ردًا على اعتبارها أهداف معادية.. تركيا تتوعد تهديد مصالحها في ليبيا

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

ألقى قرار الجيش الليبي باستهداف الوجود العسكري التركي في البلاد، الضوء على الدور الذي تلعبه أنقرة في تعقيد الأزمة الليبية عبر التدخل العسكري لحماية ميليشيات متطرفة تتبع تنظيم الإخوان في طرابلس، في تجاوز للخطوط الحمراء التي وضعها مجلس الأمن فيما يتعلق بتوريد السلاح لهذا البلد.

أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الأحد أن أنقرة ستردّ على أي هجوم تنفّذه قوات الجيش الوطني الليبي ضد مصالحها، بعد أن أمر هذا الأخير قواته باستهداف سفن ومصالح تركية في ليبيا، وقال آكار “سيكون هناك ثمن باهظ جداً لأي موقف عدائي أو هجوم، سنردّ بالطريقة الأكثر فعالية والأقوى”.

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، قد أعلن أن طائرات تركية مسيرة أقلعت من قاعدة معيتيقة، قصفت منطقة وادي الربيع وعين زارة، وأشار إلى أن الجيش تمكن من صدها وكبّد الميليشيات خسائر كبيرة.

المسماري أكد أيضاً أن الجيش استهدف العديد من الأهداف داخل مدينة غريان وعلى أطراف المدينة، إضافة إلى ضرب تمركزات إرهابية في أطراف العاصمة طرابلس.

يأتي ذلك فيما اتهم البرلمان الليبي، قوات حكومة الوفاق بتصفية أسرى وجرحى الجيش الوطني بمعركة غريان، كما اتهم البرلمان تركيا في بيان بإعلانها الحرب على ليبيا، ووصف تدخلها بالشأن الليبي بالسافر.

الأهداف التركية في مرمى الجيش الليبي

المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي، من جهته، عبر عن إدانته واستهجانه للتهديدات باستهداف السفن والطائرات التركية في البلاد، وأضاف المجلس الرئاسي أنه يرفض هذه التهديدات ويحمّل المسؤولية كاملة لقيادة الجيش عن أي ضرر يلحق برعايا أي دولة أو يمس مصالحها على الأرض الليبية.

وتأتي تهديدات الجيش الليبي لتركيا غداة اتهامه لأنقرة بالوقوف وراء الجماعات المسلحة في ليبيا ودعم حكومة الوفاق بالأسلحة والعتاد.

وكان قائد الجيش الليبي خليفة حفتر توعد قوات حكومة الوفاق بردّ قاس وسريع، وذلك على خلفية تصفية أسرى الجيش من الجرحى داخل مستشفى غريان.

حفتر قال في بيان، إن الرد سيكون قاسيا من القوات المسلحة من هذه الليلة ضد العمل الجبان والخدعة المبيتة ضد من قام بتصفية وهدم بيوت الشرفاء في مدينة غريان، مضيفاً أن هذا العمل لن يمر بدون عقاب وملاحقة قانونية، مع الحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم.

رد أردوغان

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقب ختام قمة العشرين في اليابان إنه لا يزال “غير متأكد من الجهة التي أصدرت تلك التعليمات”، مضيفا “في حال كانت التعليمات صادرة عن اللواء حفتر فإننا سنتخذ التدابير اللازمة”. وأكد الرئيس التركي على أن بلاده “ستتخذ التدابير اللازمة” حال صدرت أي خطوات عدائية في ليبيا ضدها من قوات حفتر.

خرق قرار مجلس الأمن

وتعد شحنات السلاح التركية خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي 1970 الذي يحظر توريد السلاح إلى هذا البلد، بحسب أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة أيمن سلامة.

وطلب قرار مجلس الأمن من جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة “منع بيع أو توريد الأسلحة وما يتصل بها من عتاد إلى ليبيا، ويشمل ذلك الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات العسكرية والمعدات شبه العسكرية وقطع الغيار”، وجرى تمديد القرار أكثر من مرة.

إن ركيا تستفيد من تراخي المجتمع الدولي في تنفيذ القرارات الدولية الرامية إلى نزع فتيل الحرب المستعرة منذ 8 أعوام في ليبيا”، أن تركيا استغلت تعليق الدول الأوروبية للعملية البحرية “صوفيا” والتي كانت قد حصلت على تخويل من مجلس الأمن لإجراء عمليات ضبط السفن التي تخرق حظر السلاح في ليبيا وأيضا تلك التي تعمل على الاتجار في البشر.

إعلان حرب

واعتبر المحلل السياسي رضوان الفيتوري أن تركيا “أعلنت الحرب على الجيش الليبي ولا يمكن أن نصف ما تفعله بالتدخل أو التورط في ليبيا”.

وقال الفيتوري لسكاي نيوز عربية إن نظام أردوغان أراد الهروب من مشاكله الداخلية كالاقتصاد المنهار والفشل الانتخابي في إسطنبول وأنقرة، محاولا استعادة بريقه المفقود في إنشاء العثمانية الجديدة في ليبيا”.

ورأى الفيتوري أن قرار الجيش باستهداف الوجود العسكري التركي في البلاد هو قرار شرعي ضد دولة معتدية فاض الكيل من تدخلها لصالح مجموعة من الميليشيات الإرهابية.

مورد السلاح الأول للميليشيات

وجرى الكشف في أكثر من مناسبة عن شحنات سلاح تركية إلى ميليشيات طرابلس، كان أبرزها شحنة السلاح على متن السفين التركية أمازون التي نقلت آليات عسكرية وأسلحة إلى ميناء طرابلس، قادمة من ميناء سامسون التركي في منتصف مايو الماضي، إضافة إلى إسقاط الجيش الليبي العديد من الطائرات التركية المسيرة من طراز بيرقدار.

وفي سبتمبر 2015 ضبطت السلطات اليونانية سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت تتجه إلى ليبيا، حين داهم زورق تابع لخفر السواحل السفينة التي أبحرت من ميناء الإسكندرونة التركي – إلى ميناء هيراكليون على جزيرة كريت اليونانية.

وفي يناير 2018 ضبط خفر السواحل اليونانية أيضا سفينة تركية محملة بالمتفجرات كانت متجهة إلى ليبيا. وأشارت بيانات تأمين السفينة إلى أنه جرى تحميل ما عليها من مواد في ميناءي مرسين والإسنكدرونة التركيين، وأن الربان تلقى أوامر من مالك السفينة بالإبحار إلى مدينة مصراتة الليبية، لتفريغ الحمولة بأكملها.

وفي شهر ديسمبر 2018 وصلت سفينة تركية إلى ميناء الخمس، محملة بالأسلحة والذخائر، وقالت خدمات الجمارك بمطار بنينا في بنغازي على حسابها الرسمي على فيسبوك، إن الشحنة التي أرسلت من تركيا شملت 3 آلاف مسدس تركي الصنع، إضافة إلى مسدسات أخرى وبنادق صيد وذخائر.

ربما يعجبك أيضا