في سن المعاش.. “باربي” لا تزال دمية الأحلام

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

في عالم الفتيات تعتبر الدمية “باربي”، رمزًا لطفولتنا منذ قديم الزمان، ودمية الأحلام للكثيرات، حيث ألهمت الملايين منهن، واليوم تتم عامها الستين، منذ ظهورها لأول مرة في معرض الدمى بنيويورك عام 1959، بجسد نحيف، وعيون زرقاء وخصلات ذهبية.

روث هاندلر.. السيدة التي أنجبت “باربي”

نجحت سيدة الأعمال الأمريكية، وصاحبة شركة “ماتيل للألعاب”، “روث هاندلر” بالتربع على عرش الدمى التي لا تموت، وتمكنت بفطنة وذكاء امرأة في لحظة أمومة من صناعة حلم أمريكي ناجح، لا تزال تغازل به خيال وواقع فتيات العالم، بعد أن لاحظت أن ألعاب ابنتها “باربارا” كانت محدودة جدًا، على عكس ألعاب ابنها “كينيث”، التي كانت تسمح له بتخيل نفسه طبيبًا ورجل فضاء، وغير ذلك، ففكرت حينها في دمية باربي، والتي كان الهدف منها هو إلهام الفتيات، بأن بإمكانهن تحقيق أي شيء يحلمن به، وبالفعل كشفj روث عن الدمية باربي، في 9 مارس عام 1959.

انتقادات لاذعة

على الرغم من الجدل الذي كان يثار حول مظهر باربي الجميلة والذي لم يتقبله العديد في بادئ الأمر، لتجسيدها معايير جمال غير واقعية ومثالية، شعر أشقر أملس، وخصر متناهي الصغر، وبشرة فاتحة وعيون زرقاء، وانتقد الكثير من أولياء الأمور فكرة أن تكون بارزة الصدر وأنها غير ملائمة للأطفال الصغار، وبسب كثرة الانتقادات، قامت شركة ماتيل، بتوضيح الفكرة، وذلك من خلال إعلان تلفزيوني آخر ظهر في نفس الفترة، تحت عنوان: “نحن الفتيات نستطيع القيام بكل شيء”، وفي الثمانينات، بدأت باربي في الظهور بمهن أكثر تحديًا وجدية، منها الشرطية، والإعلامية، ولاعبة كرة قدم، وغيرها من المهن.

“باربي” في ثوبها الجديد

في رسالة تشير إلى التنوع في العرق والشكل والأزياء، أصدرت شركة باربي في عام 2016، أشكالh جديدة ومختلفة، شملت 7 ألوان للبشرة بالإضافة إلى 24 نمطا مختلفا من الشعر وألوان العين، وحملت 3 أشكال مورفولوجية جديدة “مستديرة، صغيرة، كبيرة” كجزء من مجموعة أزيائها، حتى يكون هناك مزيد من الأطفال المحبيبن لـ”باربي” من جميع أنحاء العالم، وبالفعل ارتفعت المبيعات بنسبة 7% لتصل إلى 972 مليون دولار، وكانت دمية “لاتينا” الأفضل مبيعًا على الإطلاق بعد هذا النطاق.

الدمى القدوة

وأصدرت الشركة في ذكرى ميلاد باربي، العام الماضي، مجموعة جديدة أطلقت عليها “الدمى القدوة”، ليكن “قدوة” للفتيات الصغيرات حول العالم، وجسدت باربي 17 امرأة من كل أنحاء العالم أصبحن قدوة لغيرهن حاليا أو في الماضي، وتنحدر هؤلاء النساء من خلفيات تاريخية متنوعة ومن مجالات عدة، وقد حطمن الحواجز وأصبحن بذلك مصدر إلهام للجيل القادم من الفتيات، من بين هذه الدمى الفنانة المكسيكية الشهيرة فريدة كالو، و”أشلي غراهام” و”ضبابية كوبلاند” و”افا دوفرناd”.

في سنوات قليلة، استطاعت باربي أن تصبح أيقونة عالمية تلهم المصممين، ودور الأزياء، والشركات، والمجلات، وتحقق من ورائها أرباح طائلة، لقد أحدثت روث ثورة في عالم الأطفال والأهل، الذين حاولوا دون جدوى مقاومتها، وتقر نساء ولدن وراء الستار الحديدي Hنهن حلمن بامتلاك دمية باربي، حتى بعد بلوغهن سن الرشد، والكثير من ربات العائلات لا يزلن يفخرن بمجموعة دمى “باربي” التي يمتلكنها.

ربما يعجبك أيضا