لكن في اللحظات الأخيرة؛ انسل جانتس من صفوف تكتل كاحول لافان، وتملص بحزبه “حوسن ليسرائيل” (مناعة لإسرائيل)، ليضع يده في يد نتنياهو وحلفائه، في الوقت الذي لم تبرد فيه حرارة تصريحاته التي تهاجم بيبي، ولم ينس أحد أيضًا تصريحات بيبي ضد جانتس.
ما يقرب من 40 يومًا هو عمر وباء الكورونا في إسرائيل، حتى كتابة هذه السطور لقي 12 إسرائيليًا حتفهم جراء الوباء، فيما وصل عدد المصابين إلى نحو 3000، في الوقت الذي اضطرت الحكومة لإعلان حالة الغلق الكلي في البلاد، مع نشر قوات الشرطة في الشوارع للتأكيد على غلق المؤسسات والمحال والمتنزهات.
جانتس؛ في المقابل؛ لم يكن يملك رفاهية الاختيار، فمن المستحيل أن يستعين بأعضاء القائمة العربية المشتركة في تشكيل حكومته، وفي الوقت نفسه لا يملك أغلبية من دونهم، لذا فالاتحاد مع هاليكود كان لا مفر منه، وإلا سيفشل كما فشل في انتخايات سبتمبر 2019.
في هذا السياق، يشير أ. د. أشرف عبدالعليم الشرقاوي، أستاذ اللغة العبرية والخبير في الدراسات الإسرائيلية أن السياسة الإسرائيلية لم تدفع يومًا بمنتصر إلى السجن، فمن يدخل السجن من الساسة هو المهزوم عسكريًا فقط، ونتنياهو لم ينهزم عسكريًا حتى الآن.
بيبي سيكون رئيسًا للحكومة لمدة سنة ونصف على الأقل، برعاية كورونا، ثم من المفترض أن يترك منصبه لبيني جانتس، الذي سيتسلم حقيبة وزارية ويكون قائمًا بأعمال رئيس الحكومة، ويترك رئاسة الكنيست لإدلشطاين مجددًا، لتتأكد مقولة “عهد نتنياهو لم ينته بعد”، أما جانتس فقد بدأ حياته السياسية بمغامرة الانبطاح، وهي سلاح ذو حدين، إما أن يُسمى جزء من التاريخ القريب بـ”عهد جانتس”، أو أن يدفع “الجلد والسقط”، بأن يخسر تأييد قطاع كبير من مؤيديه، واكتساب خصومة رفاقه في تكتل كاحول لافان.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=338053