اختبار الصاروخ الهندي.. عودة لحرب النجوم من جديد

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

في زمن سباق التسلح ومعارك الفضاء تنجح الهند في دخول نادي الدول التي تملك أسلحة مضادة للأقمار الصناعية. الهند هي الدولة الرابعة التي تملك هذه الأنواع من الأسلحة، بعد أمريكا وروسيا والصين.

نيودلهي دمرت قمرا اصطناعيًا من مدار أرضي منخفض بصاروخ من مسافة 300 كم في الفضاء، نجاحه سيكون له حساباته العلمية والسياسية والعسكرية على مستوى العالم.

لحظة فخر للهند

أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي -في أول خطاب يتوجه به إلى الأمة عبر التلفزيون منذ أواخر عام 2016- “هذه لحظة فخر للهند. لقد سجلت الهند اسمها في قائمة قوى الفضاء العظمى. لم تحقق سوى ثلاث دول هذا الإنجاز من قبل”.

وقال مودي: إن إسقاط القمر الاصطناعي كان مهمة سلمية، وليست مصممة لإشاعة “أجواء الحرب”، مضيفاً أنها “ليست موجهة ضد أي بلد”.

وأضاف، “أريد أن أؤكد للمجتمع الدولي أن القدرات الجديدة ليست ضد أحد.. هذا لضمان الأمن والدفاع عن الهند التي تشهد نمواً سريعاً”.

وهونت وزارة الخارجية الهندية من شأن مخاطر الحطام، وأشارت إلى أن التجربة جرت في المدار القريب من الأرض، وقالت: إن البقايا ستتحلل وتسقط على الأرض في غضون أسابيع.

لن يمر مرور الكرام

ويرى خبراء أمنيون في نيودلهي أنه تم تحويل الفضاء إلى جبهة قتال، مما يجعل قدرات مكافحة أسلحة الفضاء أمرًا حيويًا.

ويؤكد المحللون، أن الاختبار لن يمر مرور الكرام بالنسبة للصين وباكستان وهما أكبر منافسي الهند في المنطقة المسلحة ويمكن تفسيره على أنه عرض لقدرات نيودلهي العسكرية المتقدمة.

وفي تصريحات “لفرانس برس،  قال انكيت باندا -من “اتحاد العلماء الأميركيين”- إن “الأمر لا يتعلق بإسقاط أقمار اصطناعية بقدر ما يتعلق بإثبات كفاءة عالية على ’الإصابة والقتل’ في الفضاء، وهي الكفاءات الأساسية المطلوبة لتحسين القدرات في مجموعة من المجالات بما في ذلك التصدي للصواريخ البالستية ذات القدرة النووية” مضيفًا: “هكذا ستُقرأ هذه الرسالة في إسلام آباد”.

حرب ضد طواحين الهواء

باكستان لم تتأخر في التعليق على الحدث، حيث وصفت التفاخر بهذا الحدث أشبه بــ”حرب دون كيخوتية ضد طواحين الهواء”، في إشارة لشخصية رواية “دون كيخوته” الشهيرة، والتي تتحدث عن شخصية أصيبت بالجنون وبدأت بتخيل معارك وهمية.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية -في بيان- “الفضاء إرث موحد للبشرية، وكل الأمم مسؤولة عن تفادي التصرفات التي يمكن أن تؤدي إلى عسكرة هذه الساحة”.

وطالبت الهند بعدم اللجوء إلى التهديدات العسكرية في الفضاء الخارجي، بعد ساعات من تصريح الهند بأنها أسقطت أحد الأقمار الصناعية في استعراض لقوتها المتنامية في الفضاء.

تحذير أمريكي

من جانبه، حذر باتريك شاناهان -القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي- أي دول ربما تدرس تجربة أسلحة مضادة للأقمار الصناعية على غرار التجربة التي أجرتها الهند يوم الأربعاء من “إشاعة الفوضى” في الفضاء، مشيرا إلى الحطام الذي يمكن أن تخلفه تلك التجارب.

وقال شاناهان: نحن جميعا نعيش في الفضاء، لنحرص على ألا نشيع الفوضى فيه، ينبغي أن يكون الفضاء مكانا نستطيع العمل فيه. ويتمتع فيه الناس بحرية العمل”، مضيفًا: الولايات المتحدة ما زالت تدرس التجربة الهندية.

وتابع، ”يجب ألا نزعزع استقرار (الفضاء). يجب ألا نخلق مشكلة الحطام التي تتسبب فيها الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية“.

تاريخ الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية

هذا، وقد تم اختبار أول سلاح أمريكي مضاد للأقمار الصناعية في أكتوبر 1959، حيث تم إطلاق “صاروخ باليستي مطلق من الجو” من قاذفة B-47 تابعة للقوات الجوية الأمريكية على القمر الصناعي (6 Explore.)، وفي عام 1962 اختبرت الولايات المتحدة صاروخ يمكن أن يصل إلى الأجسام الفضائية على ارتفاع 150 ميلا في العام التالي.

وفي الوقت الذي بدأ الاتحاد السوفيتي بإجراء أول اختبار للأسلحة المضادة للأقمار الصناعية في عام 1963، أطلقت الولايات المتحدة مقاتلة من طراز F-15 صاروخ ASM-135 لتدمير قمر صناعي يستخدم في المراقبة الشمسية في عام 1985، ويعتبر اختبار ASM-135 آخر اختبار حتى أطلقت الصين سلاحها الأول في عام 2007.

واختبرت الصين في يناير2007، أول سلاح مضاد للأقمار الصناعية باستخدام صاروخ باليستي محوَّل لضرب قمر صناعي للطقس على ارتفاع 530 ميلا، وفي عام 2013 اختبرت الصين صاروخا آخر مضادا للأقمار الصناعية تم إطلاقه تحت ستار إطلاق صاروخي فضائي روتيني.

وبدأ تداول صور لمقاتلة من طراز ميج 31، في أواخر عام 2018، وزعم الخبراء أنه صاروخ مضاد للأقمار الصناعية، كما ذكرت تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، نقلا عن مصادر استخباراتية أن السلاح قد يكون جاهزا للعمل بحلول عام 2022، وأجرت روسيا أيضا سبعة اختبارات على الأقل للصاروخ المضاد للأقمار الصناعية الأرضي (PL-19 Nudol).

ربما يعجبك أيضا