مجلس دول “البحر الأحمر” وخليج عدن.. السعودية تقود تحالفًا جديدًا لحماية الملاحة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – شهدت المملكة العربية السعودية، توقيع ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، من أجل حفظ المصالح المشتركة ومواجهة جميع المخاطر التي تحيط بالمنطقة، وللتعاون في الاستفادة من الفرص المتوفرة، خصوصا في ظل التوتر المُتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، والتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ليكون المجلس الجديد أحد التحالفات القوية لحماية الملاحة الدولية، والتصدي المحاولات التخريب من قبل بعض الأنظمة العالمية والإقليمية.

يذكر أن خليج عدن يشكل امتدادا طبيعيا للبحر الأحمر، ويعد من أدوات التحكم في الأخير عبر مضيق باب المندب، وهمزة وصل مع المحيط الهندي باتجاه رأس الرجاء الصالح في جنوب قارة أفريقيا، وهذا ما يفسر أطماع إيران المتنامية فيه.

“ميثاق التأسيس”

وخلال مؤتمر صحفي، في العاصمة السعودية الرياض، أعلن وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، توقيع ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بمشاركة 8 دول عربية وأفريقية، هي: “السعودية، ومصر والأردن والسودان واليمن واريتريا والصومال الفيدرالية وجيبوتي”، فيما ستصبح الرياض مقرًا للمجلس.

وقال بن فرحان إن تأسيس المجلس “يأتي استشعارًا من قادتنا بأهمية التنسيق والتشاور حول الممر المائي باعتبار البحر الأحمر المعبر الرئيسي لدول شرق آسيا وأوروبا”، مشددا على أن المجلس سيعمل على “حفظ المصالح المشتركة ومواجهة جميع المخاطر، وللتعاون في الاستفادة من الفرص المتوفرة، فمنطقة البحر الأحمر هامة تجاريًا وفيها ثروات كبيرة، ونسعى لبناء رخاء المنطقة بشكل يخدم الجميع”.

وذكر وزير الخارجية السعودي، أنه “لا يوجد تصور لإنشاء قوة عسكرية جديدة في خصوص الاتفاقية، لأن كل الدول لديها قدرات دفاعية وهناك تنسيق ثنائي، لا أتصور أن قوة جديدة سُتنشأ تحت مظلة هذا الكيان”.

ويأتي تشكل المجلس الجديد في ظل توتر مُتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ضوء التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حيث توعدت الأخيرة بـ”الانتقام” لقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة أمريكية بالعراق يوم الجمعة.

“ترحيب إماراتي”

رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بالإعلان عن تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن؛ بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، مثمنة جهود المملكة العربية السعودية الدبلوماسية ودورها المحوري في الوصول إلى تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والتوقيع على ميثاق المجلس.

وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي – في بيان، اليوم الإثنين، أوردته وكالة الأنباء الإماراتية “وام” – أن من شأن هذا المجلس أن يعزز من آليات الاستقرار والتعاون والتنسيق بين الدول المطلة على البحر الأحمر والمنطقة بأكملها ، وأكدت أن مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن يمثل بعدا مؤسسيا ضروريا للتنسيق بين جميع هذه الدول والتعاون فيما بينها؛ بما يعود بالفائدة عليها وعلى شعوب المنطقة.

“مباركة الملك”

وبارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال استقبال وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، وهم: وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية سامح شكري، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية بدولة إريتريا عثمان صالح، ووزير الخارجية بالجمهورية اليمنية محمد الحضرمي، ووزيرة الخارجية بجمهورية السودان أسماء محمد عبد الله، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي محمود يوسف، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية الصومال الفيدرالية أحمد عيسى عوض، تأسيس المجلس والتوقيع على ميثاقه.

وجرى خلال الاستقبال، بحث عدد من الموضوعات المتعلقة بسبل تطوير التعاون المشترك بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

“تركيا وإيران”

وعلى هامش إعلان تأسيس المجلس الجديد، التقى وزير الخارجية المصري، نظيره السعودي، لبحث التطورات المُتسارعة التي تشهدها الساحة الإقليمية، لاسيما في ليبيا، في ضوء الخطوة الأخيرة المُتعلقة بالتفويض الذي منحه البرلمان التركي لإرسال قوات تركية إلى ليبيا.

واتفق الوزيران على رفض التصعيد التركي كونه “مُخالفة للقانون الدولي”، كما تطرق شكري وبن فرحان للأوضاع في العراق “والتدخلات الإيرانية والتركية في المنطقة”، إضافة إلى “التهديدات التي تتعرض لها الدول العربية في الخليج”، واتفقا على أهمية عدم السماح للتطورات على الساحة الإقليمية بالتأثير سلبًا على أمن واستقرار الخليج العربي.

ربما يعجبك أيضا