في عفرين السورية.. خطايا “أردوغان” تؤلم الأرض المنهوبة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

قال الباحث السوري في الشأن الدولي، مالك الحافظ، إن ما يحدث في منطقة عفرين تجاوز تركي طال أمده، فالجانب التركي دفع السوريين للتناحر فيما بينهم والتطاول على أملاك السوريين هناك، وأن ما يحدث في عفرين من حالات بيع عقارات أهالي عفرين الهاربين من المنطقة عند دخول الجيش التركي إليها منذ عامين، أمرًا مؤسفًا بحق السوريين وانتهاك صارخ للممتلكات الخاصة.

والتعدي عليها قامت أنقرة بتسهيله وبات هذا الانتهاك أمرًا واقعًا ومعتادًا لدى البعض، رغم أن العديد من السوريين الذين رُحلوا من مناطق سورية أخرى ووصلوا إلى عفرين خلال الفترة الماضية رفضوا المشاركة في هذا الانتهاك، غير أن تلك العمليات تجري وتستمر برعاية رئيسية من الجانب التركي طالما يقدم الدعم المباشر إلى عدة قوى مسلحة سورية وهي التي تقوم بالترويج لهذه الانتهاكات على الأرض.

وأضاف مالك الحافظ في تصريحات خاصة لـ”رؤية”، أن الانتهاكات التركية الحاصلة في الشمال السوري تأتي لغاية رئيسية متمثلة بتحقيق أجندة أنقرة على الأرض السورية بذريعة حماية أمنها القومي، مهما كانت النتائج على هذه الأرض؛ طالما أن أهداف الأجندة التركية تتحقق.

وأشار الحافظ إلى أن الانتهاكات أيضًا لا تتوقف فقط عند بيع أملاك أصحاب المنازل مؤخرًا، بل أصول الانتهاكات التي حصلت في عفرين بدأت منذ من عامين، حينما تم الاستيلاء على معظم بساتين الزيتون التي هُجّرَ أصحابها إلى خارج عفرين؛ (منطقة عفرين معروفة بجودة محصول زيتونها على مستوى المنطقة)، حيث كان يتم ومنذ عامين قطف محاصيلها من قبل الفصيل المسيطر على القرية.

ومن بقي من أهالي عفرين الأكراد في بيوتهم وبساتينهم، فقد مُنِعَوا من تصدير إنتاج زيتهم للمدن السورية، بل وأُجبِرَ الأهالي على بيعه إلى مقاتلي الفصائل المعارضة أو إلى تجار من طرفهم.

وقال الباحث السوري: منذ نهاية عام 2018، افتتحت الحكومة التركية مقرًا لشركة الشحن الحكومة التركية “PTT” في منطقة عفرين، لتسهيل تصدير الزيت لتركيا والدول الأوروبية.

وتابع: الأمر أدى إلى ازدياد تدهور الوضع الاقتصادي لأهالي عفرين منذ ذلك الحين بعد عمليات السطو والسرقة المستمرة بشكل ممنهج، ما دفع بعض من السكان المتبقين للهجرة أيضًا خارج المنطقة.

كذلك فقد تم – آنذاك – مصادرة الأراضي الزراعية بحجة الانتماء لحزب العمال الكردستاني؛ الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية- حيث بدأ عدة جماعات تابعين للفصائل المسلحة هناك بحراثتها، وفي جانب متصل عملت بعض الفصائل – آنذاك – على قطع أشجار الزيتون بعد انتهاء الموسم في عدة قرى تابعة لمنطقة عفرين (شمال غرب حلب).

ربما يعجبك أيضا