إيران .. لا حرب بعد رحيل “بولتون”

يوسف بنده

رؤية

لليوم الثاني توالي الصحف الإيرانية نشر تصريحات المرشد الأعلى، علي خامنئي، لا حرب ولا تفاوض مع أمريكا، والمقاومة الخيار النهائي لشعبنا. في إشارة إلى أن إيران لا تريد الذهاب إلى الحرب.

كذلك تصريحات ساسة البيت الأبيض التي عبرت عن عدم الرغبة في الذهاب إلى الحرب، أقنعت الإيرانيين أن السياسة الأمريكية تذهب إلى الضغط والحرب النفسية من أجل التفاوض والحصول على مكاسب.

وفي تغريدة، أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن ثقته في أن إيران سترغب قريبا ببدء محادثات مع الولايات المتحدة ردا على السياسة الصارمة للإدارة الأمريكية.

المشكلة في “بولتون”

كتبت صحيفة نيوزويك الأمريكية أن أفضل طريقة لتجنب الحرب مع إيران هي إقالة، مستشار الأمن القومي، جون بولتون.

وكتبت صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم الخميس، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يفضل حل التوتر مع إيران بالطرق الدبلوماسية، ويريد التحدث مباشرة إلى قادتها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الإدارة الأمريكية قولها إن ترامب “محبط من عدد من مستشاريه الكبار في ظل التصعيد مع إيران، ويخشى من أن يدفعوا الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مع إيران، وبذلك يكون قد خرق تعهداته للجمهور الأمريكي بتجنب الحروب المكلفة في الخارج”.

كان جون المحسوب على المحافظين الجدد، من فريق الرئيس جورج دبليو بوش مطلع القرن الحالي حيث قد عمل بشكل خاص سفيرا لبلاده لدى الامم لمتحدة. ولا يزال يتباهى بأنه من صانعي اجتياح العراق عام 2003.

الإيرانيون أيضًا، يرون أن جون بولتون من ضمن الفريق الذي يدفع ترامب إلى الحرب مع إيران.

ويتم حاليا تداول روايات عن خلاف بين ترامب وبولتون بشأن فنزويلا. إذ يبدو -بحسب صحيفة واشنطن بوست- أن المستشار بولتون أكد لترامب أنه لن يكون من الصعب التخلص من الرئيس نيكولاس مادورو، في حين أثبتت الأحداث عكس ذلك.

وأمام انتشار معلومات من هذا النوع سارع ترامب لنجدة صديقه بولتون لتجنب إحراجه.

عدم قناعة ترامب

قال ترامب: “جون شخص جيد جدا، قد تكون له نظرة قاسية جدا للأمور، لكنها ليست مشكلة”.

وتابع الرئيس الأمريكي ممازحا: “فعليا أنا من يدعو جون إلى التروي… قد تجدون ذلك غير معقول… أليس كذلك؟”.

وتابع، “لدي جون، ولدي غيره من ذوي التوجهات المرنة، وفي النهاية أنا من يتخذ القرارات”.

ويتقاسم الرجلان اقتناعات عدة مثل الدفاع الشديد عن السيادة الوطنية، والانتقاد اللاذع الذي يصل إلى حد الكراهية للمنظمات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية. إلا أن الرئيس المعروف بمواقفه الانعزالية وعد بالانسحاب من “النزاعات التي لا تنتهي” والمكلفة جدا بنظره، في تعارض مع مستشاره بولتون الميال لسياسة التدخل في النزاعات.

ومع ارتفاع وتيرة التوتر مع إيران تنقسم الآراء حول الدور الحقيقي لمستشار الأمن القومي، وهو منصب في غاية الأهمية لجهة تطبيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

إيران تترقب

عبر الصحف الإيرانية عن وجهة نظر الداخل الإيراني تجاه التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأن طهران بعدما كانت تنتظر رحيل “ترامب”، باتت تنتظر رحيل مستشاره للأمن القومي “بولتون. وأن مستشار الأمن القومي الأمريكي هو عدو إيران الأول، وأن وزير الخارجية بومبيو سياسي معتدل، وأن ترامب في الوسط يقاوم وساوس بولتون.

وعلى هذا الأساس تبني آمالا على تقارير وأخبار غير رسمية في الصحافة الأمريكية عن احتمالية عزل بولتون وانتهاء الأزمة الإيرانية.

تقرير صحيفة “جوان” الأول عن “الخلاف” في فريق ترامب، نقل عن الصحافة الأمريكية أنه لا يوجد يوم لم يتشاجر فيه بومبيو وبولتون، وأن ترامب تعب من دعوات مستشاره للحرب.

حتى إن الرئيس الأمريكي قال في وقت ما: “لو أن الأمور بيد بولتون لشاهدنا أمريكا اليوم تخوض حروبًا في عدة جبهات”.

وتوقعت “جوان” عزل بولتون قريبًا، حيث قال بومبيو في زيارته الأخيرة -كما تذكر الصحيفة المقربة للحرس الثوري- لرئيس جمهورية العراق، برهم صالح: “إن ترامب يريد عقد اتفاق جديد مع إيران ليستفيد منه في دعايته للانتخابات الرئاسية المقبلة”.

احتمالية “عزل بولتون” هو الخبر المفرح للصحف الإيرانية، وقد حاول كتّاب المقالات وضع جميع المسؤولية في التوتر بين إيران والولايات المتحدة على عاتق جون بولتون.

من ذلك ما كتبه سعيد عابد بور، في صحيفة “اعتماد”، عن هجوم بولتون الدعائي، وقال: إن الدعاية التي يقوم بها مستشار الرئيس الأمريكي ضد إيران، تشبه الدعاية الأمريكية، قبيل الحرب ضد العراق، حيث كانت المحاولات جارية لإقناع الرأي العام في أمريكا والعالم بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.

يقول كاتب “اعتماد”: “هذه الأيام هناك دعاية مستمرة لترسيخ (الإيرانوفوبيا)؛ مثلا وضع مسؤولية مقتل مئات الجنود الأمريكيين في العراق على عاتق الجمهورية الإسلامية، أو الإعلان عن أن إيران وضعت منصات صواريخ على سواحل الخليج”.

قنوات التفاوض

صحيفة اقتصاد ملي الإيرانية، أشارت إلى إمكانية فتح التفاوض السري مع الولايات المتحدة، طالما طهران لا ترغب في الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن في الوقت الحالي.

وكشفت وسائل إعلام إيرانية وغربية، أن طائرة أمريكية قطرية حطت في طهران، في الحادي عشر من مايو/ أيار الجاري. وحسب موقع flightradar فإن الطائرة A7-MBK من طراز أيرباص A320 حطت في طهران في الساعة السابعة مساء السبت وغادرت عند العاشرة والنصف عائدة إلى الدوحة.

وبناء على العلاقة المميزة للدوحة بواشنطن وبطهران، من الممكن أن تكون عملية تبادل رسائل أخرى تجري عبر القناة القطرية دون وجود تأكيد على ذلك.

وقبل ذلك، جرى الحديث عن قنوات اتصال عمانية ويابانية، إلى جانب الحديث عن قنوات اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا