“تسقط تاني” جمعة استثنائية في السودان.. و”المجلس العسكري”: لا نطمع في السلطة

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

رغم إعلانه عزل الرئيس عمر البشير، وصف المحتجون في السودان بيان القوات المسلحة بـ”المخيب للآمال”، واعتبروا ظهور وزير الدفاع عوض بن عوف على الساحة كمحرك للمرحلة الانتقالية “إعادة إنتاج للنظام القديم”، وسط دعوات بالاعتصام وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

ومع الساعات الأولى من صباح الجمعة، تدفق المحتجين إلى ساحة الاعتصام، أمام مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، بعد نداء لـ”قوى إعلان الحرية والتغيير” الرافض لبيان قادة المجلس العسكري الانتقالي.

وقال بيان لقوى الحرية، إن “الاعتصام سيستمر ولن ينفض حتى تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا المشروعة بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية”، وناشد البيان الجميع للمشاركة في الاعتصام وأداء الصلاة من ساحة الاعتصام.

وواصل المتظاهرون أمام مقر وزارة الدفاع السودانية في الخرطوم احتجاجاتهم، رغم دخول حظر التجوال الذي أعلنه الجيش حيز التنفيذ، حيث دعت قوى الحراك الشعبي إلى كسر القيد والبقاء في ساحات الاعتصام.

واحتج آلاف السودانيين على بيان القوات المسلحة، وتحولت مشاعر المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير المتوقع، إلى الغضب وهتف الكثيرون “تسقط تاني” بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف “تسقط بس” ضد البشير.

واحتج آلاف السودانيين على بيان القوات المسلحة، وتحولت مشاعر المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير المتوقع، إلى الغضب وهتف الكثيرون “تسقط تاني” بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف “تسقط بس” ضد البشير.

كما انتشر وسم “لم تسقط بعد”، ووسم “تسقط تاني”، ووسم “بن عوف لم يمثل السودان” على موقع “تويتر” و”فيس بوك”، واستخدمه عدد من المغردين في تغريدات مناهضة لحكم المجلس العسكري للبلاد.

وكتب أحد المتابعين: “لم تنته بعد نخب الاستبداد عسكرية كانت أو مدنية، من اعتبار الشعوب العربية قاصرة وغير مؤهلة لتختار بنفسها كيف تدبر شؤونها ومن يحكمها”.

وكتبت مواطنة سودانية على حسابها: “لا بد أن يكون (عوض بن عوف) ضمن المطرودين ولن يقبل به أبدا. لن يرى السودان النور حتى يتخلص تماما من الإسلاميين، وتشكيل حكومة مدنية”.

وكتب مواطن شاب: “لا لأي حكم عسكري. يكون في السودان حكومة مدنية تبني السودان من جديد وترجع للشعب الطيب هذا كرامته”.

ورفضت قوى الحراك الشعبي في السودان بيان قائد الجيش، معتبرين ذلك “إعادة إنتاج للنظام ولا يعبر عن مطالب الشعب بتغيير النظام بالكامل”.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين، وهو أبرز جهة منظمة للاحتجاجات، إلى كسر حظر التجوال والتوجه إلى ساحة الاعتصام في الخرطوم.

كما دعا التجمع إلى إضراب شامل، مناشدا ضباط وجنود القوات المسلحة الانحياز للمحتجين.

المجلس العسكري بالسودان: الحكومة الجديدة مدنية بالكامل

في محاولة لاحتواء الأزمة وامتصاص غضب الشارع السوداني، أكد رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عمر زين العابدين، أن الحكومة الجديدة في السودان ستكون مدنية، مشددًا على أن المجلس “لم يأت بحلول ولا يطمع في السلطة”، وأن مهمته الأساسية حفظ أمن واستقرار البلاد.

وأوضح زين العابدين في مؤتمر صحفي بالخرطوم، اليوم الجمعة، أن المجلس العسكري سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية، ولن يتدخل في عمل الحكومة المقبلة.

وقال: “فترة المجلس العسكري تمتد عامين. هذا هو الحد الأقصى، لكن إذا تمت إدارة الأمر دون فوضى يمكن أن ينتهي أمد المجلس”، مضيفا: “سندير حوارا مع كل الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار ونرحب كذلك بالحركات المسلحة”.

وأردف قائلا: “نحن حماة مطالب ما تريدون، لكن ذلك سيحصل بالتوافق والإجماع بين الكيانات المنظمة للعمل السياسي. لن نملي أي شيء على الناس. نحن مع مطالبهم ونحن جزء منهم”.
 

وكانت الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر أكبر تحد لحكم البشير، وردت قوات الأمن في بحملة عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات.

وحذر البشير التجمعات العامة غير المصرح بها ومنح سلطات واسعة للشرطة عقب فرض حالة الطوارئ في فبراير، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية والهراوات ضد المتظاهرين.
 

ربما يعجبك أيضا