لعبة “الكورة والسينما”.. من “شحاتة أبو كف” إلى “كابتن مصر”

أماني ربيع

أماني ربيع

لا صوت في مصر يعلو على كرة القدم الآن، فقد أصابت الحمى كل شيء بعد استضافة المحروسة لبطولة أمم أفريقيا لكرة القدم في نسختها الثانية والثلاثين، والتي تستمر حتى 19 يوليو بمشاركة 24 منتخبًا للمرة الأولى في تاريخ البطولة القارية.

وكما غزت اللعبة الشعبية الأشهر قلوب ملايين الجماهير، غزت أيضا عالم السينما سواء باجتذاب نجومها إلى الشاشة الفضية، أو بتقديم نجوم السينما أفلاما تدور حولها.

لكن السمة الغالبة في هذه الأعمال التي تناولت عالم كرة القدم هو الاستسهال ومجرد رغبة في إقحام لعبة شعبية شهيرة لاستقطاب الجمهور، دون تقديم قصة حقيقية أو حتى تمثيل وأداء يذكر، كان الاستثناء هو فيلم “العالمي” و”كابتن مصر” نسخة 2015، اللذين قدما قصة محبوكة لا تغازل شباك التذاكر بشكل مبتذل.

وفي التقرير التالي نستعرض أهم الأفلام التي قدمت أدوارا للاعبي الكرة في أفلامهم، وكذلك نجوم الكرة الذين مثلوا في السينما، بالإضافة إلى الأفلام التي كانت تدور حول عالم الساحرة المستديرة.

غريب في بيتي.. 1982

لعل أشهر الأدوار السينمائية المحفورة في الأذهان هو دور النجم نور الشريف في فيلم “غريب في بيتي” عام 1982، حيث جسد دور لاعب زملكاوي قادم من الريف وطامح في الشهرة هو “شحاتة أبوكف” صاحب نصف دستة الأجوال الشهيرة في الأهلي، والذي يتعرض للمشاكل منذ وطئت قدمه أرض القاهرة، وبعد مباراته التي جعلته نجما في يوم وليلة، يتعرض لـ”وعكة” بطلتها “هياتم”، الفيلم من بطولة سعاد حسني وإخراج سمير سيف.

كابتن مصر.. 1955

من يصدق أن محمد الكحلاوي قام عام 1955، بدور لاعب كرة في السينما، لكن هذا ما حدث بالفعل في فيلم “كابتن مصر” الذي قام فيه بدور شاب يهوى كرة القدم ويسعى لإثبات نفسه رغم رفض أهله، الفيلم بطولة زهرة العلا وإسماعيل ياسين، وإخراج بهاء الدين شرف.

وفي نفس الفيلم أدى نجم الكوميديا إسماعيل ياسين دور حارس مرمى باسم “بوشكاش”.

القلب له أحكام.. 1956

وفي عام 1956 قدم النجم أحمد رمزي دور لاعب الكرة الوسيم ذا الجمهور العريض، رغم كونه طالب طب أيضا يقع في حب فاتن حمامة زميلته في كلية الطب، لكن لم تكن الكرة محورية في الأحداث، الفيلم بطولة أحمد رمزي وفاتن حمامة وزينات صدقي، وإخراج حلمي حليم.

أونكل زيزو حبيبي.. 1977

واضطر الخال “زيزو” الذي يجسد دوره محمد صبحي، في “أونكل زيزو حبيبي” إلى ممارسة كرة القدم من أجل أن يكون مثلا أعلى لابن شقيقته المصاب بعقدة نفسية، ويحاول علاجه بأن يصبح بطلا رياضيا، وكانت الكرة ضمن أكثر من رياضة حاول النجاح فيها؛ منها الملاكمة، الفيلم من إنتاج عام 1977، بطولة محمد صبحي وبوسي وكوكا وإبراهيم سعفان، وإخراج نيازي مصطفى.

رجل فقد عقله.. 1980

وفي إطار كوميدي جاءت شخصية “كابتن زيكو” لاعب النادي الأهلى التي قدمها عادل إمام الذي يتعرض للمتاعب بسبب والده زير النساء، في فيلم “رجل فقد عقله”، والبطولة كانت عادل إمام وفريد شوقي وحارس المرمى إكرامي، والفيلم شهير بإفيه “أنا ركبي حديد والأهلي حديد.”، من سيناريو وحوار علي الزرقاني، وإخراج محمد عبد العزيز.

4-2-4.. 1981

يتناول هذا الفيلم عالم كرة القدم بشكل كوميدي ساخر، والقصة تدور حول “منصور” الذي يرث فريقًا لكرة القدم عن والده، ويحاول أن يديره بمعاونة صديقه “الحلواني”، وتبدأ رحلة تكوين فريق جديد من اللاعبين بمعاونة “جلال” المدير الفني للفريق، الفيلم من بطولة سمير غانم ويونس شلبي ووحيد سيف، تأليف فاروق صبري، إخراج أحمد فؤاد.

العالمي.. 2009

يعد الكابتن صالح سليم نجم النادي الأهلى من أبرز الوجوه الكروية التي عبرت الشاشة الفضية، حيث قدم أدوارا في أفلام قوية مع نجمات عصرهن مثل فاتن حمامة ونجاة ونادية لطفي.

كان أول ظهور له في فيلم “السبع بنات” إنتاج عام 1961، وجسد فيه دور “نبيل” لاعب “الشيش” وصديق الابنة الكبرى أحلام، التي جسدتها نادية لطفي.

تعرض النجم لهجوم كبير بعد هذه المشاركة السينمائية الصغيرة من جهتين أولهما نقاد السينما الذين اعتبروه دخيلا على هذا الفن، ومن ناحية أخرى النقاد الرياضيون الذين خافوا أن تسرق أضواء السينما الرياضي الموهوب، وحده المخرج عز الدين ذو الفقار الذي كان أحد أعضاء الجمعية العمومية للنادي الأهلي، رأى في صالح مشروع نجم سينمائي إذا تعلم بعض فنون الإلقاء.

وبعد اعتذار عمر الشريف عن قبول دور الشاعر أحمد عاصم في فيلم “الشموع السوداء” سنة 1962، عرض المخرج عز الدين ذو الفقار الدور على صالح سليم، وقبل به لكنه خضع لورشة تدريب وتعليم لمدة 4 أشهر.

أما تجربة صالح سليم الثالثة والأخيرة مع السينما، فكانت فيلم “الباب المفتوح” عن رواية الدكتورة لطيفة الزيات، وإخراج هنري بركات، أدى فيها شخصية الفدائي الذي يغرس بذور التمرد والثورة على الواقع المرير في نفس البطلة الخاضعة للقيود، والذي يعتقل ثم يذهب إلى الإسماعيلية للمشاركة في قتال الإنجليز ومكافحة الاحتلال.

ورغم شعبية الفيلم الكبيرة في أيامنا هذه، إلا أن الفيلم وقتها لم يحقق النجاح المتوقع، وكتب الناقد الفني لويس جريس آنذاك في أكتوبر 1963، إن نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، ووصفه بالمسكين الذي جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور.

عادل هيكل

ورغم ظهوره في تجربة سينمائية وحيدة إلا أن عادل هيكل، نجح في أن يطبع هذا الدور الوحيد في ذاكرة المشاهدين، ورغم أن أداءه التمثيلي كان ضعيفا إلا أن نجاح توليفة الفيلم الكوميدية بمشاركة كبار النجوم يوسف وهبي وعمر الشريف وعبدالمنعم إبراهيم صنعت من مشاهده القليلة أثرا جميلا ودائما.

إكرامي

لم يكتف إكرامي أحمد الشحات أو “وحش أفريقيا” بنجوميته الكروية، فقدم أربعة أفلام سينمائية اتسمت بالطابع الكوميدي، “رجل فقد عقله” عام 1980، و”يارب ولد” 1984، و”مرسي فوق ومرسي تحت” عام 1981، و”إحنا بتوع الإسعاف” 1984.

جمال عبدالحميد

أما النجم جمال عبد الحميد الذي لعب لقطبي الكرة في مصر “الأهلى” و”الزمالك”، فخاض بعد اعتزاله عام 1993 تجربتين واحدة مسرحية، هي “دقي يا مزيكا” مع سامي مغاوري ووفاء مكي والتي حققت نجاحا كبيرا وقتها، وفيلم “الصاغة” مع فيفي عبده وكمال الشناوي، لكنه فضل بعد ذلك ترك السينما ورفض أعمالا مثل “فى بيتنا إرهابي” و”التحويلة”.

أحمد صلاح حسني

في عام 2015، قدم فيلم “كابتن مصر” قصة  لاعب كرة القدم “كمال نجيب” الشهير بـ “الكونجو” حلمه بأن يصبح لاعب كرة شهير، لكنه يقع في مشكلة بسبب حادث سير أصاب فيه أمين شرطة، ويدخل السجن، وجعله عشقه للكرة يكون فريقا من السجن لينافس به في مسابقة مع منتخبات السجون الأجنبية، الفيلم بطولة محمد إمام ومحمد سلام وبيومي فؤاد، تأليف عمر طاهر وإخراج معتز التوني.

وإلى جانب النجوم الذين جسدوا أدوارا للاعبي كرة قدم، هناك لاعبين حقيقيين قاموا بالظهور بشخصيتهم الحقيقية أو بتأدية أدوار في أفلام سينمائية سواء في فترة نجوميتهم أو بعد الاعتزال، من صالح سليم، إلى أحمد صلاح حسني.

صالح سليم

لعب أحمد صلاح حسني ضمن صفوف النادي الأهلي، ثم احترف في نادي “شتوتجارت” الألماني حتى عام 2001، واختير ضمن أفضل 100 موهبة كروية شابة تلك السنة، كما حصل مع النادي على بطولة كأس “الإنتر توتو”، ثم عاد إلى الأهلي، وسافر للاحتراف  مجددا في تركيا، واستمر في السفر والعودة واللعب في الأندية المصرية إلى أن قرر الاعتزال عام 2008، وهو في السادسة والعشرين.

وفي العام 2011 ظهر اسمه على أغنية “معاك برتاح” للنجم عمرو دياب، وأعلن نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، أنه بدأ التلحين منذ فترة طويلة تزيد على 20 عامًا، أثناء ممارسته كرة القدم، وقدم مع محمد حماقي “عايزة إيه”، وقدم ألحانا أخرى لحسام حبيب، وشيرين وأصالة.

وجاءت بداية مشواره في التمثيل من خلال دور صغير في مسلسل “شربات لوز” مع يسرا عام 2012، ثم بدأ بعدها يأخذ أدوارا أكبر، وتعاون مع أمير كرارة في أكثر من عمل مثل “حواري بوخارست” و”كلبش” وحقق نجومية واسعة بعد مشاركته الأخيرة في مسلسل “حكايتي” موسم رمضان 2019، ويعرض له حاليا في السينما فيلم “الممر”.

ويعتبر فيلم “العالمي” إنتاج عام 2009، فيلما استثنائيا، لأنه لم يكن مجرد عمل يستغل نجومية لا عب كرة قدم حقيقي واستغلالها في لعبة الإيرادات، فالبطل فنان عادي لم يكن مشهورا أو نجما وقتها، هو يوسف الشريف، وهو ما منح قصة الفيلم مصداقية وقدم كرة القدم باعتبارها حلما عبر قصة تحكي عن أحلام البطل وآماله، والأزمات التي تعرض لها، كل هذا في إطار واقعي، وشارك في الفيلم كضيوف شرف مجموعة من نجوم كرة القدم، الفيلم بطولة يوسف الشريف، صلاح عبد الله، محمد لطفي، تأليف ياسين كامل، إخراج أحمد مدحت.

كابتن مصر.. 2005

ربما يعجبك أيضا