ناقلة النفط “الهائمة”.. ضربة موجعة لاقتصاد الأسد والملالي

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

مجددا النظام السوري يتلقى ضربات  قاسية بفعل زيادة تفعيل قانون سيزر الأمريكي بمنع وصول ناقلة نفط إيرانية إلى السواحل السورية، وكان النظام قد تلقى قبل أشهر قليلة صدمة اقتصادية مصرفية قوية هزته من جهة لبنان وهي منع تمرير الحوالات المالية إلى سوريا بالقطع الأجنبي خصوصاً الدولار، ما يعني حرمانه من ملايين الدولارات شهرياً وبطريقة لا يمكن لمليشيات “حزب الله” الإرهابية أن تتدخل لمنعها رغم هيمنتها على مفاصل الدولة اللبنانية.

وبالرغم من تغلب نظام الأسد على أزمته الاقتصادية في الأشهر الماضية بفعل الدعم الإيراني اللا محدود عبر ناقلات تهريب النفط، إلا أن الحصار عليه بدا يشتد مجددا.

منع ناقلات النفط الإيرانية من الوصول للموانئ قد يجعل نظام الأسد عاجزًا عن تأمين الغاز والكهرباء والماء وخاصة البنزين، مجددا مثلما جرى في شهر أبريل الماضي.

ويخفي النظام عن أنصاره حقيقة ما يعانيه اقتصاده الهش، خصوصًا أن خزان الوقود في أكبر منشاة نفطية له قارب على الانتهاء، وقد انخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بشكل حاد، لتصل إلى أدنى مستوياتها في السوق السوداء في التاريخ.

وأطلقت سلطات “جبل طارق” سراح ناقلة النفط التى كانت محتجزة قبالة ساحلها بعد أزمة استمرت لخمسة أسابيع بشأن ما إذا كانت تنقل نفطا إيرانيا إلى سوريا فى انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي، وبعد إلغاء قرار الاحتجاز بقليل، أمرت محكمة فيدرالية أمريكية باحتجازها لأسباب مختلفة لكن سلطات “جبل طارق” رفضت تنفيذ طلب أمريكى استند لهذا الأمر.

أمريكا تهدد

من جهته، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة ستفرض بكل حزم العقوبات على كل من سيساعد ناقلة النفط الإيرانية فى البحر المتوسط التى أفرجت عنها مؤخرا سلطات “جبل طارق”.

وقال المسؤول لقناة “الحرة” الأمريكية، إن الولايات المتحدة ستفرض بقوة عقوبات على الجهات التى تساعد الناقلة بشكل مباشر أو غير مباشر، محذرا الدول من السماح لناقلة النفط بالرسو في موانئها.

ناقلة النفط الإيرانية

منذ أسابيع والناقلة الإيرانية هائمة على وجهها في مياه المتوسط، حيث تم منعها من دخول موانئ في اليونان وتركيا ولبنان، بسبب التحذيرات الأمريكية، الناقلة كانت قد احتجزت في جبل طارق من قبل البحرية البريطانية في منطقة جبل طارق للاشتباه بأنها تنقل نفطا إلى الحكومة السورية، في خرق للعقوبات الأوروبية المفروضة على نظام الأسد منذ عام 2011، ثم تم الإفراج عنها بعد أن غيّرت إيران اسم الناقلة من “غريس1 ” إلى “أدريان داريا1″، وقامت بنما بشطب اسم الناقلة من سجلاتها، وأنزل علم بنما عن الناقلة ليرفع علم إيران عليها، ولكن بعد قليل من إبحار الناقلة الإيرانية، أصدرت السلطات الأمريكي مذكرة توقيف بحقها.

وتحمل “أدريان داريا1” على متنها 2.1 مليون برميل من النفط الخام، وهو ما يعني أن قيمة الشحنة تناهز حوالي 130 مليون دولار.

وتظهر بيانات موقع “مارين فيسيل ترفيك” الذي يتتبع السفن أن الناقلة الإيرانية كانت موجودة (حتى ظهيرة الثلاثاء) في المياه الدولية قبالة السواحل السورية.

خيارات الملالي

العقوبات الأمريكية القاسية على إيران أصابت الاقتصاد الإيراني في مقتل، وطهران اليوم عاجزة عن نقل حمولة ناقلة نفطية، وبالتالي بيع نفطها، وهو ما يظهرها على حقيقتها وأنه دولة ضعيفة، ليست ناجحة إلى في دعم مليشيات الإرهاب.

خيارات نظام الملالي صعبة، فإذا تحدت الولايات المتحدة ونقل حمولة ناقلة نفطهم إلى نظام الأسد، فهذا سيظهر طهران بمظهر الند لأمريكا، وفي حال لم تتمكن طهران من نقل حمولة الناقلة، فسيكون في ذلك ضربة موجعة للاقتصاد الأسد وإيران.

شلل اقتصادي

الخبير الاستراتيجي الموالي للنظام “الدكتور كمال الجفا” تصريحاً قال فيه، إن “سوريا تتجه نحو الشلل التدريجي الاقتصادي شئنا أم أبينا وما يجري حاليا هو كارثة حقيقية في كل المجالات”.

وأضاف الجفا أن من سماهم “رجال الحرب، لايصلحون للسلم. هي قاعدة قانونية يعرفها الصغير والكبير” فيما يبدو إشارة إلى تجار الحرب الذين أوجدهم نظام أسد ومسؤوليه، مؤكداً أن “الأنظمة والقوانين وتفصيلات القوانين التي تتم صياغتها على قياس البعض هي جزء أساسي من الكارثة”.

في حين أن حليفته الأخرى إيران، أوقفت الخط الائتماني، الذي كان يزود نظام الأسد بجزء كبير من احتياجاته النفطية، منذ 15 آذار/ مارس عام 2018، لأسباب متعلقة إلى حد كبير بالأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران والعقوبات الأمريكية القاسية.

صحيفة “وول ستريت جورنال” تحدثت، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران تسببت بخسائر غير مسبوقة في تدفق الخام النفط إلى سوريا، مما أدى إلى قطع شريان الحياة الذي كان يغذي نظام الأسد طوال سنوات الحرب ويساعده في الاستمرار.

فيما قال الإعلامي السوري الميداني فراس كرم، إن هناك أحداثًا متسارعة في سوريا على مختلف الأصعدة، فهناك استعدادات لحرب بين قسد وبعض الفصائل ضد مليشيات إيران والأسد شرق سوريا، كذلك تفاقمت أزمة الوقود والمحروقات في مناطق النظام وسط سوريا، وهناك رائحة إنقلاب عسكري مرحلي في جبال العلويين بإسناد روسي.

وتابع: “الهدف الأول من العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على النظام وقريباً على حلفائه

–  وضع جدول زمني لإنهاء فترة حكم النظام
–  إرغام الروس على العودة للقرار الأمريكي
–  إجبار الإيرانيين على الخروج من سوريا والعراق واليمن بخسائر فادحة لا يمكن للنظام الإيراني اخفاءها على شعبه وهذا ما يقلق الإيرانيين جداً لأن المصير هو السقوط” .

وأردف: “هناك خطة دولية بشأن نظام الأسد وإما أن يقبل بشروط التفاوض على التنحي عن الحكم أو أن عليه مواجهة انقلاب عسكري بموازاة الحصار الاقتصادي الذي سيتفاقم أكثر في مناطق سيطرته”.

ربما يعجبك أيضا