وسط إشادة رئاسية.. مصر تتفادى “أزمة الطقس” بجهود الحكومة والشعب

إبراهيم جابر

كتب  – إبراهيم جابر

القاهرة – نجحت الحكومة المصرية إلى حد كبير في التعامل مع حالة الطقس السيئة التي ضربت البلاد خلال اليومين الماضيين، عقب تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية في مصر من أن الظروف المناخية التي ستتعرض لها مصر، ستكون الأسوأ في آخر 35 عاما، من خلال إعلان حالة الطوارئ في كافة الوزارات والقطاعات لمواجهة الأزمة، وإطلاق المصريين مبادرات لإعانة المتضررين.

الحكومة والشعب

الحكومة المصرية، بدأت تحركاتها المكثفة بإعلان حالة الطوارئ في كافة الوزارات والهيئات على مستوى الجمهورية، ورفع درجة الاستعداد القصوى للتعامل مع الأزمة المنتظرة، مع إصدار رئيس الوزراء المصري قرارا بمنح العاملين في القطاعين الخاص والعام إجازة رسمية، أمس؛ لتمكين الجهات التنفيذية من التعامل مع الأزمة.

الأجهزة التنفيذية في عدد من المحافظات أعلنت، أمس؛ عن قطع المياه عن عدد من المدن والقرى الموجودة بها، لتتمكن من تصريف مياه الأمطار، مشيرة إلى أن شبكة الصرف الصحي في البلاد لن تتمكن من استيعاب كمية المياه، علاوة على قطع شركات الكهرباء التسع على مستوى الجمهورية قطع التيار تجنبا لأي أزمات تتعلق بوصول المياه إلى اللوحات وأعمدة الأنارة، والتي قد تؤدي بحياة المواطنين، إذ فصلت وزارة الكهرباء 8 آلاف ميجا وات.

في الإطار ذاته، أعلن مجلس الوزراء المصري تشكيل غرفة عمليات رئيسية للتعامل مع حالات طارئة، بالتزامن مع تشكيل الوزارات ومديرياتها، والمحافظات والأجهزة في المدن والمحليات من تشكيل غرف رئيسية وفرعية للتدخل في حالات الأزمة، فضلا عن انتشار رجال المرور والحماية المدنية وشركات الصرف الصحي بالميادين والشوارع لتيسيير حركة المرور ورفع تجمعات المياه، والتدخل في حالات الطوارئ.

ومع تزايد كميات المياه، وهطول أمطار غزيرة وسيول على عدد من المدن في محافظات شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد ومطروح، دفعت القوات المسلحة المصرية بعدد من المعدات لمعاونة الجهات المدنية في التعامل مع الأزمة، إضافة إلى حوالي أكثر من 1380 معدة وسيارة شفط مياه الأمطار، وتخفيف الأعباء عن المواطنين.

التحركات على أرض الواقع، لم تقتصر على أجهزة الدولة فقط، بل امتدت إلى المواطنين الذين أطلقوا عددا من المبادرات للمساعدة، بدأت بدعوة عدد من المواطنين والجهات الخاصة والكنائس زوار القاهرة الكبرى إلى استضافتهم في ظل توقف حركة النقل سواء في هيئة السكك الحديد بسبب حادث تصادم قطارين، وأيضا سوء حالة الطرق، وصولا إلى تقديم بعض أصحاب السيارات يد المساعدة لمن يحتاجون إلى الوصول إلى منازلهم.

وتسببت الرياح الشديدة والأمطار، في مصرع 20 شخصا وإصابة العشرات من المواطنين، جراء انهيار عدد من أسطح المنازل، وجرف المياه، فضلا عن اقتلاع الرياح للأشجارة وأعمدة الإنارة، علاوة على وقوع عدد من حواث التصادم، بسبب تضرر الطرق، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية والمحافظات إلى إغلاق حوالي 15 طريقا رئيسيا، وبعض الطرق الفرعية للحد من الأزمة.

وقامت وزارة التضامن والجهات المعنية في البلاد بنقل الأسر المتضررة جراء سقوط الأمطار، وانهيار منازلهم أو تصدعها، إلى مناطق الإيواء مع تقديم كافة المساعدات لهم، مع التأكيد على تقديم إعانات عاجلة، وتعويضات لاحقة لمساعدتهم في تلك الظروف.

وأوضح وزير الإسكان المصري عاصم الجزار، أن كمية الأمطار التي سقطت ولا تزال، غير مسبوقة، مشيرا إلى أن شبكات الصرف لا تستطيع استيعاب هذه الكميات، وبالتالي نضطر لقطع مياه الشرب أو تخفيض الضغوط في بعض المناطق، لمحاولة استيعاب شبكات الصرف الصحي لكمية الأمطار التى تصل إليها.

إشادة رئاسية

التحركات المكثفة الرسمية والشعبية، دفعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى الإشادة بالحكومة والشعب المصري للتعامل مع الأزمة، قائلا: “لقد أثبت المصريون حكومة وشعبا، على مدار الساعات الماضية، قدرتهم القوية ومعدنهم النبيل في التعامل مع الاضطرابات الجوية التي اجتاحت البلاد”.

وأضاف -في تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، اليوم الجمعة- “أدارت الدولة بأجهزتها التنفيذية ومؤسساتها الأمنية مشهدا بالغ التعقيد إزاء ظروف مناخية ليست معهودة على بلادنا”، مردفا: “الشكر كل الشكر للمسؤولين والأفراد الذين اقتضت المسؤولية منهم متابعة الوضع واحتواء آثاره البالغة، ميدانيا من قلب الحدث”.

وأكمل السيسي: “لا يسعني سوى الفخر بمعدن الشعب المصري الأصيل الذي أظهر أفراده روح تعاون عالية، وفدائية وترابط، تقول بوضوح أننا سويا، يدا بيد.. أقوى من أي شيء.. كما أتقدم بخالص التعازي والمواساه لأسر الضحايا وبكل الأمنيات بالشفاء العاجل للمصابين”.

خطة المستقبل

رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي، وجه خلال رئاسته غرفة إدارة الأزمات، اليوم؛ الشكر لأجهزة الدولة على المجهود الكبير، ومشيدا بترك القوات المسلحة كافة الآلات والمعدات التي تملكها تحت تصرف العاملين بالدولة، موضحا أن مصر تعرضت لظروف جوية لم تشهدها منذ ما يقرب من 35 أو 40 عامًا.

وأوضح رئيس الوزراء أنه تم إيقاف حركة القطارات والمترو بالأمس، خاصة عقب حادث القطار الذي وقع، حفاظاً على أرواح المواطنين، كما تم إيقاف حركة السفن وخاصة القادمة من السويس إلى منطقة الشمال بسبب شدة الرياح، مشيرا إلى أن مصر بحاجة إلى إعادة تخطيط بعض شبكات الصرف لتستوعب المياه الناتجة عن مثل تلك الظروف الاستثائية، خاصة مع التغيرات المناخية في مصر حاليا.

وكلف مدبولى جميع  المحافظين بمنح غداً السبت أجازة للمدارس والجامعات، حتى تستطيع الأجهزة المعنية التعامل مع آثار وتداعيات الأمطار الغزيرة، لافتا إلى أنه يتم حالياً بذل جهد كبير لتطوير مخرات السيول في مختلف المحافظات، مؤكدا أن الهدف الأول والأساسي من إخلاء أي منطقة سكنية عشوائية هو الحفاظ على أرواح المواطنين، وهو ما نفذته الدولة خلال السنوات الماضية.

ربما يعجبك أيضا