مشاهدات مليونية للتراث المصري…ماسبيرو زمان الرابح الأكبر

هالة عبدالرحمن

رؤية – هالة عبد الرحمن
تعالوا نعود إلى الأصل نحرك مؤشر آلة الزمن باتجاه الماضي السعيد.. ماسبيرو زمان من فات ماسبيرو تاه، بهذا الشعار احتلت قناة “ماسبيرو زمان” عرش مشاهدات شهر رمضان الكريم بما تقدمه من محتوى راق وجميل.

ففي ظل محتوى إعلامي سيئ تبثه القنوات الفضائية  بما يعد خروجا على القيم والأخلاق ممن اعتادوا انتهاك كل المحرمات وارتكاب كل الموبقات في الأعمال الدرامية، كذلك البرامج القائمة على النميمة والفضائح وانتهاك كل التقاليد والأعراف، التف المشاهد المصري حول مأدبة راقية تقدمها قناة ماسبيرو زمان.

فكانت قناة ماسبيرو زمان ضالته المنشودة التي يلجأ إليها ليحتمي وأسرته بأعمالها القيمة من الغثاء الذي يلوث العقول، فكان أن أعيد الاعتبار لكل ما قدمته شاشة التليفزيون المصري عبر التاريخ من أعمال سكنت وجدان الناس صغارا وكبارا وصقلت ثقافتهم وخبراتهم الحياتية، فها هي برامج الأطفال من بوجي وطمطم وجدو عبده زارع أرضه إلى برامج الثقافة المتميزة دوري النجوم للإعلامي طارق حبيب وقصر النجوم للإعلامي مدحت شلبي وما بها من معلومات ثقافية وفنية راقية، وفوازير فطوطة لسمير غانم وفوازير شريهان ونيللي، وخواطر الإمام للشيخ محمد متولي الشعراوى التي تمثل جرعة دينية راقية سلسة ومبسطة يفهمها المتعلم والأمي في آن واحد، وتلاوة القرآن التي تسبق آذان المغرب لمشاهير وأساطين القراء الكبار، مع تقديم معلومات عنهم ليتعرف عليهم الجيل الجديد ويتعلم منهم وليعرف أن مصر كانت وستظل مدرسة الترتيل والتجويد الأولى في العالم.

كنوز ثمينة من المواد الإذاعية الصوتية والمرئية، تزخر بها مكتبة ماسبيرو، وتشكل في مجملها تراثا خالدا يحكي تاريخ مصر ويجسد شخصيتها من خلال آلاف البرامج والمسلسلات الدرامية والأفلام الروائية والتسجيلية.

وتعتبر مصر دولة رائدة في مجال الإعلام المرئي والإذاعي خلال القرن الماضي، بفضل أبنائها من الأجيال الرائدة في هذا المجال، ظهرت مع الإذاعة المصرية في عام 1934، ثم تألقت مع بدء البث التليفزيوني في 1960.

وتحتفظ الهيئة الوطنية للإعلام، بأعداد كبيرة من المواد الإذاعية التي ترتبط بذاكرة المصريين وتشكل وعيهم الأول وتوثق للأحداث الهامة في تاريخ الوطن، فضلا عن أمهات الأعمال الفنية والبرامجية التي فتحت الطريق نحو مزيد من التطور الإبداعي فيما يخص السينما والدراما والإنتاج البرامجي بجميع أشكاله.

ونظرا للطلب الزائد للجماهير المصرية للإفراج عن هذا التراث الهائل، فقد عمدت الهيئة الوطنية للإعلام في وقت سابق إلى إطلاق قناة “ماسبيرو زمان”، التي تبث على مدار 24 ساعة، ويُعرض خلالها وفق خطة برامجية كل ما أنتجه التليفزيون المصري من برامج ومسلسلات منذ نشأته.

وتسهيلا على وصول تلك المواد للمشاهد المصري، دشنت الهيئة الوطنية للإعلام خلال الفترة الماضية قناة رسمية على “يوتيوب” لعرض كنوز وثراث ماسبيرو، حيث لاقت تجاوبا كبيرا مع رواد السوشيال ميديا وبلغت مشاهدات مليونية في وقت قصير.

ومع التطور الملحوظ في عالم الإنتاج والعرض خلال العام الأخير، وظهور منصات عالمية وعربية تحتفظ لنفسها بموادها المنتجة للعرض والمشاهدة، كان الاتجاه حتميا نحو احتفاظ ماسبيرو بهذا الحق طبقا للقواعد والقوانين في هذا المجال والتي تحفظ للوطنية للإعلام حقوقها الكاملة سواء الفكرية أو المادية للمحتوى الذي سيتم إتاحته من خلال المنصة ويحتفظ التليفزيون المصري بحقها دون غيره.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، وقَّعت Watch iT بروتوكولا جديدا مع الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين، في إطار الحفاظ على المحتوى المصري سواء ما تم إنتاجه سابقا أو حاليا من التليفزيون المصري ويمتلك حقوقه الرقمية.

ويقضي البروتوكول بإتاحة ذلك المحتوى على المنصة الرقمية الجديدة Watch iT حصريا لتقديم المحتوى الإعلامي بأنواعه المختلفة في صورة أفضل ومتطورة حسب طرق العرض الحديثة.

إلا أن القرار أغضب الكثير من محبي قناة ماسبيرو زمان، متهمين التلفزيون المصري بالسعي وراء تحقيق أرباح فقط، إلا أن الهيئة الوطنية للإعلام رددت على منتقديها والمشككين بأن البروتوكول سوف يضمن حفظ وحماية التراث الإعلامي المصري الذي لا مثيل له في أي مكان ليس هذا فحسب بل إنه سوف يعود بالنفع على ماسبيرو بالكامل لأنه وكما جاء فى بيان الهيئة الوطنية للإعلام بهذا الشأن أن التعاون يتعلق بحق الانتفاع وليس البيع وهذا أمر في منتهى الأهمية ويكشف زيف تلك المغالطات التي أثيرت مؤخرا حول هذا التعاون وما يشيعه أعداء الوطن بأنه تفريط في تراث ماسبيرو.



ربما يعجبك أيضا