ما بعد البريكست.. ترامب يغازل بريطانيا بصفقة كبيرة

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

بدأت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، لبريطانيا التي تشهد أزمة سياسية حاليًا – في انتظار استقالة رئيسة الحكومة تيريزا ماي، بعد أيام على فشلها في تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي وبعد ثلاث سنوات على الاستفتاء حول بريكسيت، وهبطت الطائرة الرئاسية الأمريكية “أير فورس وان” في مطار ستانستد شمال شرقي لندن، في تمام التاسعة بحسب التوقيت الصيفي البريطاني، كما استقبلت الملكة إليزابيث الثانية، الرئيس الأمريكي وزوجته ميلانيا في أول أيام زيارتهما الرسمية للمملكة المتحدة، وحضر الزوجان في قصر باكنغهام مأدبة غداء خاصة ومراسم ترحيب، وفي هذا التقرير، نرصد لكم أبرز اللقطات واللقاءات التي شهدتها تلك الزيارة.

ترامب يبدأ زيارته بالانتقادات

استهل الرئيس الأمريكي زيارته الرسمية إلى بريطانيا بانتقادات وجهها إلى عمدة العاصمة لندن صادق خان، جاء ذلك في تغريدة نشرها عبر تويتر، قبيل هبوط طائرته في مطار ستانستد بلندن، ردا على تصريحات سابقة لخان الذي يعتبر من أكبر المنتقدين للرئيس الأمريكي وسياساته، وفي تغريدته، وصف ترامب خان، وهو أول عمدة مسلم لمدينة لندن، بـ ‘الفاشل تمامًا، معتبرا أنه “بكل المقاييس، أدى عملا فظيعا كعمدة للندن”، وأضاف: “على خان التركيز على مكافحة الجريمة في مدينة لندن وليس علي”.

من جهة أخرى، نفى ترامب أن يكون قد وصف ميجان ماركل دوقة ساسكس والزوجة الحالية للأمير هاري بـ ‘الشريرة، على الرغم من وجود تسجيل صوتي يوثق هذا الكلام، وشدد ترامب، في سلسلة تغريدات نشرها أمس الأول على حسابه في تويتر أنه لم يصف ماركل بالشريرة، محملا وسائل الإعلام الكاذبة، وخاصة سي إن إن ونيويورك تايمز، المسؤولية عن فبركة هذا الخبر.

ويبدو من التسجيل أن ترامب رد على سؤال عن تهديد ماركل، الممثلة الأمريكية السابقة، في عام 2016 بالانتقال إلى كندا إذا فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية: “لم أكن أعلم أنها كانت شريرة”.

اتفاق ما بعد الـ “بريكست”

لم يتردد ترامب في التدخل بشؤون المملكة المتحدة، ودعا إلى التخلص من “قيود” العضوية في الاتحاد الأوروبي بسرعة، وإبرام صفقة للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وخلال مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الثلاثاء، قال ترامب: “الولايات المتحدة تشعر بالالتزام حيال إبرام اتفاقية تجارة حرة مثيرة للإعجاب (مع بريطانيا)”، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية من شأنها أن تزيد من حجم التجارة المشتركة بين البلدين بمقدار الضعف أو ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن.

وأضاف ترامب أن كل طرف من أمريكا وبريطانيا يمتلك حاليا استثمارات أجنبية بقيمة تتجاوز تريليون دولار في الدولة الأخرى، وتابع أن كل دولة من الدولتين تعد أكبر مستثمر أجنبي في الدولة الأخرى، وقال: “ثمة إمكانية هائلة”.

وقال ترامب إن “كل شيء سيتم طرحه على الطاولة” بما في ذلك النظام الوطني للخدمات الصحية للبريطانيين والذي تشهد بريطانيا أكبر قدر من الجدل حول خصخصته.

ماذا عن “هواوي”؟

تصدرت أيضًا المحادثات في لندن عن “شركة هواوي” خاصة بعد أن تحدت تحدت الحكومة البريطانية على ما يبدو مطالب الإدارة الأمريكية وسمحت للشركة الصينية بدور محدود في بناء شبكات الجيل الخامس، وكانت إدارة ترامب طلبت من حلفائها عدم استخدام تكنولوجيا وأجهزة الجيل الخامس من هواوي بسبب مخاوف من أنها ستسمح للصين بالتجسس على الاتصالات والبيانات الحساسة.

بينما تحدث ترامب خلال المؤتمر الصفحي مع ماي، إنه يمكن لبلاده وبريطانيا تسوية أي خلافات بشأن شركة هواوي الصينية، نافيا أي إشارة إلى أن هذا الخلاف يمكن أن يهدد تبادل معلومات المخابرات بين الحليفين الوثيقين.

وردا على سؤال عما إذا كان سيفرض أي قيود على تبادل معلومات المخابرات مع بريطانيا إذا لم تحد من استخدامها لتكنولوجيا هواوي، قال ترامب “لا لأننا سنتوصل بالتأكيد إلى اتفاق بشأن هواوي وأي أمر آخر”.

احتجاجات على الزيارة

وعلى الجانب الآخر نظم محتجون مظاهرات واسعة النطاق في العاصمة البريطانية لندن، بالتزامن مع زيارة ترامب إلى المملكة المتحدة، احتجاجا على سياسات إدارته في مختلف القضايا، واتهم منظمو الحملة المسؤولين الأمريكيين بممارسة الضغوط على شرطة لندن كي تنشئ منطقة عازلة على طول طريق ترامب إلى مقر رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وإبعاد المحتجين 70 مترًا على الأقل عن داونينج ستريت، معتبرين ذلك انتهاكا لحقهم في التظاهر.

بينما وصف ترامب التقارير التي تحدثت عن وجود مظاهرات كبيرة احتجاجا على زيارته بأنها “أخبار كاذبة”، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع تيريزا ماي، قال ترامب إنه شاهد ” آلاف الناس المحتفين به” في شوارع لندن.

وأضاف: “وبعد ذلك سمعت أن هناك احتجاجات، وقلت أين هي الاحتجاجات؟ لا أرى احتجاجات، وعندما قدمت اليوم لم أر احتجاجًا، فهي صغيرة للغاية، ويؤسفني أن اضطر إلى القول إن الكثير من هذه التقارير هي من قبيل الأخبار الكاذبة”.

وسيحضر ترامب الأربعاء مراسم إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لإنزال النورماندي في بورتسموث بجنوب بريطانيا مع الملكة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،؟ بعد ذلك، سيزور مع زوجته إيرلندا في السادس من حزيران/يونيو ثم يتوجهان إلى النورماندي في فرنسا للمشاركة في الاحتفالات التي أعدتها فرنسا لهذه المناسبة.

ربما يعجبك أيضا