“فتى القهوة”.. وجه جديد لإدارة ترامب في الشرق الأوسط

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان
وقع اختيار الرئيس دونالد ترامب، على مساعد إداري بالبيت الأبيض يبلغ من العمر 30 عامًا، ليصبح مبعوثا لإدارته إلى الشرق الأوسط، خلفا للمبعوث المستقيل جيسون غرينبلات.

وأكدت وسائل إعلام أمريكية، أن غرينبلات -مهندس خطة السلام التي يرتقب أن تعلنها إداة ترامب قريبا- سيغادر منصبه خلال الأسابيع المقبلة ليعود إلى نيو جيرسي حيث تقيم زوجته وأطفاله الستة.

وأوضح مسؤولون بالإدارة الأمريكية لـ”رويترز”، أن غرينبلات كان يخطط منذ البداية للعمل لمدة سنتين فقط بعد توليه منصب المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط أوائل 2017، بهدف وضع خارطة طريق “قابلة للتنفيذ” لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنه أعلن مرارا أنه سيغادر فور الكشف عن البعد السياسي لما يسمى إعلاميا “صفقة القرن”، والتفرغ فيما بعد لرعاية أسرته.

من هو المبعوث الجديد؟
الأسم الذي وقع عليه اختيار ترامب، هو آفي أو أفراهام بيركوفيتش من مواليد 4 نوفمبر 1988 نشأ في بلدة لونغ آيلاند بالقرب من مانهاتن، وحاليا يشغل منصب نائب مساعد الرئيس جاريد كوشنر، وانضم آفي إلى فريق حملة ترامب الانتخابية عام 2016، مباشرة عقب تخرجه من كلية القانون في جامعة هارفارد في العام نفسه، ومن ثم تقلد عدة مناصب في الجناح الغربي من البيت الأبيض، دون سابق خبرة في شيء يذكر سوى صداقة جمعته مع كوشنر.

وفي فبراير الماضي ظهر وجه بيركوفيتش إعلاميا ضمن جولة كوشنر الشرق أوسطية التي سبقت ورشة المنامة الاقتصادية، حيث حرص صهر الرئيس على اصطحابه معه، ربما بهدف الإعداد لهذه اللحظة، فبحسب مصادر داخل البيت الأبيض، منذ أواخر 2018 بدأت الإدارة الأمريكية في البحث عن خليفة لغرينبلات.

وشارك بيركوفيتش كنائب لمساعد الرئيس، في اجتماعات ومشاورات حساسة داخل أروقة البيت الأبيض بشأن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، شملت مناقشات قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

آفي نشأ في منزل يهودي أرثوذكسي، ودرس في إسرائيل مدة عامين في مدرسة دينية أرثوذكسية بعد المدرسة الثانوية، وبحسب صحيفة معاريف العبرية، “هوارد فريدمان” وهو أول رئيس أرثوذكسي لـ”إيباك” -لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية- هو ابن عم بيركوفيتش.

“فتى القهوة” بلا خبرة
تعيين بركوفيتش كمبعوث للسلام في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من الإدراة الأمريكية لم تؤكد أنه سيمنح صفة “مبعوث خاص لشؤون المفاوضات الدولية” التي كان يحظى بها غرينبلات أم لا، أثار جدلا واسعا في أروقة الدبلوماسية الأمريكية، واعتبر البعض أن اختيار شاب جامعي يتلمس أولى خطواته في عالم السياسية لمثل هذا المنصب لا يبعث على الجدية في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط، وإن كانت مسؤوليتها تقع على عاتق فريق كامل داخل البيت الأبيض.

وبحسب تصريحات لهوب هيكس المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض، دور بيركوفيتش كان إداريا ولوجستيا في المقام الأول، وكان يتضمن التنسيق في الغالب لاجتماعات كوشنر، أو الرد على هاتفه، أو تقديم القهوة له!.

مارتن إنديك، المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في إدارة أوباما، علق على تعيين بيركوفيتش قائلا: هو شخص لطيف، لكنه لا يتمتع بتجربة سابقه.

المستشارة السابقة في إدارة الشرق الأوسط بوزارة الدفاع الأمريكية ياسمين الجمل قالت -في تصريحات لصحيفة “ديلي تلغراف”- تعيين بركوفيتش يحمل إشارة على عدم الجدية في مقاربة الإدارة الأمريكية لخطة السلام، وعلى هيمنة كوشنر الكاملة على العملية.. إنهم حتى لا يتظاهرون بخلاف ذلك عن طريق تعيين شخص مؤهل في مثل هذا المنصب.

وبحسب “ديلي تلغراف” يرى بعض الخبراء أن الهوية اليهودية الصهيونية للسيد بركوفيتش كما غرينبلات وكوشنر، تعكس -بل تؤكد- تحيز الإدارة الأمريكية في أي مفاوضات سلام محتملة مع المسؤولين الفلسطينيين، للجانب الإسرائيلي، بما يجعل من الصعب الوصول إلى تسوية مستقبلا.

يشار هنا إلى أن ترامب شكر جرينبلات عندما أعلن عن استقالته عبر “تويتر” على تفانيه من أجل خدمة “إسرائيل” قائلا: كان جيسون صديقاً مخلصاً ورائعاً أيضاً، ومحامياً رائعاً.. لن ينسى أحد تفانيه من أجل إسرائيل، والسعي إلى تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين.

فيما يرى بعض المحللين أن اختيار “بركوفيتش” لهذا المنصب المثير للدهشة، هدفه الأساسي هو سهولة التخلص منه في حال فشلت خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والتي ينتظر أن يعلن عن بعدها السياسي عقب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 سبتمبر الجاري.

ربما يعجبك أيضا