بعد 10 سنوات على ‘الفتنة الكروية’.. المصريون يشجعون الجزائر في نهائي الكان (خاص صور وفيديو)

سهام عيد

كتابة وتصوير: سهام عيد

بينما كانت الجزائر تلعب أمام نيجيريا في دور قبل النهائي لكأس الأمم الأفريقية 2019، الأحد، كان الجمهور المصري يزين المدرجات ويتابع بشغف أحداث المباراة، بل ويتفاعل بكل قوة وحماس مع المباراة ويشجع المنتخب الجزائري ويتمنى له الفوز، وكأن منتخب مصر هو من يلعب.

وسرعان ما تعالت الصيحات وعمّ الشعور بالسعادة بين الجمهور المصري فور نهاية المباراة وإعلان فوز المنتخب الجزائري وتأهله لنهائي البطولة.

لكن قبل عشرة أعوام من الآن، وبالتحديد خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، شهدت العلاقات بين الجزائر ومصر توترًا كبيرًا، بعدما تعرضت حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة لاعتداء من الجمهور، وما حدث في أعقاب المباراة الفاصلة التي أقيمت في أم درمان بالسودان، والتي فاز فيها المنتخب الجزائري بهدف دون رد وتأهل إلى نهائيات كأس العالم على حساب الفراعنة.

وقت ذاك، حدثت اضطرابات قبل وبعد مباراتي منتخبي مصر والجزائر في نوفمبر 2009|، مما أدى إلى توتر دبلوماسي بين مصر والجزائر والسودان ضمن مباريات المجموعة الثالثة من الدور الثالث من تصفيات أفريقيا للتأهل إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010.

وكانت المباراة الأخيرة في المجموعة التي أقيمت على استاد القاهرة الدولي في 14 نوفمبر قد انتهت بفوز منتخب مصر 2-0 مما استلزم إقامة مباراة فاصلة بينهما في بلد محايد وقد تم اختيار أم درمان بالسودان وتحدد تاريخ 18 نوفمبر، حيث فاز منتخب الجزائر 1-0 وتأهل إلى بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا.

يقول محمد رضا -أحد المشجعين المصريين في مباراة الجزائر- إنه يشجع الجزائر باعتبارها الفرقة البديلة عن مصر، مضيفًا: “إحنا أساسًا حاجزين من بدري من قبل ما نعرف مين اللي هيلعب الماتش ده، لكن خلاص مصر ملهاش نصيب، فقولنا نشجع الجزائر”.

يضيف رضا: “وجود الجمهور المصري النهاردة وهو بيشجع الجزائر هيمحي من التاريخ موضوع الفتنة اللي كانت بينا وبين الجزائر في 2009، وأنا أتمنالهم الفوز لأن هما الأحسن وهما الأقوى ويستاهلوا”.

من جانبه، يقول أحمد عبدالناصر -مصري في مدرجات الجزائر- إنه يشجع منتخب الجزائر لأنه منتخب عربي، ويقدم “كورة محترمة”.

وفيما يخص أحداث 2009، يؤكد عبدالناصر أنها لن تؤثر عليه ولا على أصدقائه الجزائريين، مضيفًا: “أنا لسه مقابل ناس جزائريين في المترو ومتصور معاهم، والموضوع عادي خالص يعني، وهما إخواتنا وعارفين إننا جايين نشجعهم يعني، وهما في بلدهم التاني أكيد، وبتمنى لهم الفوز”.

في غضون ذلك، يعبر أحمد حسن -مشجع مصري لمنتخب الجزائر- عن سعادته بروح منتخب الجزائر وما يقدمه في الملعب، مشيرًا إلى أنه يشجعه لأنه منتخب عربي.

وعن أحداث 2009، يضيف حسن: “الاضطرابات اللي حصلت في 2009 مكنش المفروض يحصل بين منتخبين عربيين، واللي حصل كان سوء تفاهم أو ظروف، وصفحة وانتهت لينا”.

ولفت حسن إلى أنه يحب النجم الجزائري رياض محرز ويتابع مبارياته، وأن الجزائريين يحبون أيضًا الفرعون المصري محمد صلاح ويشجعوهن، مضيفًا: “إحنا كعرب دلوقتي إيد واحدة”.

 من جانبه، يقول كارلوس بطرس -مصري يشجع منتخب الجزائر- إنه بشجع الجزائر لأنه يحب اللاعب رياض محرز، ولأن المنتخب الجزائري يقدم بطولة رائعة ويستحق اللقب.

ويشير بطرس إلى أنه ليس من جيل أحداث 2009، إلا أنه سمع عنها، وأن الحوار اتنسى من زمان، قائلًا: “إحنا دلوقتي بنتعامل عادي والحوار اتنسى من زمان يعني، وبتمنى لهم يفوزوا بالبطولة”.

كما يؤكد أحمد الذهبي -مصري يشجع منتخب الجزائر- إن منتخب الجزائر الأقرب للفوز باللقب وأنه يشجعه بقوة.

من جانبها، تقول تقى -مصرية تشجع منتخب الجزائر- “إن الجزائر عاملة بطولة حلوة جدًا بغض النظر عن الذكريات التاريخية اللي مش لطيفة بينا وكلنا عارفينها، لكن حقيقي حبيت آجي وأشوف الروح بتاعتهم لايف مع ناس زي رياض محرز والناس دي”.

وتضيف: “ولو هنتكلم بطريقة بروفيشنال هما تعبوا طول البطولة ويستحقوا يكسبوها”.

بدوره، يقول محمد عيد -مصري في مدرجات الجزائر- “إنه بشجع الجزائر لأنها أحسن فريق بيلعب في البطولة لحد دلوقتي، وأحداث 2009 أثرت علينا في وقتها طبعا، بس متهيألي كانت لمصلحة ناس تانية إن يبقى في مشاحنات بينا وبينهم، لكن إحنا خلاص تقريبًا نسينا الموضوع وإحنا جايين نشجعهم النهاردة”.

من جانبه،  يؤكد محمد شلامي -مصري يشجع منتخب الجزائر- أن أقوى فريق في البطولة حتى الآن هو فريق الجزائر، مشيدًا بروح الفريق من البداية، قائلًا: “عاملين بطولة كويسة جدًا، من البداية والجزائر بتلعب بروح، وده ظهر جدًا في الماتش اللي فات، لما شوفنا بكاء اللاعيبة في الملعب، وكان في تأثر كبير جدًا، هما منتخب متكامل مدرب كويس جدًا، اللاعيبة كويسين جدًا والبدلاء كمان”.

وفيما يخص أحداث 2009، يقول شلامي: “أنا شايف إن اللي حصل ده كان مجرد شغب عادي، وأي ماتش وارد يحصل فيه شغب من أي جمهور، وأحيانا بيحصل مشاحنات وشغب بين مباريات محلية هنا في مصر، لكن التهويل اللي حصل في 2009 كان مجرد مسلسل كوميدي عشان يداروا عن الحدث الأهم وهو الخروج من البطولة”.

ويؤكد شلامي، أن أحداث 2009 لم تؤثر على علاقته بالجزائر، قائلًا: “أنا بالنسبة لي الجزائر لا بحبهم ولا بكرهم كمنتخب كورة، بس هم السنة دي منتخب محترم وعاملين بطولة محترمة، وهما فعلا يستاهلوا الواحد يشجعهم”.

 

ربما يعجبك أيضا