الجامعات المصرية تحاول التطور.. “القاهرة” تنفذ 37 مشروعا قوميا بـ”التعليم العالي”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تحاول وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، اللحاق بركب الثورة التعليمية والتكنولوجية والصناعية التي يشهدها العالم، بعد عقود من التخبط أدت إلى انخفاض ترتيب الجامعات المصرية دوليا، حيث بدأت تنفيذ عدة خطوات لمساعدة الجامعات على تصنيفها الدولي، فضلا عن إنشاء جامعات أهلية ودولية جديدة من الجيل الرابع وبما يتماشى مع تخصصات الثورة الصناعية الرابعة التي تمزج بين التكنولوجيات المتعددة.

“التصنيف الدولي”

وزير التعليم العالي في مصر خالد عبدالغفار، كشف أن الجامعات المصرية نجحت خلال العام الجاري في تحقيق تقدم ملموس في في إطار السياسة العامة للدولة بإدراج الجامعات المصرية في التصنيف الدولي للجامعات، بالتعاون مع بنك المعرفة المصري، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ خطوات لمساعدة الجامعات على تحسين تصنيفها الدولي.

ولفت الوزير -في كلمته خلال الاحتفال بيوم العلم، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقاعة المنارة للمؤتمرات الدولية، اليوم- إلى أن المؤشرات الأخيرة التي أعلنت منذ أقل من يومين، أظهرت تحقيق الجامعات المصرية نتائج جيدةـ في تصنيف شنغهاي لسنة 2019 لاختيار أفضل ألف جامعة من بين 30 ألف جامعة، إذ إنه تم اختيار 5 جامعات مصرية لتكون ضمن أعلى 3% ضمن قائمة جامعات العالم، علاوة على احتلال جامعات مصر 60 مركزا متقدما في التخصصات العلمية.

وأوضح الوزير أنه ارتفع عدد الجامعات المصرية ضمن أفضل 1200 جامعة في تصنيف (تايمز هاير إديوكيشن) من 8 جامعات عام 2017 إلى 19 جامعة عام 2019، منوها بأنه أدرجت 16 جامعة في التصنيف نفسه لتأثيرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، علاوة على ارتفاع ترتيب مصر في النشر الدولي، طبقا لتصنيف سيما جو من المركز 38 عالميا عام 2017 إلى المركز 35 عام 2018.

ونجحت جامعة القاهرة لأول مرة في تاريخ الجامعات المصرية في القفز مائة مركز والتواجد بين أفضل من 301 إلى 400 جامعة على مستوى العالم فى التصنيف الصيني العام” شنغهاي” لعام 2019، بمعدل تطور في عام واحد بلغ نسبة 20% عن الأعوام السابقة والتي تواجدت فيها الجامعة ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم.

وجاءت أول جامعة مصرية بعد جامعة القاهرة في التصنيف، بـ400 مركز، وهما جامعتا عين شمس والإسكندرية في الترتيب من 701 إلى 800 جامعة، ثم جامعة المنصورة من 801 إلى 900 جامعة، ثم جامعة الزقازيق من 900 إلى 1000 جامعة.

“تطوير الجامعات”

وذكر الوزير أن الوزارة تعمل حاليا في أكثر من 37 مشروعا قوميا في التعليم العالي والبحث العلمي بأهداف استراتيجية مصر 2030، من خلال تعظيم فرص توفر خدمات منظومة التعليم العالي والبحث العلمي لأكبر عدد ممكن من الدارسين مع الوصول بجودة مكونات المنظومة إلى مستوى يضاهي نظيره في دول العالم المتقدم، بما يحقق تنافسية أعلى لمخرجات المنظومة سواء مستوى الخريجين والباحثين أو الأفكار والتطبيقات والمشروعات البحثية التي تخدم احتياجات سوق العمل والتنمية الوطنية.

وأوضح أنه من خلال تحقيق محور الإتاحة جرى إضافة 3 جامعات جديدة، وهي: الوادي الجديد، ومطروح، والأقصر، وفي الطريق جامعة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، بالإضافة إلى زيادة عدد كليات الجامعات الحكومية بتخصصات تتناسب مع احتياجات سوق العمل والتوسع في إنشاء برامج كالساعات المعتمدة الجديدة والتي تساهم عائداتها في تعظيم موارد الجامعات وللإنفاق على عمليات التطوير والتحديث.

“الجامعات التكنولوجية”

وأوضح أنه قد صدر قانون إنشاء وتنظيم الجامعات التكنولوجية وفقا لمسار جديد يضاف لمنظومة التعليم العالي في مصر، وفي ظل توجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بالتعليم الفني والتكنولوجي، وهو ما تمكنا معه من إنشاء 3 جامعات تكنولوجية جديدة تبدأ الدراسة بها هذا العام من إجمالي المستهدف 8 جامعات بمختلف أنحاء الجمهورية.

وأضاف أنه جرى إنشاء عدد من فروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة من أصل 7 جامعات دولية، في إطار خطة الوزارة لتحقيق التنافسية الدولية لمؤسسات التعليم العالي المصرية، وأنه من المتوقع بدء الدراسة بها في العام الدراسي القادم؛ لإتاحة تعليم عالمي على أرض مصر، وتحقيق مزيد من التنوع والتنافسية بين الجامعات، فضلًا عن توفير نفقات الابتعاث وجذب الوافدين من خارج مصر.

وأوضح أن الوزارة بالتعاون مع وزارة الاتصالات تدرس إنشاء الجامعة المصرية لتكنولوجيا المعلومات بالعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن تلك الجامعات، متخصصة في تكنولوجيا البيانات والمعلومات والتكنولوجيات البازغة، فضلا عن إنشاء 7 مجتمعات تكنولوجية بعدد من الجامعات بالمحافظات المختلفة لتكون مراكز لنقل وتوطين التكنولوجيا بالجامعات والمحافظات، مؤكدا أنه يجري العمل على رفع كفاءة البنية التحتية المعلوماتية بالجامعات، وتهيئة الجامعات لتصبح ذكية مؤهلة للاندماج في منظومة التحول الرقمي، بدءا من العام 2020.

“وظائف المستقبل”

وأكد الوزير أن الوزارة أعدت مؤخرًا دراسة عن احتياجات سوق العمل من خلال الاستراتيجية القومية والدولية لوظائف المستقبل التي تأخذ في الاعتبار تعظيم الاستفادة من ثروة مصر من شبابها المميز، لافتا إلى أن الدولة المصرية أولت اهتماما كبيرا بإنشاء جامعات أهلية ودولية جديدة، حيث قامت الوزارة وبالشراكة مع القوات المسلحة ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية بإنشاء عدد من الجامعات الأهلية المميزة، باستثمارات بلغت نحو 48.5 مليار جنيه.

وأشار عبدالغفار إلى أن هذه الجامعات تعتبر من الجامعات الذكية ذات الشراكة مع جامعات دولية، من الجيل الرابع وهي نموذج للجامعات المنتجة والتي تعمل وفقا لأحدث النظم العالمية وبما يتماشى مع تخصصات الثورة الصناعية الرابعة التي تمزج بين التكنولوجيات المتعددة.

ربما يعجبك أيضا