السودان.. ماذا بعد تعليق عضوية الاتحاد الأفريقي؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تزداد الأمور تعقيدًا في السودان، بعد أن وصلت المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير إلى حائط مسدود بعد أحداث ساحة الاعتصام وسط العاصمة الخرطوم التي وقعت الإثنين الماضي وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى فضلا عن إخلاء ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني من المعتصمين.

تعليق عضوية ووساطة إثيوبية

“تعليق عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي إلى حين إقامة سلطة انتقالية مدنية منتخبة” أحدث فصول الأزمة السودانية، بعد أن أعلنت المنظمة القارية تعليق عضوية السودان بمفعول فوري في كل أنشطة الاتحاد، في محاولة للضغط على الفرقاء السودانيين للخروج من الأزمة الحالية، وذلك خلال الاجتماع الطارئ لمجلس السلم والأمن الأفريقي، الخميس، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي في سفارة إثيوبيا بالخرطوم نقلا عن صحيفة “رويترز” إن رئيس الوزراء أبي أحمد سيزور العاصمة السودانية للوساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف المعارضة بشأن الانتقال نحو الديمقراطية.

وبحسب رويترز فإن “أبي” سيجتمع مع أعضاء المجلس العسكري الانتقالي وشخصيات من حركة إعلان قوى الحرية والتغيير المعارضة خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا.

انتقادات واسعة ودعوة للحوار

الأحداث الدامية التي شهدتها الخرطوم على مدار اليومين الماضيين والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء فض اعتصام المعارضة أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، قوبلت بانتقادات دولية واسعة رغم وعود المجلس العسكري الانتقالي بالسودان فتح تحقيق فيما جرى ومعاقبة المتسببين عن سقوط ضحايا.

حيث دعت الولايات المتحدة رعاياها بالسودان إلى توخي الحذر والاستعداد لمغادرة البلاد، مضيفة أن سفارتها مغلقة أمام الجمهور وأنه يجب على المواطنين الأمريكيين أن يضعوا خططا لمغادرة البلاد.

دعوة جاءت في أعقاب إعلان الأمم المتحدة أنها بصدد سحب بعض موظفيها مؤقتا من السودان.

بالتوازي مع القلق العميق لدى عدد من الدول جراء تدهور الوضع الميداني في السودان، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة مختلف القوى السودانية  لتحقيق آمال وتطلعات شعب السودان الشقيق.. وشددت على موقفها الثابت الداعم للسودان وشعبه وكل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره ويعود عليه بالخير، متمنية أن يتجاوز السودان سريعا الظروف التي يمر بها.

اتهامات متبادلة

عند مفترق طرق وقف السودان، ونحو مسار سياسي جديد يسير آلان، في ظل اتهامات متبادلة بين قوى المعارضة والمجلس العسكري، بالمتسبب عن توقف الحوار، وإعلان الأخير وقف التفاوض والدعوة إلى انتخابات عامة خلال 9 أشهر.

كما حمّل المجلس العسكري، قوى الحرية والتغيير مسؤولية إطالة أمد التفاوض بغية إقصاء قوى سياسية وعسكرية والانفراد بالحكم في البلاد، قبل أن يدعو لتشكيل حكومة تسيير مهام لتنفيذ استحقاقات الفترة الانتقالية التي تشمل محاسبة رموز النظام السابق.

ولم ينس المجلس العسكري أن يؤكد في بيان له أن القوات المسلحة انحازت لثورة الشعب لحمايتها وليس بغية الحكم، ورغبته في التأسيس لعهد جديد.
 

ربما يعجبك أيضا