“الكتاب الملموس”.. دار وحيدة لذوي الهمم ومشاركات رمزية وعوائق بمعرض الكتاب “خاص”

سهام عيد

تقرير: سهام عيد

بالرغم من الخدمات المقدمة من إدارة تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، لذوي الهمم، من خلال تجهيز الأرصفة والمنشآت تيسيرًا لحركتهم، بالإضافة إلى تخصيص دورات مياه خاصة لهم، إلا أن نسبة مشاركة دور النشر الخاصة بهم تكاد معدومة، فضلًا عن العوائق التي شهدها بعض الزوار.

خلال جولتنا وتفقدنا معرض الكتاب أمس، وبعد رحلة بحث طويلة في أرجاء المعرض، عثرنا على دار “الكتاب الملموس” وهي الدار الوحيدة بالمعرض، وتحرص على المشاركة منذ عشرة أعوام، فقط لحرصها على وضع القراءة تحت أطراف أصابع كل كفيف.

من جانبه، يقول محمد حسن الزياتي – رئيس مجلس إدارة دار الكتاب الملموس- لـ“رؤية”: إنه يحرص على المشاركة سنويًّا في المعرض منذ عام 2010.

تحرص الدار على تقديم الكتب “الملموسة” و”المقروءة” بطريقة برايل في كافة مجالات الثقافة.

وعن الجديد في هذا العام، لفت الزياتي إلى “قصص برايل المجسمة”، موضحًا أنها تساعد الكفيف على لمسها بأنامله لكي يتعرف عليها، كما يقرأ عنها بطريقة برايل، كما تساعد القصص المجسمة دمج الأطفال المكفوفين مع ذويهم المبصرين بسهولة، فضلًا عن “اللعب” التي تقوم على فكرة الفك والتركيب، وفكرتها الأساسية تنمية التوافق الحركي والعصبي والعضلي لأصابع الكفيف، بالإضافة إلى أنه سوف يلعب باللعب مألوفة للرائي أي المبصر العادي من أسرته.

في السياق ذاته، تحرص الدار على تدريب المكفوفين تدريبًا متميزًا ععلى فكرة القراءة بطريقة “برايل”، بالإضافة لتعلم فنون التكنولوجيا، وتقديم دورات تدريبية عن “برايل” لغير المكفوفين أي لمساعدة ذويهم من المعلمين والدارسين.

وشكى الزياتي من نسبة الإقبال، وأرجع السبب في ذلك إلى سوء اختيار مكانهم في المعرض حيث أن الزائرين تجد صعوبة في العثور عليهم.

وأكد الزياتي أن هدفه الأساسي “الربح المعنوي” وهو أهم من الربح التجاري، وأنه يشعر بسعادة بالغة لمجرد أن يدخل لديه كفيف ويجد ما يبحث عنه، مؤكدًا أنه ليس لديه أي مانع من مساعدة الأطفال في اختيار الكتب ليس لترغيبهم في الشراء، وإنما فقط لمساعدتهم في القراءة والاطلاع، وليس لديه أي مانع من تقديم كتبه مجانا لمجرد دعم الفكرة، وأن يجد الطفل الكفيف ضالته، ويشبع رغبته في القراءة.

من جانب آخر، قال د.محمود فتحي -أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وأحد زوار المعرض من ذوي الهمم- إن هناك بعض العوائق التي لا زالت تواجه الزوار من ذوي الهمم، خاصة في اختيار الكتب والبحث عنها، مشيرًا إلى أنه صادف أحد طلابه في المعرض وهو من ساعده في البحث عن الكتب التي يرغب في شرائها.

ولفت دكتور محمود إلى أنه كان يرغب أيضا في شراء بعض الكتب الإنجليزية ولم يستطع التوصل إليها، ما اضطره للذهاب يوما آخر برفقة صديق لديه.

بدوره، لفت باسم الجنوبي خبير الإدارة الثقافية ومدير حملة ثقافة للحياة، لـ“رؤية”، إلى أن مشاركة دور ذوي الاحتياجات الخاصة لا زالت مشاركات رمزية، كما أن الكتب المخصصة لهم لا تكاد تتعدى العشرات، ولا تغطي مجالات المعرفة الموجهة لهم.

في السياق ذاته، أكد بسام أن أكثر ما يميز الدورة الحالية هو التعاون الواضح بين وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة من خلال تواجد الوزيرين للإشراف على المشاريع المشتركة بالمعرض، أهمها مشروع أنا متطوع، يتميز هذا العام بمشاركة أعداد أكبر وانتشار أوسع بالمعرض، بالإضافة لتعاون وزارة النقل مع وزارة الثقافة في تيسير نقل الزائرين من كل مناطق القاهرة.

وأضاف: “ميزة ثانية هي وجود تطبيق إلكتروني لأول مرة (تطبيق معرض القاهرة للكتاب) على الاجهزة الإلكترونية، لأول مرة يكون بهذه الجودة والقدرة على الإفادة حول الكتب ودور النشر والقاعات والفاعليات الموجودة، ميزة ثالثة هي مشاركة عدد كبير من الفنانيين والرياضيين بالمعرض واطلاق مشروع سفراء معرض الكتاب من بعضهم للتسويق للمعرض بالداخل والخارج، بالإضافة إلى وجود عدد كبير جدا من الكتب الجديدة والتراثية بالمقارنة بالأعوام السابقة في دور النشر الرسمية مثل الهيئة العامة للكتاب ومحتفظة بأسعار رمزية.
من جانب آخر، شهد معرض الكتاب أمس، إقبال غير مسبوق، كما تم مد مواعيد العمل للساعة الثامنة مساءًا بدلصا من السابعة.

وانطلقت الأربعاء الماضي، الدورة الـ 51 لمعرض الكتاب 2020، والتي من المقرر أن تستمر حتى يوم 4 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس، وتحل دولة السنغال ضيف شرف للمعرض، كما اختير المفكر جمال حمدان شخصية دورة هذا العام.

وتقام الدورة الـ51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت شعار “مصر إفريقيا ثقافة التنوع”، بمشاركة 40 دولة، وتحل عليها دولة السنغال كضيف شرف، واختارت الدكتور جمال حمدان شخصية لها هذا العام.

ويضم المعرض 808 أجنحة عرض، و900 دار نشر، بالإضافة إلى 41 مكتبة من سور الأزبكية، كما تحتضن 3502 فعالية ثقافية وفنية متنوعة، ولأول مرة يتم إطلاق تطبيق إلكتروني يساهم في التيسير على الزائرين معرفة أماكن دور النشر، وما تعرضه من الإصدارات بجميع بياناتها، والفعاليات المصاحبة ومواعيدها.

ربما يعجبك أيضا