إقصاء القروي.. مخطط “إخوان تونس” الخفي لدعم مرشح النهضة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

قبل نحو ثلاثة أسابيع على السباق الرئاسي في تونس، يعود الجدل والتوتر إلى الساحة التونسية، عقب اعتقال المرشح الرئاسي عن حزب “قلب تونس” نبيل القروي، بتهمة تبييض الأموال.

والجمعة الماضية أوقفت وزارة الداخلية التونسية نبيل القروي بناء على قرار صادر عن إحدى دوائر محكمة الاستئناف، وأودعته السجن المدني بالمرناقية بضواحي العاصمة تونس.

من هو نبيــــــل القروي؟

يعد نبيل القروي من أبرز الأسماء المعارضة لتحالف يوسف الشاهد والإخوان، هو من مواليد 1963 بمحافظة بنزرت شمالي البلاد، وهو صاحب قناة نسمة التلفزيونية منذ عام 2009.

ويعتبر القروي من أبرز المرشحين للرئاسة والأكثر صعودا في استطلاعات الرأي خلال الأشهر الماضية على حساب رئيس الحكومة يوسف الشاهد، حسب نتائج شركة “سيغما كونساي”.

يُذكر أن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قال: إن المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي الذي أُوقف سيظل مدرجاً في قائمة المرشحين طالما لم يصدر حكم يحرمه حق الترشح.

تحالف الشـاهد والإخوان

سميرة الشواشي -المتحدثة باسم حزب “قلب تونس”- اتهمت رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحركة النهضة الإخوانية باستعمال أجهزة الدولة لإقصاء نبيل القروي، من خوض سباق انتخابات الرئاسة. 

وقالت الشواشي، في تصريحات صحفية، إن إيداع رئيس الحزب نبيل القروي السجن كان وراءه قرار سياسي مدعوم من تحالف يوسف الشاهد والإخوان.

وأشارت إلى أن عملية الإيقاف لم تحترم الشروط القانونية، مبينة أن الشاهد يستعمل أجهزة الدولة التونسية من أجل إبعاد منافس قوي وجدي في الانتخابات الرئاسية.

وذكرت، أن القروي يتصدر نتائج استطلاعات الرأي من خلال أطروحاته البديلة لتحالف الشاهد والإخوان، موضحة أن الحزب سيقوم بالتحركات القانونية اللازمة لفضح ممارسات السلطات التونسية ضد القروي.

وأكدت، أن نبيل القروي متمسك بترشحه للانتخابات الرئاسية رغم التعسف الذي مارسته حكومة يوسف الشاهد ضده.

عصابة لترويع التونسيين

بدوره اتهم المسؤول في المكتب السياسي لحزب “قلب تونس” عياض اللومي، رئيس الوزراء يوسف الشاهد بالسعي إلى “إقصاء” نبيل لقروي وإزاحته، معتبرا أن هناك “عصابة داخل الدولة تريد ترويع التونسيين، والانقضاض على الحكم”.

وندد اللومي بما اعتبره عملية “قمع للحريات”، مؤكدا أن حزب “قلب تونس” سيواصل حملته الانتخابية، وأن القروي سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في 15 سبتمبر المقبل من الدور الأول.

مؤامرة إخوانية خبيثـــــة

عملية إيداع نبيل القروي السجن هي مؤامرة من قبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحلفائه في الحركة الإخوانية، بحسب تصريحات هيكل المكي محامي المرشح الرئاسي.

وأشار إلى أن عملية الإيداع ليس لها علاقة بالأسباب القضائية، وإنما لأسباب سياسية بحتة متعلقة بصعود أسهمه في عمليات استطلاعات الرأي.

وكان الشاهد قد فوض الخميس صلاحياته إلى وزير الوظيفة العمومية كمال مرجان قبل قرابة 20 يوما من تاريخ الانتخابات المقررة في 15 سبتمبر المقبل.

انتهازية حركة النهضـــة

واغتنمت حركة النهضة حركة التصعيد الحاصل بين حزبي “قلب تونس” و”تحيا تونس” إثر إيقاف المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي بتهمة “تبييض الأموال”.

واعتبرت النهضة هذا التصعيد بعد إيقاف المرشح لانتخابات الرئاسة ورئيس حزب “قلب تونس” فرصة سياسية بالنسبة لها؛ كون الاتهامات المتبادلة بين حزبين حداثيين تخدم أجندة النهضة ومرشحها للرئاسة عبدالفتاح مورو.

ومارس رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي دور “المرشد” الناصح بعد التصعيد الحاصل بين حزبي يوسف الشاهد ونبيل القروي، في محاولة لاستقطاب الناخب التونسي.

وقال الغنوشي: “لا يسرنا هذا الاعتقال ولا يسرنا تعطيل أي حزب أو أي مسؤول حزبي ونتمسك باستقلالية القضاء”، معلنا أنه بانتظار القضاء ليقول كلمته في قضية توقيف القروي وإعطاء تفسير لهذا الاعتقال.

مراقبون تونسيون وصفوا الاتهامات المتبادلة بين حزبين حداثيين بأنها ستستهلكهما معا قبل الانتخابات الرئاسية، لتصب تلك الخلافات بينهما في سلة حركة النهضة.

وطالبوا الحزبين بالتوقف عن تبادل الاتهامات من أجل مصلحتهما الانتخابية لكون “تحيا تونس” و”قلب تونس” يمثلان مشروعا مدنيا لا يلتقي مع مشروع النهضة في الإسلام السياسي.

واعتبروا أن النهضة لن تفرط في هذه الفرصة لانتهازها، مشيرين إلى أن تصريحات الغنوشي بدت ناصحة من الوهلة الأولى، إلا أنها تهدف في النهاية إلى زيادة التصعيد بين حزبين منافسين لها.

ربما يعجبك أيضا