حشود عسكرية “دولية” لردع الإرهاب الإيراني

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر التوترات في منطقة الخليج العربي، حيث تشهد المنطقة تحركات أمريكية وبريطانية وعربية، وسط تحذيرات من هيئة القوات المشتركة الأمريكية إلى إيران من سوء تقدير قدرات القوات الأمريكية.

وقد تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، منذ انسحاب الأخيرة، قبل أكثر من عام، من الاتفاق النووي المتعدد الأطراف، المبرم في 2015.

وأعادت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، وخفضت الأخيرة التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، الذي فرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات الغربية.

وتهدد الولايات المتحدة بالرد على أي استهداف إيراني للقوات أو المصالح الأمريكية في المنطقة أو مصالح العواصم الحليفة لها في الخليج.

واتهمت واشنطن وعواصم خليجية، طهران باستهداف سفن تجارية في مياه الخليج، ومحطتين لضخ النفط في السعودية.

إف15-إيه

ونقلت وسائل إعلام أمريكية، عن وزارة الدفاع الأمريكية أن سربا من مقاتلات “إف15-إيه” الأمريكية من قاعدة سايمور الجوية في ولاية نورث كارولاينا يتجه إلى الخليج.

وبحسب الوسائل فإن سربا مكون من مقاتلات أف15-إيه يعرف بـ “سترايك إيغل” توجه إلى الخليج انطلاقا من قاعدة سايمور الجوية.

نشر ألف جندي

أعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان أن بلاده قررت إرسال ألف عسكري إلى منطقة الشرق الأوسط، على خلفية التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الخليج.

وأوضح شاناهان، في بيان، أن القرار جاء تلبية لطلب قيادة القوات المركزية الأمريكية (سنتكوم)، وبعد التشاور مع البيت الأبيض ورئاسة الأركان.

وأشار إلى أن القوة المرسلة ستعمل على ردع التهديدات الجوية والبحرية والبرية في منطقة الشرق الأوسط، دون توضيح مكان نشرها تحديدا.

وتابع شاناهان في بيانه: “الاعتداءات الأخيرة لإيران، توثق المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها حول المواقف العدائية لإيران والمجموعات التي تدعمها ضد المصالح الأمريكية في المنطقة”.

وجدد تأكيده على عدم نية الولايات المتحدة خوض حرب ضد إيران.

وأردف قائلا: “الخطوة المتخذة اليوم تهدف لحماية مصالحنا وطواقمنا في منطقة الشرق الأوسط، ونتابع التطورات في تلك المنطقة عن كثب”.

مناورات أمريكية – سعودية

كما أعلنت الرياض، أن “طائرات القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الأمريكية من نوع (ف-15 سي) حلقت في تشكيل مشترك على منطقة الخليج العربي”.

الطائرات ساندتها أخرى تزودها بالوقود جواً، وقد وصفت وسائل إعلام سعودية ذلك التشكيل الجوي بمنطقة الخليج بأنه في إطار “مهمة”، قائلة: “تهدف المهمة إلى الاستمرار في تعزيز بناء العلاقات العسكرية والعمل المشترك بين الطرفين”.

وقد نشر الحساب الرسمي لوزارة الدفاع السعودية، على “تويتر” عدة صور ومقطع فيديو قال إنها للطائرات المشاركة في المهمة، مقدما المعلومات ذاتها التي أوردتها الوكالة السعودية.

إعادة الانتشار الأمريكي

وكانت السعودية ودول خليجية وافقت قبل أسابيع على طلب أمريكي بإعادة نشر قواتها بمياه الخليج لمواجهة إيران الشهر الماضي، الموافقة “جاءت بناء على اتفاقيات ثنائية بين الولايات المتحدة من جهة، ودول خليجية من جهة أخرى، حيث يهدف الاتفاق الخليجي – الأمريكي إلى ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها”.

وأعلن الجيش الأمريكي، الأحد، أنه أجرى مناورات بين حاملة الطائرات أبراهام لنكولن، وقاذفة من طراز “بي 52” في بحر العرب.

وقالت القوات الجوية الأمريكية، في بيان، إنّ التدريبات التي أجريت السبت، شهدت خروج طائرات من طراز “إف/أيه 18 سوبر هورنت”، و”إم إتش 60 سي هوك”، و”إي 2 دي غراولز”، من حاملة الطائرات أبراهام لنكولن.

وتأتي المناورات عقب إرسال واشنطن حاملة الطائرات أبراهام لنكولن، إلى منطقة الخليج العربي، في مايو/ أيار الماضي، على خلفية تصاعد التوترات مع إيران.

مشاة البحرية الملكية

فيما قالت صحيفة “التايمز”، إن بريطانيا تعتزم إرسال قوات من مشاة البحرية الملكية إلى الخليج لحماية سفنها الحربية والتجارية بالمنطقة، بعد الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر عسكرية (لم تسمها) إن 100 من مشاة البحرية من الوحدة “42 كوماندوز”، المتمركزة قرب مدينة بليموث الساحلية (جنوب غرب)، سيشكلون قوة تدخل سريع تحت مسمى “مجموعة المهام الخاصة 19″؛ حيث ستقوم السفن التابعة لها بدوريات في المنطقة من القاعدة البحرية البريطانية الجديدة في البحرين.

وأشارت إلى أن خطط نشر القوات تأتي في الوقت الذي يشارك فيه مسؤولون من الجيش والاستخبارات البريطانية في تحقيق دولي في أحداث الأسبوع الماضي، التي شملت استهداف ناقلات نفط بالقرب من مضيق هرمز، ألقت الولايات المتحدة وبريطانيا باللائمة فيها على “الحرس الثوري” الإيراني، فيما نفت طهران ذلك.

وأوضحت “التايمز” أن مسؤولي الجيش والأمن القومي في بريطانيا سيجتمعون، للاطلاع على ستجدات الأزمة، ومناقشة خطة إرسال قوات “المارينز”، خلال اجتماع طارئ للجنة الطوارئ الحكومية “كوبرا”.

وتوقعت أن مشاة البحرية الملكية سيتجهون إلى البحرين، في غضون أسابيع، وسيعملون من سفينة “كارديغان باي” المساعدة التابعة للأسطول الملكي، ويستخدمون الزوارق السريعة والمروحيات لحماية سفن البحرية الملكية الحربية والسفن التجارية البريطانية.

“حسم العقبان 2020”

من جهتها، أعلنت الكويت، عقد الاجتماع التخطيطي الأول للمناورة العسكرية “حسم العقبان 2020″، بحضور ممثلين لهيئة العمليات بمشاركة “دول مجلس التعاون لدول الخلیج، ومصر والأردن والولایات المتحدة الأمریكیة”، وفق مصدر رسمي.

وأوضحت وزارة الدفاع الكويتية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن الاجتماع يهدف للتحضير والإعداد للمرحلة التنفيذية للتمرين الذي سيجري في مارس/آذار 2020.

وأشارت أن الاجتماع يسعى لتعزیز التعاون والتنسیق العسكري المشترك وتطویره.

تهديدات الحرس الثوري

من جهته ، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إن الصواريخ الباليستية الإيرانية “فائقة الدقة” قادرة على استهداف سفن في البحر.

وأضاف اللواء حسين سلامي أن “تقنية الصواريخ الباليستية غيرت من موازين القوى في الشرق الأوسط” على حد زعمه.

وفي وقت سابق اليوم، صرح نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري، علي أكبر بورجمشيديان، بأن وجود حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج لا يشكل أي تهديد لطهران، وأن القوات الإيرانية في ذروة استعداداتها لأي مواجهة.

وشدد على أن بلاده ستواجه بقبضة من حديد أي هجوم على الحدود البرية، أو في المدن والقرى ذات الغالبية الكردية غربي أو شمال غربي البلاد.
كما أشار إلى أنهم سيتصدون لأي هجوم في إقليم سيستان بلوشيستان (جنوب شرقي البلاد)”.

وأكد بورجمشيديان على جاهزية واستعداد القوات المسلحة الإيرانية عند الحدود البحرية في مياه الخليج.

 

ربما يعجبك أيضا