دبلوماسية “القوة الناعمة” تتواصل.. الإمارات تدعم السلام في جنوب السودان

محمد عبدالله

رؤية

مرة أخرى تقدم الإمارات صورة مبهرة كنموذج إقليمي وعالمي يحتذى به في تعزيز قيم التسامح والتعايش، وترسخ السجل المضيء الذي تمتلكه دولة الإمارات في مختلف المحافل الدولية والإقليمية كواحدة من أبرز الدول الداعية قولاً وفعلاً للتسامح بين مختلف الشعوب والأديان والحاضنة لمختلف المبادرات التي من شأنها تفعيل الحوار بما يعزز الأمن والسلم الدوليين.

في هذا السياق، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الإثنين، لرئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت دعم الإمارات للسلام والاستقرار في جنوب السودان، متمنيًا أن يتعزز الأمن والاستقرار فيها.

الإمارات ودعم جهود المصالحة الوطنية

شدد الشيخ محمد بن زايد على ضرورة مشاركة الأطراف كافة على بناء الثقة وبذل مزيد من الجهود البناءة والفاعلة لدعم جهود المصالحة الوطنية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار المستدامين في جمهورية جنوب السودان.

وأكد محمد بن زايد اهتمام دولة الإمارات  بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بتنويع قاعدة علاقاتها وتوسيعها مع جميع الدول الصديقة انطلاقا من مبادئ الثقة والاحترام المتبادل والتعاون المشترك الذي يخدم جهود التنمية والتقدم والأمن والسلام لمختلف شعوب العالم.

كما أشار إلى أهمية الارتقاء بمستوى التعاون والعمل المشترك بين دولة الإمارات وجنوب السودان إلى مسارات جديدة متنوعة تعزز مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين وتلبي تطلعاتهما إلى التنمية والازدهار.

جنوب السودان تثمن جهود الإمارات

من جانبه أعرب رئيس جنوب السودان عن سعادته بزيارة دولة التسامح والسلام وواحة الأمان، مثمناً جهود الدولة ومبادراتها الإنسانية العالمية في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتعاون بين مختلف شعوب وثقافات العالم ودوله.

وأكد كير اهتمام بلاده بتعزيز علاقاتها وتنويعها مع دولة الإمارات التي تعد مركزا استثماريا واقتصاديا وتجاريا عالميا بما يدعم تطلعات البلدين إلى تحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما .

قمة أبوظبي تنهي 25 عاماً من القطيعة

الوساطة الإماراتية لإحلال السلام  ليس جديداً على أبوظبي التي أسفرت جهودها برعاية الشيخ محمد بن زايد لتحقيق مصالحة تاريخية بين إريتريا وإثيوبيا لتنهي 25 عاماً من القطيعة بين البلدين.

ففي أبريل 1993 استقلت إريتريا عن إثيوبيا عبر استفتاء شعبي باتفاق بين الجانبين، ولم تمض سوى 5 سنوات من استقرار العلاقات بين البلدين حتى اندلع الصراع بينهما. قبل أن تدخل الإمارات على خط الوساطة في الخلاف بين البلدين، حيث أجرى ولي عهد أبو ظبي سلسلة لقاءات مكثفة أسفرت عن توقيع إعلان سلام وصداقة مشترك بين إثيوبيا وإريتريا.

جهود السلام في ليبيا

إن دولة الإمارات تضع العمل على نشر قيم التسامح والسلام والوسطية وقبول الآخر في مقدمة أولوياتها، باعتبارها تجسد منظومة القيم التي من شأنها تعزيز أسس الأمن والسلم في كل بقعة من العالم. لقد نجحت الإمارات بالفعل خلال لقاءات عدة في تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين وحل الأزمة، وإعادة ليبيا دولة موحدة غير منقسمة على ذاتها.

أما السياق والنطاق الأوسع لأهمية الوساطة الإماراتية في الأزمة الليبية فيتصل بخطط القاعدة وداعش، وما بينهما من إرهاب مستقر ومستمر، ومؤامرات بشأن التمدد جنوبا في عمق القارة الأفريقية، وبناء تنظيمات مشابهة ومع استغلال الأحوال الأمنية المتردية لعدد من الدول الأفريقية في الوسط والجنوب.

فالإمارات تعمل من أجل تعزيز من مساعي المصالحة الداخلية الليبية، وبلا شك أنها قادرة على مساندة الليبيين في طريق الانتخابات الموحدة للدولة، وإعادة ترتيب صفوف القوات المسلحة، ومواجهة سيناريوهات الابتزاز الارهابي من جهة، والاستنزاف الأممي من جهة أخرى شرط توفر الإرادة الحقيقية.

الإمارات وجهود قوى الشر

دون تزيد يمكن القطع بأن الإمارات باتت رقماً صعباً في حسابات الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق تقوم على جهود الوساطة بقوة ونفوذ إيجابيين لصالح الأشقاء العرب من المحيط إلى الخليج.

كما أن جهود الإمارات ووساطتها السلمية تقطع الطريق على قوى إقليمية مواقفها واضحة، وأفعالها فاضحه لنوايا حكامها.

ربما يعجبك أيضا