البطالة في الأردن .. جراحة حكومية عاجزة عن وقف النزيف

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – عاودت أرقام ونسب البطالة في الأردن، الصعود مجددًا، رغم ما تبذله الحكومة الأردنية برئاسة رئيس الوزراء عمر الرزاز، من جهود لحل المشكلة التي عجزت عن حلها معظم الحكومات الأردنية السابقة.

واليوم الأحد، أصدرت دائرة الإحصاءات العامة تقريرها الربعي حول معدل البطالة في المملكة للربع الثاني من عام 2019، وورد فيه أن معدل البطالة خلال الربع الثاني من عام 2019 بلغ (19.2%) بارتفاع مقداره 0.5 نقطة مئوية، وذلك عن الربع الثاني من عام 2018. 

وقد بلغ معدل البطالة (17.1%) للذكور خلال الربع الثاني من عام 2019 مقابل (27.2%) للإناث، ويتضح أنّ معدل البطالة قد ارتفع للذكور بمقدار0.5 نقطة مئوية وارتفع للإناث بمقدار0.4 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من عام 2018.

وفيما يتعلق بالمتعطلين عن العمل، بينت النتائج أن معدل البطالة كان مرتفعاً بين حملة الشهادات الجامعية (الأفراد المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى مقسوماً على قوة العمل لنفس المؤهل العلمي)، حيث بلغ 25.9% مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى.

وأشارت النتائج الإحصاء -التي اطلعت “رؤية” على نسخة منها- إلى أن 56.1% من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، وأن 43.9% من إجمالي المتعطلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي.

كما تباينت نسبة المتعطلين حسب المستوى التعليمي والجنس، حيث بلغت نسبة المتعطلين الذكور من حملة البكالوريوس فأعلى 30.1% مقابل 84.7% للإناث.

وسُجل أعلى معدل للبطالة في الفئتين العمريتين 15-19 سنة 20-24 سنة، حيث بلغ المعدل 46.2% و39.9% لكل منهما على التوالي. 

مادبا الأعلى والكرك الأدنى.

أما على مستوى المحافظات فقد سُجل أعلى معدل للبطالة في محافظة مادبا، بنسبة بلغت 25.6%، وأدنى معدل للبطالة في محافظة الكرك بنسبة بلغت 14.9%.

أما نسبة المشتغلين من مجموع السكان 15 سنة فأكثر فبلغت 28.0%، في حين تركز 59.2% من المشتغلين الذكور في الفئة العمرية 20-39 سنة، في حين بلغت النسبة للإناث 63.6%.

وبحسب دائرة الإحصاء العالم، فإن حوالي نصف المشتغلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي و8.3% ثانوي و39.6% أعلى من الثانوي.

كما أظهرت النتائج أن غالبية المشتغلين 85.2% هم مستخدمون بأجر (82.8% للذكور مقابل 95.8% للإناث). 

المشتغلون والمتعطلون

أظهرت النتائج تفاوتاً واضحاً في توزيع قوة العمل حسب المستوى التعليمي والجنس، حيث إن 60.2% من مجموع قوة العمل الذكور كانت مستوياتهم التعليمية دون الثانوية مقابل 12.6% للإناث. كما أشارت النتائج إلى أن 69.9% من مجموع قوة العمل من الإناث كان مستواهنّ التعليمي بكالوريوس فأعلى مقارنة مع 24.8% بين الذكور.

كما بلغ معدل المشاركة الاقتصادية المنقح (قوة العمل منسوبة إلى السكان 15 سنة فأكثر) 34.6% (53.9% للذكور مقابل 14.5% للإناث) وذلك للربع الثاني من عام 2019 مقارنة مع 35.7% (55.3% للذكور و15.3% للإناث) وذلك للربع الثاني من عام 2018.

وفي الأردن، يوجد ٤٠ تخصصا علميا/، نصفها لحملة البكالوريوس، تعتبر الأكثر كثافة بملفات طلبات التوظيف، وأكثرها بطالة إذا أن أرقامها الحالة مشبعة لخمس سنوات.

كما أن عدد المتقدمين للتوظيف بهذه التخصصات في الوقت الحالي، تكفي احتياجات سوق العمل المحلي لـ ١٥ عامًا قادمة.

وبحسب نتائج دراسة التخصصات الراكدة والمشبعة لسنة 2019، فقد بلغت نسبة التعيينات بحدود ٣٪ خلال العقد الأخير من اجمالي عدد الطلبات الكلية في الديوان، التي ناهزت 388 ألف طلب.

ووفق الكشف التنافسي لعام ٢٠١٩، بلغ عدد التعيينات في دوائر الخدمة المدنية ٨٠١٣ معينا خلال العام الجاري.

ووضعت الحكومة الأردنية خطة لتوظيف 35 ألف أردني بمؤسساتها خلال العام الجاري، في حين بدأت تنادي بضرورة توجه الشباب نحو القطاع المهني بدلًا من انتظار الوظائف الحكومية.

ويتساءل مراقبون، عن “الخلل”وراء ارتفاع معدلات البطالة، في ظل تقارير وتصريحات الحكومة بتوفير فرص عمل كثيرة خلال هذه الفترة.

وقال الناشط أحمد عوض: “طبيعي جدا ان ترتفع معدلات البطالة في الأردن إلى 19.2% وتصل بين الشباب إلى 40%، طالما أن الحكومة لا تريد ان تجري تغييرات نوعية على سياسات العمل، وتكتفي بتشجيع الشباب والشابات على الالتحاق بالتدريب المهني وتقيم معارض للتشغيل وتهمل تحسين شروط العمل في القطاعات التي توفر فرص عمل”.

أما الناشط أيمن زيادات فقال: إن “مؤشرات البطالة والفقر، وأرقام النمو تكشف عن الانحدار في الأداء الاقتصادي وبالنتيجة الأداء السياسي”.

ربما يعجبك أيضا