ماذا وراء تصاعد عمليات التخريب الإيرانية في المنطقة ؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر إيران وعبر مليشياتها العسكرية في سياستها التخريبية والعدوانية في المنطقة، وقد أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية بإيعاز من الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، على استهداف محطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة “أرامكو” بمحافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض، عبر طائرات بدون طيار مفخخة.

الرسالة الإيرانية للمملكة العربية السعودية جاءت بعد أيام من أعمال تخريب طالت 4 سفن وناقلات للنفط في المياه الإقليمية للإمارات العربية المتحدة في شرق إمارة الفجيرة.

الجنون الإيراني والاعتداء على أمن السفن التجارية المدنية واستهداف محطات الضخ البنرولية في السعودية جاء بسبب الحشود الأمريكية التي وصلت البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب وخليج عمان ومضيق هرمز، كما أن إيران ومليشياتها في العراق على علم بالتعزيزات التي استقدمتها واشنطن إلى قواعدها العسكرية في العراق!.

اعتراف حوثي

سرعان ما أعلنت مليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران مسؤوليتها عن العملية التخريبية وأنها استخدمت طائرات بدون طيار مفخخة (إيرانية الصنع)، سرعة الإعلان يؤكد أن نظام الملالي أراد وعبر أذرعه الإرهابية الرد على الحشود والتهديدات الأمريكية.
ولاشك أن إيران تتحمل مسؤولية أي عملية إرهابية تقوم بها أذرعها.

ولا ننسى أن غضنفر آبادي -رئيس محكمة الثورة في طهران- قال إن “إذا لم ينصر الشعب الإيراني الثورة، فسيأتي الحشد الشعبي العراقي، والحوثي اليمني، والفاطميون من أفغانستان، وزينبيون من باكستان لنصرة الثورة الإيرانية”!.

تحذيرات سبقت العمليات الإرهابية

وكانت الولايات المتحدة أرسلت حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” إلى الخليج، في خطوة قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إنها تأتي كرسالة إلى إيران لتحذيرها من القيام بأي عمل يهدد مصالح واشنطن أو حلفائها بالمنطقة، وينبغي هنا التركيز على كلمة “حلفاء”، كما أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى أن قاذفات B52 تنفذ أولى طلعاتها في منطقة الخليج !..

وسرعان ما أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح وأكد تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لهجوم تخريبي قرب المياه الاقليمية لدولة الإمارات.
ثم سرعان ما ظهر مسؤول أمريكي وقال للأسوشيتدبرس إن ترامب مان قد حذر إيران من “عواقب وخيمة” إذا قامت بأعمال عدائية في المنطقة و”التقييم الأولي يشير لتورط إيران في التفجيرات التي استهدفت السفن قبالة الفجيرة”.

وقالت “نيويورك تايمز”، إن وزير الدفاع الأمريكي باتريك شناهان قدم خطة عسكرية تنص على إرسال ما يصل إلى 120 الف جندي إلى الشرق الأوسط، والخطة وضعت في حال قيام إيران بمهاجمة القوات الأمريكية أو تسريع العمل في مجال الأسلحة النووية.

الموقف السعودي

السعودية قالت إن هذا العمل الإرهابي والتخريبي، وتلك التي وقعت مؤخرًا في الخليج العربي ضد منشآت حيوية لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية، بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران”، وشدد على أن استهداف خط الأنابيب يهدف للإخلال بإمدادات النفط العالمية.

وجهات نظر

وزير العدل اللبناني أشرف ريفي رأى أن: الإعتداء على المملكة العربية السعودية إيراني، أما الحوثيون فهم ذراعٌ تحركه إيران كما تحرك أدواتها في لبنان والعراق وسوريا، وتابع: “مشروع ملالي إيران إستنزاف المنطقة وابتزازها بالفوضى والعنف، هذا المشروع مدمِّر ويجب مواجهته ومنعه من تحقيق أهدافه، كل التضامن مع المملكة العربية السعودية”.

فيما تساءل المحلل والكاتب السوري محيي الدين اللاذقاني عن السبب الرئيسي خلف هذه التطورات: هل هي حرب شاملة ٫ أم استمرار لـ” حروب الوكالة” التي تتقنها ايران بمرتزقة موزعين في نقاط استراتيجية على بحرين ومحيط وأخطر مضيق بحري بالعالم ..؟.
وقال: “إن تحذير أمير الكويت أمس من مرحلة خطيرة ستشهدها المنطقة أثناء زيارته للحرس الوطني ودعوته للجهوزية الكاملة، يحمل دلالات خطيرة”.

الخلاصة أن إيران وعبر اذرعها العسكرية تحاول الهيمنة على بلدان المشرق العربي، وكلما مر الوقت كلما توحش ذلك النظام الإرهابي في نشر الفوضى والتخريب والتطرف ونشر المليشيات الشيعية متعددة الجنسيات لتقتل شعوب المنطقة وتدمر حواضر العرب السنة التاريخية.
إيران، نظامها ارتكب كل الموبقات والجرائم وقتل الملايين من العرب السنة في العراق وسوريا واليمن بتواطؤ دولي لا يخفى على أحد، وعليه اليوم أن يدفع ثمن أفعاله، فقد بلغ السيل الزبى.

ربما يعجبك أيضا