وسط محاولات إثيوبية للتأجيل.. اجتماعات “سد النهضة” تتواصل في واشنطن

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن، لاستقبال وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، لاستكمال المراحل الختامية لمفاوضات أزمة سد النهضة، والمقرر لها يومي 27 و28 فبراير الجاري، ودراسة مقترحات قدمتها وزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي للدول الثلاث حول بناء سد النهضة، بناء على تفاهمات توصلت إليها الدول الثلاث، ووضع ومراجعة نص الاتفاق في صورته النهائية، وسط محاولات ورغبة من أديس أبابا لتأجيل توقيع الاتفاق النهائي إلى مايو المقبل.

وكانت الأطراف المعنية، اتفقت خلال جولة المفاوضات الأخيرة المنعقدة بواشنطن يومي 12 و13 فبراير الجاري، على قيام الولايات المتحدة بالاشتراك مع البنك الدولي ببلورة الصورة النهائية لاتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وإرساله إلى الدول الثلاث تمهيدا لتوقيعه نهاية الشهر الجاري.

“الاتفاق النهائي”

وزير الري السوداني ياسر عباس، قال في مؤتمر صحفي، أمس؛ أن السودان تسلمت مسودة اتفاق قواعد ملء وتشغيل سد النهضة من المراقبين، المتمثلين في وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي، موضحا أن 90% من بنود المسودة متوافق عليها بين الأطراف الثلاثة، أيّ بلاده وإثيوبيا ومصر.

وتوقع وزير الري السوداني، ياسر عباس، فقدان السودان نصف الأراضي الزراعية، التي تُروى من نهر النيل بالري الفيضي، بعد ملء بحيرة سد النهضة في إثيوبيا، قائلا: “من بين الآثار السلبية المحتملة لسد النهضة تقليص مساحة الري الفيضي بمقدار النصف”، مشيرا إلى إمكانية تحويل زراعة هذه المناطق بواسطة الري المستديم، إضافة إلى مشاريع زراعية أخرى، حال توفرت الموارد المالية للبلاد، بحسب ما نقلته عنه صحيفة “سودان تربيون”.

وتوجّه وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم؛ إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للمشاركة في الاجتماعات الوزارية التي ترعاها الإدارة الأمريكية لمصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، بحضور البنك الدولي، والمقرر لها يومي 27 و28 فبراير الجاري.

وقال الإعلامي المصري عمرو أديب، خلال برنامجه الحكاية المذاع على قناة إم بي سي مصر، إن وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي، أرسلت الصياغة النهائية بشأن سد النهضة، إلى مصر والسودان وإثيوبيا، وأنه في حالة موافقة الدول سيتم التوقيع  فبراير 28 الجاري،  للتوقيع عليها في أمريكا، منوها بأنه خلال الاجتماعات المقبلة، ستدون كل دولة ملاحظاتها على الاتفاقية النهائية.

“تحركات إثيوبية للتأجيل”

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت الماضي، خلال استقبالة المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي مريام ديسالين، التزام بلاده بإنجاح المفاوضات الثلاثية في مسار واشنطن، موضحا أنه مع قرب التوقيع على الاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، فإن ذلك من شأنه أن يحفظ التوازن بين مصالح جميع الأطراف، وأن “الاتفاق يفتح آفاقا رحبة للتعاون والتنسيق والتنمية بين مصر وإثيوبيا والسودان”.

وذكر أن الاتفاق “سيأذن ببدء مرحلة جديدة نحو الانطلاق لتطوير العلاقات المتبادلة بينهم، وما لذلك من مردود إيجابي وتنموي على منطقة حوض النيل بأسرها في ضوء الثقل الإقليمي للدول الثلاث”، مشيرا إلى أن ثوابت سياسة مصر تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإعلاء قيم التعاون والإخاء بين الشعوب وتسخير الموارد وتكريس الجهود المشتركة لصالح التنمية والبناء”.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، إن رسالة رئيس وزراء إثيوبيا للرئيس المصري تضمنت التأكيد على الاهتمام الكبير الذي توليه إثيوبيا لتطوير علاقتها وتعزيزها مع مصر لافتا إلى أن ديسالين استعرض خلال لقائه الرئيس السيسي قضية سد النهضة في ضوء ما تم التوصل إليه حتى الآن، وفي إطار المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان.

وأوضح مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في العاصمة الخرطوم، اليوم، أن المفاوضات قطعت شوطا كبيرا خلال السنوات الخمسة الماضية، لافتا إلى دور السودان الإيجابي لتجاوز المصاعب التي واجهت التفاوض، وأن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يرغب في توقيع اتفاقية ملء وتشغيل السد بعد الانتخابات الرئاسية الإثيوبية، والمقرر إجراؤها في مايو المقبل.

ربما يعجبك أيضا