أزمة مخيم “الركبان” تتفاقم.. تحذير من مجاعة واستغاثات لا يُلقى لها بالا

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – ما تزال أزمة النازحين السوريين في مخيم الركبان الواقع قرب الحدود الأردنية مستمرة، رغم عودة الآلاف منهم للداخل السوري، وسط تحذيرات أممية من وقوع مجاعة لا تحمد عقباها في ظل انعدام الغذاء والدواء عن القاطنين فيه.

وقبل أيام، خرج مئات النازحين من المخيم باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري، فيما يواصل الأردن تأكيده على ضرورة إعادة اللاجئين السوريين وتفكيك مخيم الركبان وإخلائه من قاطنيه، واصفًا الأزمة بأنها شأن سوري داخلي.

والنازحون الذين يتم ترحيلهم من المخيم، برعاية روسية، يتم نقلهم لمراكز الإيواء التابعة للنظام في ريف حمص الجنوبي.

لكن الآلاف في المخيم، يواجهون هذه الأيام وفي ظل شهر رمضان مصاعب معيشية جمة، تهدد حياتهم وتحديدًا الأطفال الذين فتكت بهم الأمراض والجوع بسبب نقص الأدوية.

ويتهم ناشطون في المخيم النظام السوري والجيش الروسي، بفرض حصار مطبق عليهم، ومنع وصول المساعدات الغذائية إليهم.

وبثت صفحة “تنسيقية الثورة السورية في مدينة تدمر” عبر فيسبوك مقطعًا مصورًا لأحد المهجرين داخل مخيم الركبان، يناشد فيها العالم من أجل التدخل لإنقاذ أطفاله، وكان يحمل بين يديه طفلًا رضيعًا.

وناشد السوري العالم والجمعيات والمؤسسات الإنسانية لمساعدتهم والرأفة بحالهم في المخيم، بعد انقطاع المواد الغذائية وحليب الأطفال وغالبية الاحتياجات الضرورية.

وتزداد صعوبة الحياة المعيشية والصحية لنازحي المخيم الذين يزيد تعدادهم عن 60 ألف نازح يرفض الأردن إدخالهم لأراضيه وتضغط دمشق باتجاه تسوية معهم تفرض فيها شروطها.

وفي أيلول سبتمبر العام الماضي، جرت مباحثات روسية أمريكية لإخلاء المخيم إلى مناطق تحت ‏سيطرة الدولة السورية بعد تحريرها من قبضة المعارضة المسلحة.‏

وكان اقتراح واشنطن تسوية مشكلة المخيم، عبر نقل اللاجئين إلى مناطق سيطرة ‏الحكومة ، وبرعاية مكاتب الأمم المتحدة في دمشق.

وقبل أيام، حذّرت الأمم المتحدة، من حدوث مجاعة في المخيم، بسبب معاناة الأهالي المتفاقمة وندرة الحصول على مواد غذائية ومياه شرب وأدوية، مع العلم أن آخر قافلة وصلت للمخيم كانت في شباط فبراير الماضي.

وبحسب أرقام أممية، غادر المخيم أكثر من 12000 شخصا نحو مناطق خصصها النظام السوري لهم، فيما ما يزال عشرات الآلاف داخل المخيم، وتناشد المنظمات الأممية من أجل إرسال القوافل الإنسانية لهم.

ومنذ بداية شهر رمضان وحتى قبل ذلك بأشهر، لم تفلح كل نداءت واستغاثات أبناء المخيم في لفت أنظار العالم إليهم والتخفيف عنهم، فيما بقيت سياسة تجويع النازحين فيه مستمرة وباتت خياراتهم محدودة.

ربما يعجبك أيضا