البلدة القديمة.. إرث تاريخي يقتله الاحتلال

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

البلدة القديمة في الخليل، إرث تاريخي يقتله الاحتلال.. مدينة أشباح استوطنها الغرباء بقوة السلاح والبارود. شكلت مجزرة الحرم الإبراهيمي لحظة مفصلية في تاريخها وأكملت اتفاقية الخليل المبرمة مع السلطة الفلسطينية عام 1997 على ما تبقى منها.

يعيش نحو 400 مستوطن يسكنون وسط الخليل جعلوا حياة أكثر من 200 ألف فلسطيني رهينة بيد إجراءات أمنية مشددة لحمايتهم فكل شارع أو زقاق تمر فيه نحو الخليل تواجهك حواجز إسرائيلية للتفتيش.

الاتفاق الأمني الذي قسّم المدينة إلى قسمين وأعطى جيش الاحتلال صلاحية السيطرة على البلدة القديمة، كما منع الاتفاق الفلسطينيين من غير سكان المنطقة من الوصول إلى مناطق h2 إلا بإذن الاحتلال.

واقع سيؤسس لتاريخ جديد تطاح فيه بجغرافيا المكان ويقلب فيه ميزان الديموجرافيا لصالح المستوطنين. تسابق تل أبيب الزمن لوضع يدها على أكبر مساحة ممكنة من أراضي الفلسطينيين فيما تبدو المنظومة الدولية عاجزة عن معاقبتها. أمر يوفر من وجهة نظر الفلسطينيين الغطاء بمزيد من الانتهاكات.

صمت السلام وارتفع معه صوت الجرافات ومعاول الاستيطان في الأرض الفلسطينية بعدما صمّت أذان من كان بالأمس يرعى هذا السلام.

فإعلان واشنطن الأخير بمشروعية الاستيطان ترجمه قادة الاحتلال بسعار استيطاني جديد وصل إلى قلب المدن الفلسطينية التي تبدو من الخارج، أشبه بالجزر المنعزلة المحاصرة بالمستوطنات.

فمنذ توقيع اتفاق أوسلو حتى اليوم تضاعف الاستيطان أربع مرات وتجاوز عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس 800 ألف مستوطن ولم يعد سرا نية الاحتلال ضم مناطق واسعة من الصفة الغربية إلى سيادته.

وشهد عام 2018، بحسب الإحصاءات، زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات، بعد المصادقة على بناء نحو 9384 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات قائمة، إضافة إلى إقامة 9 بؤر استيطانية جديدة.

توضح تقارير إعلامية إسرائيلية أن الحي اليهودي الجديد سيمثل سلسلة متصلة إقليمية بين المسجد الإبراهيمي وحي أبراهام أفينو، ما يتوقع أن يؤدي إلى مضاعفة عدد اليهود في المدينة.

وتعود ملكية هذه المحال لبلدية الخليل وعدد من سكان المدينة، حيث أغلقت بأمر من السلطات الإسرائيلية، عقب “مجزرة الحرم الإبراهيمي” عام 1994، حينما أطلق مستوطن يدعى باروخ غولدشتاين النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء صلاة فجر يوم الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان، ما أسفر عن مقتل 29 شخصا وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلونه.

من أبرز معالمها المغلقة بالأوامر العسكرية مسجد السلطان وشارع الشهداء شريانها وسوقها الرئيسي المغلق بكل ما فيه من محلات تجارية منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي.

حي استيطاني ثالث تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى إقامته في قلب مدينة الخليل إرضاء لليمين المتطرف. الحي سيقام على أنقاض سوق الجملة القديم الذي تسعى سلطات الاحتلال إلى هدمه بعدما أغلقته عام 1994 من القرن الماضي.

لا محال تجارية، ولا أبنية أثرية بعدما أصدر وزير دفاع الاحتلال، نفتالي بينيت، قرارا بالمصادقة على تنفيذ مخطط لإقامة حي استيطاني جديد بالقرب من الحرم الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية سيغير وجه المدينة الأثري.

ربما يعجبك أيضا