وقف إطلاق النار في إدلب.. هدنة «هشة» تحمل عوامل انهيارها

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

انتهى اجتماع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين الذي استغرق 3 ساعات و10 دقائق، اللقاء بحث المستجدات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، الذي بلغ ذروته بمقتل 33 جنديا تركيا الأسبوع الماضي جراء قصف جوي لقوات الأسد.

وإثر ذلك أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد قوات الأسد والمليشيات الإيرانية في إدلب، ردا على اعتداء الأخيرة على القوات التركية المتمركزة هناك في عدد من النقاط وفق اتفاق سوتشي لـ”وقف التصعيد”.

اتفاق هش

مراقبون أكدوا أن الاتفاق هش و لن يصمد وهو بالحقيقة ليس اتفاقا بل حماية للمصالح المشتركة التركية الروسية كي لا تتأثر سلبا بما سيحصل في إدلب، والإتفاق أغفل أهم نقطتين: انسحاب النظام السوري ومصير نقاط المراقبة التركية، فمخرجات الاجتماع يحمل نفس سيناريو المؤتمرات الماضية التي فشلت فشلا ذريعا، وكان يتم خرقها وعلى الأرجح  فأن المعارك ستستمر خلال الأيام القادمة.

وأكدوا أنه “يصعب تطبيق الاتفاق التركي الروسي على الواقع بالصورة التي أعلن بها، فإما أن تكون هناك بنود أو تفاصيل غير معلنة، أو هو اتفاق لوقف إطلاق موقت بهدف تخفيف التوتر الروسي التركي الذي تصاعد كثيرا، واعتقد أن الحرب ستتواصل قريبا والميدان هو الفاصل”.

الناشط السوري معتز أبو عدنان: “الاتفاق على ما يبدو  هو على عدم الاتفاق، وحتى عدم الاتفاق يتضمن تنازلا تركيا عن حدود نقاط سوتشي، والخلاصة: المعارك قادمة ولو بعد هدنة”.

مدير وكالة شهبا برس مأمون الخطيب قال: “اتفاق هش غير واضح المعالم حتى بالنسبة لصانعيه .. كلٌ يفسره حسبما يشاء … سينهار الاتفاق قبل أن يجف حبر الورق الذي كتبه فيه”.

وقف إطلاق النار

وقال أردوغان إنه اعتباراً من منتصف هذه الليلة (ليلة الخميس/الجمعة) سيدخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في إدلب، وأضاف: “نريد أن نترجم مواقفنا على أرض الواقع بوقف إطلاق النار ورسم خارطة طريق”، وتابع: “سنراقب الوضع في إدلب ونحتفظ بحق الرد على أي خروقات”، وأكد أن بلاده تريد أن يؤخذ مسار جنيف بعين الاعتبار في الفترة المقبلة، وأضاف أن نظام الأسد “خرق الاتفاقات السابقة، ونحمّله مسؤولية هذه الخروقات”، وتابع: “النظام بعدوانيته واستهدافه الاستقرار الإقليمي هو المسؤول الأول عن التطورات التي أدت إلى تعطيل اتفاقية إدلب”، مضيفاً أنه “لا يمكن وصف المدنيين في إدلب بالإرهابيين”.

من جهته، قال بوتين إن بلاده توصلت مع تركيا إلى اتفاق في إدلب يشمل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإيصال المساعدات للنازحين، مضيفاً أن الاتفاق يحافظ على وحدة الأراضي السورية، ولفت بوتين إلى أن اللقاء مع الوفد التركي شهد نقاط اتفاق ونقاط اختلاف “بعد أن تناولنا التطورات الأخيرة في إدلب”.

الاتفاق

وقرأ كل من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والتركي، مولود جاويش أوغلو، نص الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان، وينص على إيقاف جميع الأنشطة العسكرية على طول خط التماس في منطقة “خفض التصعيد”، اعتباراً من منتصف الليلة، وأن البلدين سيبدآن بتسيير دوريات مشتركة في الـ15 من الشهر الجاري على طول الطريق (أم 4) بين منطقتي الترنبة (غرب سراقب) وعين الحور بريف إدلب الجنوبي.

تشاووش أوغلو قال إنه سيتم إنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي “إم 4” و6 كم جنوبه وسيتم تحديد التفاصيل في غضون 7 أيام، كما نص الاتفاق على فتح ممرات لدخول المساعدات الإنسانية للنازحين والمهجرين، والتأكيد على حدة الأراضي السورية ورفض جميع مظاهر الإرهاب بجميع أشكاله ومكافحتها، بما فيها المصنفة على قائمة الأمم المتحدة كمنظمات إرهابية.

الأسد يهاجم أردوغان

من جهته أكد رأس النظام السوري بشار الأسد أنّ أردوغان يقاتل في سوريا إلى جانب فصائل المعارضة انطلاقا من أيديولوجيته الإخوانية، موضحاً أنه لا يوجد عداء بين الشعبين السوري والتركي وأن العلاقات ستعود إلى طبيعتها بعد أن يتخلى أردوغان عن دعم الفصائل السورية المعارضة.

ولفت الأسد إلى أن معظم الدول العربية حافظت على علاقاتها مع سورية ولكن بشكل غير معلن خوفا من الضغوط الغربية والأمريكية عليها أما بالنسبة للدول الأوروبية فإن سورية لا تضيع وقتها بالحديث عن الدور الأوروبي نظراً لارتباط السياسة الأوروبية بالسياسة الأمريكية وتبعيتها للسيد الأمريكي.

الخارجية الأمريكية

فيما قال بومبيو للصحفيين في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن: نعتقد اعتقادا راسخا أن لتركيا، شريكتنا في حلف الناتو، كامل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الخطر الذي يخلقه الأسد والروس والإيرانيين داخل سوريا”، وأضاف أن “مئات الآلاف من السوريين من جميع المعتقدات، لكن غالبيتهم من المسلمين، يتعرضون للأذى بسبب ما يفعله نظام الأسد والروس والإيرانيين داخل إدلب. لقد طلبت الحكومة التركية منا بعضا من الأشياء، ونقوم نحن بدورنا بتقييم جميع تلك الطلبات”.

ولفت الوزير الأمريكي أيضا إلى وجود فرق من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووزارة الخارجية الأمريكية يعملون على تحديد “أفضل السبل” للحد من العنف “ووقف الازمة الإنسانية الهائلة التي ما زالت مستمرة” في إدلب، وأكد أيضا على أن “مطلب الولايات المتحدة هو العودة لحدود اتفاقات سوتشي في شمالي سوريا والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا