لماذا يستهدف “فيلق القدس” الإيراني البلقان؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

الأربعاء الماضي، أعلنت السلطات الألبانية أنّها أحبطت “هجومًا إرهابيًا” دبّرته طهران ضدّ معارضين إيرانيين يقيمون في هذا البلد الواقع في البلقان.

وتعتبر ألبانيا واحدة من الدول التي استضافت أعضاء من جماعة مجاهدي خلق المعارضة الإيرانية، الذين خرجوا من العراق الذين يتخذون منه قاعدة، بعد تفكيك معسكراتهم، بناءً على قرار دولي. حيث بناء على طلب كلّ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة استضافت ألبانيا منذ عام 2013 حوالي 3000 عضو من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية كانوا يقيمون في العراق وهم يعيشون حاليًا في معسكر في شمال غرب ألبانيا.

وفي ديسمبر 2018، طردت ألبانيا السفير الإيراني في تيرانا ودبلوماسيًا إيرانيًا آخر بشبهة تورّطهما في “أنشطة تقوّض الأمن القومي”.

استهداف مجاهدي خلق

الهجوم الذي أحبطته السلطات الألبانية، كان يستهدف احتفالا في مارس 2018، في مدينة تيرانا لجماعة بكتاشي الصوفية التي لديها العديد من الأتباع في ألبانيا. حيث أن أعضاء من جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، قد شاركوا في هذا الاحتفال.

والواضح أن النظام الإيراني وضع خطة لملاحقة المعارضة الإيرانية، سيما جماعة مجاهدي خلق التي عملت بشكل مسلح سابقا ضد النظام، وحاليا تقود شبكة من الضغط السياسية والإعلامي ضده.

وبعدما بدأت طهران في تنفيذ خطتها ضد المعارضة، فرض الاتحاد الأوروبي في يناير 2019، عقوبات على أجهزة الاستخبارات الإيرانية واثنين من قادتها بتهمة التورّط في سلسلة من جرائم القتل والتآمر ضدّ معارضين إيرانيين في كل من هولندا والدنمارك وفرنسا.

وأتت العقوبات الأوروبية خصوصاً بعدما اتّهمت فرنسا الاستخبارات الإيرانية بالوقوف خلف محاولة تفجير فاشلة في 30 يونيو 2018 ضدّ تجمّع لمجاهدي خلق في شمال باريس.

العبور إلى قلب أوروبا

في ديسمبر 2018، كشف موقع جلوب بوست الأميركي، عن خطط إيرانية، لتوسيع نفوذها في منطقة البلقان، بهدف تحويلها إلى منطقة عبور إلى أوروبا، وتأسيس قواعد لوجستية في دول مثل ألبانيا وبلغاريا؛ لعمليات فيلق القدس الخارجية. خاصة أن الفساد والضعف الأمني في هذه البلاد يساعد إيران على إستغلال هذا البلاد. ولا شك لا يغيب دور تركيا كمعبر مهم لإيران للدخول إلى هذه الدول.

وكذلك، لا يغيب دور حزب الله اللبناني، الذي تتواجد عناصره داخل منطقة البلقان؛  فحسب الموقع الأمريكي، هناك شبكات تابعة لحزب الله في 3 على الأقل من أكبر المدن البلغارية وأكثرها اكتظاظا بالسكان، لا سيما في العاصمة صوفيا، وبلوفديف، وفارنا على البحر الأسود.

ووفقا لمصادر بين الجالية اللبنانية في بلغاريا، فإن نشطاء حزب الله هم الأكثر تحركا في العاصمة، وفي فارنا، بينما يعبر بعضهم الحدود مع صربيا بشكل روتيني كسائحين أو تحت غطاء رسمي.

وفي صربيا، يجمع عملاء إيران وحزب الله معلومات تتعلق بالبنية التحتية والمباني الإدارية وأي شيء آخر ذي صلة بالمجتمع اليهودي، ومصالح الأعمال الإسرائيلية في البلقان.

ووفقا لمصادر من مجتمع الاستخبارات البلغاري، فإن الاستخبارات الإيرانية تدير أصولا في مقدونيا وكوسوفو، رغم أن إيران لم تعترف رسميا بكوسوفو كدولة مستقلة.

الواضح، أن إيران تستفيد بشكل كبير من طبيعة الأنظمة في دول البلقان، وكذلك من الصراعات داخل هذه الدول من أجل تمديد نفوذها في معبر مهم للأراضي الأوروبية.

وإلى جانب استهداف المعارضة والتجسس، تستفيد شبكات إيران الاستخباراتية من معابر التهريب والتجارة غير الشرعية وعمليات غسيل الأموال عبر هذه المنطقة.

والدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني أو غيره من منظمات موالية لإيران، هو تحت إشراف قوة فيلق القدس، وهي وحدة قوات خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني، ومسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية. المسؤول الأول لفيلق القدس هو المرشد الأعلى علي خامنئي. وقائدُها الحالي هو قاسم سليماني.

ربما يعجبك أيضا