كورونا القاتل.. ماذا يحدث داخل جسمك؟

محمود طلعت

كتب – محمود طلعت

بسرعة الصاروخ يواصل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الانتشار حول العالم، حاصدا أرواح آلاف الأشخاص، في الوقت الذي يتسابق فيه الباحثون لإيجاد علاج للفيروس القاتل.

وتسبب (كوفيد-19) حتى الآن في وفاة نحو 9 آلاف شخص، ما يجعلنا نسلط الضوء على العديد من الأسئلة الهامة المتعلقة بالفيروس والتي تجيب عليها الأبحاث والدراسات العلمية.

كم وقتا يـظل داخل الجســـــم؟

أشارت دراسة أجرتها مجلة “لانسيت” الطبية مؤخرا إلى أن مرضى فيروس كورونا يظلون حاملين للعامل المسبب للمرض في الجهاز التنفسي لمدة 37 يوما، مما يعني أنهم قد يظلون معديين لعدة أسابيع بعد شفائهم منه.

ونظرا لأن فترة الحجر الصحي الحالية الموصى بها هي 14 يوما، فقد يظل المريض معديا لفترة طويلة بعد زوال الأعراض، مما يؤدي إلى انتشار الفيروس دون قصد، بحسب ما ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.

هل يـعود الفيروس بعد الشـفاء؟

تشير تقارير متفرقة عن احتمالية عودة الإصابة مرة أخرى بالفيروس، حيث أظهرت بيانات من مسؤولي الصحة الصينية أن 14% من الناس الذين تعافوا من المرض أصيبوا به مرة أخرى بعد إجراء الفحوصات عليهم مجددًا.

وفي أواخر فبراير، أفادت “رويترز” بأن امرأة في أوساكا في اليابان، أظهرت أيضا أنها إيجابية بعد شفائها من إصابة سابقة بكورونا، وتم الإبلاغ عن حالة مماثلة في كوريا الجنوبية.

وقد يكون هناك تفسيرات أخرى بدلا من القول إنها إصابة مرة أخرى بالفيروس، فهناك احتمال أن تظل خاملة بعد نوبة مرضية أولية مع أعراض بسيطة، قبل أن تهاجم الرئتين مجددا، أو هناك دائما خطأ بشري مثل الاختبار غير الدقيق أو خروج المرضى قبل الأوان من الحجر الصحي.

كيـف تهزم المناعة الفيـــروس؟

مع تأخر ظهور علاج ناجح أو لقاح واق ضد فيروس كورونا المستجد، لا يزال الأطباء والباحثون يراهنون على قدرة الجسد البشري على التصدي للمرض القاتل، عن طريق جهاز المناعة الذاتي لدى الإنسان.

وخلصت دراسة أسترالية إلى أن جهاز المناعة يكون قادرا على القضاء على فيروس كورونا بالطريقة ذاتها التي يعمل بها لصد الإنفلونزا العادية، حيث تمكن باحثون بمعهد بيتر دوهرتي للأمراض والمناعة في ملبورن، من تحديد أنواع معينة من خلايا المناعة، قادرة على مكافحة كورونا.

وتوصل الباحثون إلى اكتشاف الخلايا من خلال معالجة مريضة قدمت من ووهان الصينية إلى أستراليا، وكانت مصابة بالفيروس إصابة خفيفة إلى معتدلة ولاحظ الباحثون ظهور خلايا مناعية معينة في دمها، قبل تماثلها للشفاء بثلاثة أيام.

وتوصلت الدراسة إلى أن هذا النوع من الخلايا، يظهر أيضا عند المصابين بالإنفلونزا وفي نفس مرحلة المرض، مما يؤكد أن المصابين بفيروس كورونا، ممن لا يعانون أعراضًا حادة، يتماثلون للشفاء بالطريقة نفسها التي يتماثل بها المصابون بالإنفلونزا العادية.

وبحسب خبراء فإن اكتشاف نوعية خلايا المناعة التي تظهر بعد الإصابة بفيروس كورونا، قد يساعد في تطوير لقاح ضده، وفي التعرف على مراحل تطور الفيروس، وهو اكتشاف وصفه خبراء بأنه اختراق علمي حقيقي.

ما علاقة فصيلة الدم بالفيروس؟

خلص باحثون إلى أن فصائل الدم يمكن أن تلعب دورا في إمكانية تعرض صاحبها لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، من عدمها، فبحسب دراسة أجريت في مدينة ووهان الصينية، مهد الفيروس القاتل، فإن أولئك الذين يحملون فصيلة الدم A أكثر عرضة للإصابة  بكورونا، مقارنة بأصحاب باقي الفصائل وفقا للنتائج التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وفي عموم البشر، تعد فصيلة الدم O الأكثر شيوعا بنسبة 34 بالمئة، مقابل 23 بالمئة للفصيلة A، لكن الأمر بدا مختلفا بين ضحايا كورونا،حيث بلغت نسبة أصحاب فصيلة الدم A بين المصابين في ووهان 41 بالمئة، مقابل 25 بالمئة للذين يحملون فصيلة الدم O.

كما كانت النسب ذاتها بين فصائل دم حالات الوفاة بسبب المرض، 41 بالمئة للفصيلة A، و25 بالمئة للفصيلة O.

وشكل الأشخاص الذين يحملون الفصيلة O نحو 25 بالمئة من إجمالي الوفيات، رغم أنهم يشكلون 32 بالمئة من إجمالي سكان ووهان. لكن الباحثين لم يستطيعوا أن يجدوا تفسيرا علميا لسبب التباين في نسب الإصابة بالفيروس حسب فصيلة الدم.

كيف تعرف أنك تعافيـت تماما؟

درست هيئة مستشفى هونغ كونغ الموجة الأولى من المرضى الذين تعافوا من الحالات المؤكدة للفيروس، وتمت متابعتهم لمعرفة ما إذا كانوا قد تعافوا تمام ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي أم لا.

يقول الدكتور أوين تسانغ تاكيين، مدير مركز الأمراض المعدية بمستشفى الأميرة مارغريت في كواي تشونغ، إنه تمت متابعة 12 مريضا خرجوا في مواعيد متابعة، وأن اثنين إلى ثلاثة أشخاص منهم لم يتمكنوا من مزاولة الأشياء كما كانوا يفعلون في الماضي.

وذكر تسانغ “إنهم يلهثون إذا مشوا بسرعة أكبر قليلا.. قد يعاني بعض المرضى من انخفاض بنسبة 20 إلى 30% في وظائف الرئة بعد الشفاء وسيخضع المرضى الآن لاختبارات لتحديد مقدار وظائف الرئة التي ما زالوا يتمتعون بها، كما سيتم تشجيع العلاج الطبيعي وتمارين القلب والأوعية الدموية لتقوية رئتيهم”.

وتشير عمليات المسح إلى وجود تلف في الأعضاء في الرئتين، ولكن من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كان هذا قد يؤدي إلى مضاعفات في وقت لاحق في الحياة مثل التليف الرئوي.

ربما يعجبك أيضا