نحو الـ 2000 دولار.. الذهب يتأهب لقفزة جامحة تاريخية

حسام عيد – محلل اقتصادي

يعود الذهب ليرتدي عباءته كملاذ آمن والتي كان قد تنازل عنها في السنوات الأخيرة، بعدما كان قد تحرك ضمن نطاق أفقي جانبي.

ولكن العودة إلى 1500 دولار ذهبت بالكثير من المحللين في المجموعة المصرفية العالمية “سيتي جروب” للتوقع بأن الذهب سيستمر في رحلة صعوده، وبإمكانه ملامسة مستويات الـ 2000 دولار في المدى القريب.

وذات العوامل التي وجدها “سيتي جروب” في دراسته التي ستدفع الذهب للارتفاع ربما إذا ما تغيرت تلك العوامل ستكون ضد الصعود وربما تؤخره.

أعلى مستويات في 5 سنوات

البنوك المركزية التي استهدفت معدلات فائدة صفرية واستمرارها في هذا النهج يعد دافعًا قويًا في الوقت الراهن لتسجيل الذهب قفزات متتالية.

وفي حال المقارنة مع مستويات الفائدة الأمريكية عندما كان هناك رفع ملحوظ لها، كان هناك اتجاه هابط للذهب، وما إن بدأت سياسة الفيدرالي الأمريكي باتخاذ نهج مغاير، بدأ الذهب رحلة صعوده، ليسجل مكاسب بقرابة 17% أوصلته اليوم إلى 1500 دولار.

تلك المستويات الحالية اليوم للذهب هي الأعلى في 5 سنوات، ليعود من جديد كملاذ آمن مستفيدًا من ثقل الحرب التجارية المتصاعدة بين القطبين الاقتصاديين الأكبر بالعالم، الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ومن ثم أي تصعيد لهذا الملف سيدفع الذهب للارتفاع بوتيرة أسرع وأكبر.

ولكن من خلال الجلسات الحالية، يشهد الذهب تقلبًا، خاصة مع المحاولات الصينية لاستمالة أمريكا.

وباتت المخاوف المتزايدة من الزج بالاقتصاد العالمي إلى غياهب ركود كبير دافع كبير وهام لإعادة حيازة الذهب كملاذ آمن.

توقعات سيتي جروب ومنحنى الذهب

يرى سيتي جروب أن الذهب سيكون بين مستويات الـ 1800 و2000 دولار للأونصة في الفترة بين 2020 و2021.

وفي القريب العاجل وتحديدا الفصل الرابع من عام 2019 الجاري، سيلامس الذهب بحسب المؤسسة المصرفية الأمريكية مستويات 1575 دولار، وبحلول 2020 سيصل إلى 1675 دولار. والمستهدف لأسعار الذهب على المدى المتوسط ستبلغ 1830 دولار.

فيما يعتبر “سيتي جروب” أن المخاطر التي ستدعم ارتفاعات الذهب واضحة، ولعل أبرزها يتمثل في تنامي توقعات العودة إلى الفائدة الصفرية وكذلك توقعات استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية.

وهي ذات العوامل التي تدفع الملاذات الآمنة للارتفاع والتي لم يستجب لها الذهب في وقت سابق.

تسارع وتيرة حيازة الذهب في 2019

بدورها، رفعت البنوك المركزية العالمية حيازتها من الذهب خلال العام الجاري، بهدف الاستفادة منه إذا ما انجرف الاقتصاد العالمي نحو الركود بسبب التوترات التجارية الراهنة.

وكانت هناك عمليات شراء موسعة وصفت بالزيادة الأعلى نصف سنوية في 19 عامًا، ففي الربع الثاني فقط من 2019، أعلن مجلس الذهب العالمي ارتفاع احتياطيات الذهب بنحو 224 طن من إجمالي 374 طن في النصف الأول من العام الجاري.

الصين لوحدها، أعلنت الصين للشهر الرابع عشر على التوالي رفعها لحيازتها من الذهب، ففي شهر أغسطس الماضي رفعت احتياطياتها من الذهب بحدود 100 طن دفعة واحدة، كما أن مشترياتها من الذهب في 8 أشهر بلغت 94 طن بأسعار تنافسية غير المتداولة بالسوق.

وتمتلك الصين 62 مليون أونصة في بنكها المركزي (بنك الشعب) بسعر 93.4 مليار دولار وبحجم 1945 طن.

حتى الحيازة الشخصية للأفراد من الذهب ارتفعت خلال هذا العام، فإجمالي الطلب عليه في النصف الأول ارتفع 8% بما يعادل 2.181 طن، وهو المعدل الأعلى خلال 3 سنوات.

كما أن صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب رفعت حيازتها من الذهب، فبين الربع الأول من 2013 وحتى الربع الثاني من 2019 سجلت الصناديق المعدلات ذاتها من ارتفاع هذه الحيازات، عند 2.500 طن.
 

ربما يعجبك أيضا