المدارس والمساجد ودور الأيتام والمرافق الحيوية، وتوزيع المساعدات النقدية والعينية كالمواد الغذائية والألبسة، وتقديم الرعاية الصحية، وسائر أنشطة التنمية المجتمعية، كما استضافت الكويت أربعة مؤتمرات للمانحين، وشاركت في رئاسة مؤتمر خامس.

كما شاركت الكويت في جهود إعمار العراق، عقب حربه الضروس مع “داعش”، فاستضافت الكويت، على مدار 3 أيام في فبراير 2018، “مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق”، برعاية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح شاركت فيه نحو 70 منظمة إنسانية دولية.

لم يكن الدعم الكويتي للمنكوبين في اليمن والروهينجا أقل من سوريا والعراق، فأنشأت مؤخرًا صندوق “إعانة المرضى” الكويتي، لتقديم الإمداد الدوائي لسكان محافظة عدن، إضافة إلى حملة “الكويت إلى جانبكم”، التي تعمل في مجال الإغاثة العاجلة في اليمن، أما عن الروهينجا، فقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، إطلاق حملة لجمع التبرعات لإغاثة اللاجئين من مسلمي الروهينجا في مخيمات اللجوء ببنجلاديش.

وأخيرًا وليس آخرًا، تبقى جهود دولة الكويت وقادتها من أجل “خليج عربي موحد”، وتحديدًا في مرحلة ما بعد القطيعة لـ”قطر”، مثالًا يحتذى به في الحرص على إحلال السلام والوحدة والتعاون المشترك بين دول الجوار.

مشاريع عملاقة.. وخطط تنموية طموحة

خلال 58 عامًا مضت على استقلال دولة الكويت، شهدت عشرات المشاريع التنموية العملاقة، في مختلف القطاعات الخدمية، نذكر منها “مدينة صباح الأحمد البحرية”، والتي تعد أول وأكبر مشروع يشيد بالكامل من قبل القطاع الخاص، إضافة إلى مشروع “مستشفى الشيخ جابر”، المرتقب افتتاحها، والذي يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط، وسادس أكبر مستشفى في العالم.

ويأتي “ميناء مبارك الكبير” كأهم وأكبر مشاريع خطة التنمية التي تقوم بها وزارة الأشغال، ويهدف المشروع إلى إنشاء ميناء بحري رئيس بسعة 24 مرسى يكون محوراً رئيساً للنقل الإقليمي.

ومن المشاريع الحيوية أيضًا، التي دشنت في عهد الشيخ صباح الأحمد، “مشروع جسر جابر”، وهو جسر بحري بطول يتجاوز 37 كيلومتراً، ويربط ما بين مدينة الكويت ومدينة الصبية الجديدة. ويهدف المشروع إلى حل الاختناقات المرورية.

وإنمائياً، تسعى الكويت جاهدة من خلال رؤيتها “كويت 2035” إلى تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية، إذ في مقدمة مشروعاتها “مشروع مدينة الحرير” الواقع في الواجهة البحرية، في منطقة الصبية بشمال شرق الكويت وتقدر مساحة المشروع بـ250 كم2، ومن المتوقع أن يستغرق إنشاؤه نحو 25 عاماً تقريباً بكلفة تقدّر بنحو 86 مليار دولار، وعند الانتهاء منه سيضع الكويت في الخريطة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية في العالم.

فعاليات احتفالية

تزامنًا مع احتفالات دولة الكويت بيومها الوطني الـ58، فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، رصدًا ومتابعة لأبرز الفعاليات الاحتفالية، التي جاءت تعبيرًا عما تحظى به الكويت من محبة واحترام وتقدير من كافة الأشقاء في الوطن العربي، والأصدقاء حول العالم.

ربما يعجبك أيضا