رفض إثيوبيا مستمر.. مصر تعلن تعثر مفاوضات سد النهضة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – فشلت اجتماعات “مصر والسودان وإثيوبيا”، في حل أزمة سد النهضة، إذ رفضت أديس أبابا مناقشة المقترح المصري الذي قدمته لمعالجة الجوانب الفنية بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، واقتصرت الاجتماعات على مناقشة الجوانب الإجرائية والتداول حول جدول أعمال الاجتماع، مع التوافق على عقد اجتماع عاجل للمجموعة العلمية المستقلة في الخرطوم خلال الفترة المقبلة لمناقشة المقترح المصري.

وكان مجلس الوزراء المصري كشف الشهر الماضي، عن تقديم مقترح فني عادل لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، يراعي مصالح إثيوبيا واحتياجاتها للكهرباء من السد، دون الإضرار الجسيم بالمصالح المائية المصرية، يقضي بملء السد خلال 7 سنوات، استنادا على فترات الفيضان والجفاف.

“تعثر جديد”

وزارة الري المصرية، أعلنت في بيان رسمي، أن اجتماع سد النهضة الذي اختتم أعماله مساء الإثنين، لم يتطرق إلى الجوانب الفنية الخاصة بالسد، واقتصر على مناقشة الجوانب الإجرائية والتداول حول جدول أعمال الاجتماع دون مناقشة المسائل الموضوعية، بسبب تمسك أثيوبيا برفض مناقشة الطرح الذي سبق ‎وأن قدمته مصر للبلدين.

وأوضحت الوزارة، أنه لم يتسن إلا أن تقرر عقد اجتماع عاجل للمجموعة العلمية المستقلة في الخرطوم نهاية سبتمبر الجاري، إلى الثالث من أكتوبر المقبل، لبحث المقترح المصري لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة ومقترحات إثيوبيا والسودان، على أن يعقبه مباشرة اجتماع لوزراء المياه بالدول الثلاث يومي 4- 5 أكتوبر لإقرار مواضع الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة.

وأكدت، أن مصر ترى أهمية أن ينخرط الجانب الإثيوبي في مفاوضات فنية جادة خلال الاجتماعات القادمة التي تقرر عقدها في الخرطوم على أساس من حُسن النية بما يؤدى إلى التوصل لاتفاق في أقرب فرصة ممكنة تحقق المصالح المشتركة للدول الثلاثة، وفق أحكام اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم في مارس 2015.

وكانت جولة جديدة من محادثات سد النهضة انطلقت في القاهرة، أمس، على مدار يومين تركز على آليات الملء الأول للسد وتشغيله، بعد أن تعطلت الاجتماعات بسبب تفاعلات الحراك السوداني وسقوط نظام الرئيس عمر البشير.

“تفاصيل الاجتماعات”

مصر تقدمت خلال الأسابيع الماضية للسودان والخرطوم برؤية فنية تقوم على تحديد سنوات ملء الخزان من سبع إلى عشرة أعوام، يما يدفع الضرر عن “مصر والسودان” وتتوافق مع حالة الفيضان والجفاف التي تحدث على الهضبة الإثيوبية إلا أن الجانب الإثيوبي رفض زيادة عدد سنوات الملء ويتمسك بثلاثة أعوام فقط.

وأعلنت الحكومة المصرية، أن المفاوضات مع إثيوبيا بشأن “سد النهضة”، الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيل لم تحقق تقدما يذكر حتى الآن بعد أول يوم من المحادثات التي تجرى على مدى يومين.

وذكر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، للصحفيين نقلتها “أسوشيتيد برس” أن محادثات الأحد كانت علمية، وأن مصر منفتحة على مزيد من المناقشات، مشيرا إلى أن مصر مستعدة للتوصل لاتفاق، محذرا في الوقت ذاته أي جانب من “محاولة تأسيس وضع أمر واقع على الأرض” دون اتفاق.

وأوضحت مصادر حكومية أن مصر تعتمد في رؤيتها على أهمية الانتهاء من المفاوضات وفقا لبرنامج زمني محدد، للتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مشيرة إلى أن الاجتماعات يشهد مناقشة رؤية مصر لمستقبل مفاوضات سد النهضة، تمهيدًا لعرض كافة القضايا الخلافية أو القضايا التي تم التوافق حولها على زعماء مصر والسودان وإثيوبيا بما ينتهي إلى مناقشة القضايا الخلافية حول المشروع من خلال الزعماء الثلاثة.

“إثيوبيا تعقب”

وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، شدد على أن بلاده ملتزمة بالعمل بحسن نية وتعاون منذ بناء سد النهضة، الذي يستهدف تحقيق المنفعة المتبادلة للدول الثلاث، موضحا أن مناقشات اليوم الأول لاجتماع وزراء المياه بالقاهرة ركزت بشكل أساسي على التقرير والتوصيات التي قدمها فريق الخبراء حول المسائل الفنية المتبقية.

وأكد -في تصريحات لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية- ضرورة الالتزام بالمقترحات الخاصة بسد النهضة من خلال إطار التعاون الذي وضعته الدول الثلاث.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإثيوبية: إن بلادها ستفعل كل ما يجب فعله من أجل إبقاء التعاون بين الدول الثلاث.

ربما يعجبك أيضا