استهداف عيون موسى في مصر.. الإرهاب يفشل في عرقلة الأمن والسياحة

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

مسار جديد ومحاولة لتشتيت جهود قوات الجيش والشرطة في مصر وتعطيل سعيهما للقضاء بشكل مبرم على التنظيمات المتطرفة والكيانات التكفيرية في مناطق شمال ووسط سيناء ومحاولة لنقل نقاط الاستهداف من الشمال والوسط بسيناء إلى جنوب “أرض الفيروز” كما نقلوها سابقًا إلى محافظات مصرية بينها القاهرة والجيزة والقليوبية والغربية والإسكندرية، وتخفيف ضغط الضربات التي يشنها ضدهم الجيش والشرطة.

صباح أمس شنت عناصر تكفيرية هجومًا فاشلًا على كمين عيون موسى بجنوب سيناء في محاولة لتشتيت جهود الأمن والجيش المصريين عن مواصلة حربهما الناجحة في القضاء على أذناب الإرهاب ودواعش سيناء.

المواجهة مع الإرهاب في هذه العملية الخائبة شهدت تعاونًا من أبناء حنوب سيناء ورصد عناصر مسلحة تستقل عربات مكشوفة تتجه صوب الكمين، التعاون المثمر ساهم في إفقاد العناصر الإرهابية عنصر المفاجأة، ما أسفر عن سقوط اثنين من الإرهابيين قتلى وبحوزة أحدهما حزام ناسف كان مُعدًا لاستهداف قوة نقطة التفتيش، وتمكنت قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات من التعامل معه وإبطال مفعوله دون إصابات في صفوف أبطال الشرطة المصرية، فضلًا عن نجاحات متتالية خلال الأيام الماضية في استهداف الأمن المصري لخلايا إرهابية بالبلاد.

يقظة أمنية

تعليقًا على الهجوم، أشاد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية بيقظة رجال الشرطة في صد وإحباط الهجوم الإرهابي الذي استهدف كمين عيون موسى بجنوب سيناء، صباح أمس الجمعة، بعد تبادل لإطلاق النار بين قوة شرطة الكمين والإرهابيين ما أدى إلى مقتل اثنين من الإرهابيين أثناء الهجوم على الكمين.

وأشاد مفتي مصر بنجاح قوات الشرطة في توجيه والقضاء على الخلية الإرهابية المكونة من 11 إرهابيًّا بشمال سيناء، وكذلك مقتل 6 إرهابيين بالخلية الإرهابية بالقليوبية.

داعيًا إلى الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار مصر، وتقديم كافة سبل الدعم والمساندة لرجال القوات المسلحة والشرطة في حربهما ضد الإرهاب.

وأكد الدكتور شوقي علام أن جماعات التطرف والإرهاب تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى زعزعة أمن واستقرار مصر، ولكنهم لن ينالوا ذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يصلح عمل المفسدين.

مشددًا على أن العمليات الإرهابية الجبانة وما يقوم به أعداء الوطن لن تنال من عزيمة الشعب المصري ولن تزيد إلا إصرارًا على دحر الإرهاب واقتلاع جذوره الشيطانية.

استهداف السياحة

وقال عمرو فاروق -الباحث في شؤون الجماعات- إن استهداف الارتكاز الأمني في عيون موسى، بعناصر “انغماسية”، يشير إلى أن العملية كان مخطط لها تصفية ضباط الكمين، ثم السيطرة على عدد من المركبات السياحية، وتصفية من فيها، أملًا في توجيه رسالة العالم الخارجي بأن الأوضاع في مصر غير مستقرة.

وأضاف، إن اتجاه التنظيمات الإرهابية، لنقل العمليات من قلب شمال سيناء إلى جنوبها، حيث الخريطة السياحية لمصر، ينذر بثمة عمليات مخطط لها داخل القاهرة قريبًا، لا سيما دور العبادة المسيحية، لكونها الحلقة الأضعف في الصراع بين الدولة والتنظيمات التكفيرية المسلحة.

وقال فاروق: إن الانغماسيين يمثلون الجيل الرابع من الإرهاب، وهو مصطلح مشتق لغويًا من “انغماس”، أي التوغُّل، ووفقًا لأدبيات الجماعات التكفيرية، تعني الاختراق المفاجيء والإرباك لصفوف الأجهزة الأمنية، وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر.

وتعتمد التنظيمات التكفيرية المسلحة استخدام ظاهرة “الانغماسيين” في حالة التراجع الجغرافي للتنظيم، وزيادة التضييقات الأمنية التي تعيق وتجفف تحركاته، ومن ثم يسعى لتنفيذ علميات يكون لها صدى إعلامي تضفي للتنظيم هالة كبيرة من القوة والتواجد، وترسم صورة مخالفة للواقع الحقيقي للقدرات والإمكانيات التنظيمية.

ربما يعجبك أيضا