بعد دعم تل أبيب لافتراس الثعلب الإيراني.. هل تشهد المنطقة تحرشًا عسكريًا جديدًا؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

سادت حالة من الهلع والرعب في قلوب ساسة الاحتلال الإسرائيلي وداخل الغرف المغلقة في تل أبيب. فرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي دعم عملية اغتيال جنرال إيران الأبرز الجمعة الماضية، بغارة جوية في العراق، ما زال يرفع حالة التأهب القصوى رغم إعلان إيران أن الرد على اغتيال سليماني انتهى بقصف القواعد الأمريكية في العراق .

ضربة مدوية

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حذر أمس الأربعاء من أن إسرائيل ستوجه “ضربة مدوية” في حال تعرضت لهجوم من قبل عدوها الرئيسي إيران، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو خلال مؤتمر عقد في القدس: “سنوجه ضربة مدوية لأي طرف يهاجمنا”.

وأضاف نتنياهو: “كان قاسم سليماني مسؤولاً عن مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء. لقد زعزع استقرار العديد من البلدان لعقود، كان يزرع الخوف والبؤس. وكان يخطط لأسوأ من ذلك بكثير”.

استدعاء العسكريين 

واستدعى وزير الحرب الإسرائيلي القادة العسكريين والأمنيين إلى تل أبيب، وقال راديو الجيش الإسرائيلي إن الجيش أعلن حالة التأهب القصوى في ظل مخاوف من أن تنفذ إيران ضربة عبر حلفائها في المنطقة.

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي أيزنكوت، إن اغتيال واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني قد يؤدي إلى “سيناريوهات تصعيد مع إسرائيل”.

وتابع: “رغم أن إسرائيل ليست مسؤولة عن اغتيال سليماني، إلا أنه يتوجب عليها الاستعداد لسيناريوهات تصعيد محتملة”.

تحذيرات أمريكية 

تهديدات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي سبقها، تحذيرات مماثلة من السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، للحرس الثوري الإسلامى الإيراني من احتمال استهداف تل أبيب، في أعقاب تهديد رئيس سابق للحرس الثوري الإيراني بتحويل المدن الإسرائيلية إلى “غبار” إذا ما هاجمت الولايات المتحدة إيران.

وكان القائد السابق للحرس الثوري الإيراني وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي قد صرح الأحد بالقول إن “انتقام إيران من أميركا على اغتيال سليماني سيكون قاسيا.. ستكون حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية ضمن الرد”.

المخاوف الإسرائيلية جاءت بعد الدعم الكامل للولايات المتحدة في عملية قتل سليماني والذي كرره نتنياهو أكثر من مرة بقوله: ” من المهم للغاية أن نقول إن إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتحدة تمامًا، أمريكا ليس لها صديق أفضل من إسرائيل، وإسرائيل ليس لها صديق أفضل من أمريكا”.

تحريك الأذرع الإيرانية 

وكانت إيران أعلنت عن تحريك أذرعها في المنطقة لاستهداف القوات الأمريكية وإخراجها من العراق.

في الوقت ذاته تحدثت أنباء عن احتمال قيام “قوات المقاومة العراقية” بهجمات واسعة ضد أهداف أمريكية في العراق خلال الساعات المقبلة، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع في الحشد الشعبي العراقي قوله إن الهدف هو إخراج القوات الأمريكية من العراق بشكل نهائي.

تزامن ذلك مع انعقاد المجلس الأمني السياسي المصغر  في إسرائيل للمرة الثانية خلال يومين لبحث تداعيات عملية اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني.

تأهب إسرائيلي 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو قال خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) إن قتل سليماني “عمل أميركي لا يخصنا، ولا ينبغي جرنا إليه”.

ودار الاجتماع برئاسة نتنياهو حول كيفية استعداد إسرائيل في حال وقوع هجمات صاروخية إيرانية على أهداف إسرائيلية، حيث رفعت إسرائيل أمس درجة الاستنفار الأمني في سفاراتها وقنصلياتها حول العالم إلى مستوى واحد قبل المستوى الأعلى، تحسبا لهجمات انتقامية.

وسمح نتنياهو لوزراء المجلس الأمني بإجراء مقابلات صحفية بشأن اغتيال سليماني، على أن يكون التطرق فقط إلى دعم إسرائيل للولايات المتحدة وحقها بالدفاع عن نفسها.

اجتماعات إيرانية 

في المقابل، كشفت مصادر مقرّبة من فصائل عراقية مسلحة، أن لقاء جديداً عقد في طهران لعدد من قيادات وممثلي جماعات عراقية مناهضة للوجود الأميركي، برعاية إيرانية، هو الثالث من نوعه في غضون يومين.

وأشارت المصادر، إلى أن تلك الاجتماعات تشارك “فيها الفصائل الأكثر قرباً من إيران، وأبرزها ما يعرف بكتائب حزب الله، والنجباء، والإمام علي، وسرايا الخراساني، وسيد الشهداء، والعصائب، وفصائل أخرى إلى جانب جيش المهدي. والأخير بات يقدم نفسه على أنه قوة مناهضة للوجود الأميركي في العراق على غرار ما كان يقدم نفسه خلال فترة الاحتلال الأميركي للعراق بعد عام 2003”.

وتأتي هذه الاجتماعات بالتزامن مع إعلان زعيم “العصائب”، المدرج على لائحة الإرهاب الأميركية قيس الخزعلي، في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، أن “الرد الإيراني الأولي على اغتيال سليماني حدث”.

وأضاف أنه “الآن وقت الرد العراقي الأولي على الاغتيال، ولأن العراقيين أصحاب شجاعة وغيرة فلن يكون ردهم أقل من حجم الرد الإيراني وهذا وعد”.

ربما يعجبك أيضا